كلمات وعبارات تستوقفني

د.عبد الغني حمدو

كلمات وعبارات تستوقفني

الدكتور برهان غليون

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

dr.abdulghani56@yahoo.com

dr.abdulghani56@hotmail.com

كرر نفس العبارة في روسيا والصين, لم نصل لنتيجة مع (أصدقائنا الروس) , وأعاد نفس العبارة اليوم في الصين  ليقول (أصدقاؤنا الصينيين) .

قد يقول قائل على أنها تعبيرات دبلوماسية , وفيها يضمن العودة في المستقبل , وللتأثير على موقف الدولتين المعادي للثورة السورية .

قد يتناسب هذا القول عندما تكون المحادثات بين طرفين , قد اختلفا على أمر ما , وهما بالأساس ليسا أعداءاً , ولكن عندما يكون الطرف الذي أجريت معه المحادثات , والذي وقف مع عدو شعبك ووطنك , ونتيجة هذا الدعم , دمرت مدن ومناطق كاملة , وشردت الملايين , واعتقل عشرات الألوف , وقتل عشرات الألوف , والجرحى أكبر بكثير , نتيجة هذا الدعم من روسيا والصين , وبالتالي من يمثل واجهة الثورة السياسية على مستوى دول العالم , وهو الدكتور غليون , ليصف بعد كل هذه الجرائم بأنهم أصدقاء , فالأولى ياسيادة الرئيس أن تقول صديق صديقي هو ...بشار الأسد وعصاباته المجرمة أصدقائي وأحبائي , فهذه العبارات لاتقال إلا عندما يشعر الانسان على أنه يمثل الضعفاء , وبالتالي يخاطب عدوه بهذه الكلمات لعله يحقق بعض المكتسبات العينية , والتي تعبر بحد ذاتها عن العطف الانساني لحالات , تتشابه مع رجل فقير كبير طاعن في السن يتسول من أجل لقيمات من الطعام تبقيه على قيد الحياة .

بينما السيد هنا يصف العدو والقاتل لشعبه بالصديق , وهو على حد زعمه يمثل الثورة السورية , والثورة بحد ذاتها هي قوية راسخة كالجبال , ولو لم تمتلك هذه القوة , كان من المستحيل أن تر ثورة في الأصل , فكل من يحاربني ويقف مع عدوي ليقتل شعبي فهو عدوي كائناً من يكون , ولا يمكن أن أذل نفسي له فشعار الثورة في الأساس (الموت ولا المزلة )

الموت ولا المذلة

تعبير آخر احببت أن أناقشه هنا , هذا التعبير يدل على أن الحياة لاتعني شيئاً إن فقد الانسان فيها كرامته وعزته , ولكن أعترض عليها من حيث االترتيب , أو لنغيير في اللفظ , فعدوك يريد اذلالك أخي الثائر , وإن رفضت الذل فهمه الوحيد قتلك ومن ثم موتك , وحتى نقف في وجه عدونا شامخين شموخ الكبرياء , نقول (العزة ولا المذلة ) فالعزة هنا تعطي الشعور داخل النفس البشرية بالعزيمة والسعي لتحقيقها , أما ذكر الموت هنا في هذه العبارة , تُشعر بها عدوك بنوع من الغرور ليقول في داخله وينفذ ذلك إن استطاع , أن ينال منك ليقتلك , لكن لفظ العزة هنا , تشعره بأنك ستستخدم كل الوسائل الممكنة الواضحة والمخفية لتحقيق هدفك وانتزاع عزتك من براثن عدوك والذي يسعى جاهداً لإذللاك .

الشهادة او النصر

نجد إخواننا في الجيش الحر والمجاهدون  يرددون دائماً  هذه العبارة , فاعلم أخي المقاتل أن الشهادة ليست هي الهدف , وإنما النصر هو الهدف , والشهادة هي الوسيلة لتحقيق النصر , والشهادة هي إحدى الحسنيين , ولكن رب العالمين جعل كلمة النصر سابقة للشهادة , وجعل الشهادة مشروطة باختيار رب العالمين , وبالتالي أنت تقاتل من أجل النصر , وإن اختارك الله شهيداً عندها تكون ساهمت بالحسنيين , حسنة النصر القادمة بعد رحيلك , ونلت الشهادة في سبيل هدفك الذي فقدت روحك في سبيله , فوقع كلمة النصر على عدوك لها أثر أكبر , وبالتالي نقول (نقاتلكم وسنقاتلكم حتى ننتصر , ومن يقتل منا فهو شهيد بإذن الله تعالى ) .

عدونا قوي ونحن ضعفاء

هي عبارة محبطة ومزلزلة , ولكن علينا القول دائماً , عدونا ضعيف مهما امتلك من قوة .....فقوتنا أكبر ....ورصيدنا من القوة لاينضب , بينما عدونا قوته محدودة وليس عندها مخزون لدعمها , وهو على الباطل ونحن على الحق , فالنصر لنا قادم بمشيئة الله فهو معنا , وعدونا أضعف من أن ينتصر علينا .