هواة المستنقعات .. حنين للذل في عز الثورة
هواة المستنقعات ..
حنين للذل في عز الثورة
محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة
نسمع لغواً كثيراً ممن اعتادوا العيش في ظل "بساطير" أزلام النظام الفارسي في سورية العروبة، خاصة بعد أن نفض الشعبُ عنه غبار الذل والمهانة والعار الذي جلله لعقود، لغواً من نوع: "ما الذي يضمن أن تصبح الأمور أفضل مما كانت عليه؟ بالرشوة كنا نشتري اللواء والعميد.. وبالمال الزهيد كنا نفك حبل المشنقة عن رقبة مجرم عتيد.. بالواسطة والمحسوبية يتفوق البليد.. وبتقرير ملفق تتخلص من منافس أو قريب.. وبتقبيل الأحذية يُنصَّب اللص أميناً لصندوق وزارة أو مؤسسة.. ماذا نريد أكثر من ذلك العز؟ شعبنا لا يستحق الحرية.. وكما تكونوا يولى عليكم".
بهذه العبارات الطافحة بوباء الذل والخزي و"الخنزرة" إذا صح القول.. يُخرج هؤلاء أضغانهم وينفسوا عن غيظهم ويكشفوا عن رعبهم من مجرد احتمال أن تتطهر سوريا من كل هذا الرجس، وهم الذين اعتادوا العيش في أدران الفساد وألفوا الغوص في وحل النفاق والارتزاق.
وعلى الرغم من انتشار هذه الفصيلة في أنحاء الوطن السوري، إلا أن محافظاتٍ ومناطق بعينها اشتُهرت بتصدير أعداد غفيرة من تلك العينة إلى أرجاء البلاد، وانتشارها انتشارَ الوباء في جسم الوطن، محافظات ومناطق عُرفت منذ أيام المقبور حافظ بتخريج جلادي السجون الذين تميزوا بـ"أجسام البغال وأحلام العصافير" كما عبّر حسان بن ثابت رضي الله عنه، واستغل حافظ الخبيث هاتين الميزتين اللتين ضمنتا بالجهل والغباء المطبق التبعية والولاءَ المطلق.
ولعل من التطابق الغريب أن تُشتهر بعض تلك المناطق بالمستنقعات والسواقي على ضفاف أحد أنهار سورية، والتي شكلت بيئة مناسبة تطورت معها تلك الفصيلة لتكتسب خواصَّ البراغيث المتطفلة المؤذية التي لا يطيب لها العيش إلا في بيئات موحلةٍ آسنة منتنة، ولتعيش على فتات موائد مجوس سورية، وتقوم بدورها في العمل تحت إمرة الفرس في قمع الشعب رغم الادعاء العريض بأصالة الأرومة "العربية" والانتساب "المزعوم" لكرائم القبائل التي أذلت أنوف الفرس في سالف الدهر، ولتستخدم تلك الفصيلة لدى نظام الأسد أداة تعذيبٍ وتشبيح تارة، وبوق نفاق وبث لروح الخذلان في أوساط الثوار تارة أخرى.. مستثنياً من رحم الله من تلك المناطق وقليل ما هم.