بين التفاؤل واليأس هناك خيط رفيع يفصل بينهما

د.عبد الغني حمدو

بين التفاؤل واليأس

هناك خيط رفيع يفصل بينهما

فلا تعجب ..!!

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قد نشترك في الحالة النفسية جميعنا , من حيث أننا كسوريين نعيش مرحلة قد لانحسد عليها , يُكوى بنارها الجميع , المؤيدين للثورة والمحاربين لها , ولكن هناك منغصات , وفي مواقف معينة تدعو للتفاؤل ,وكثوار علينا أن نستقر دائماً جهة التفاؤل , ونجبر عدونا على الوقوف في الطرف المقابل.

فالذي يهمنا بالمقام الأول والأخير هو الحالة النفسية العالية للثوار والمؤيدين لهم والداعمين بالقول أو بالفعل أو بالقول والفعل , وهنا لابد من التركيز على هذه الحالة النفسية العالية المليئة بالتفاؤل والتي ترى النصر أمامها ماثلاً , وسيتضح ذلك في وقت من الأوقات قصر أو بعد ذلك الوقت , ولكن كلما كان التفاؤل عالياً كلما قصرت المدة لتحقيق الهدف الأسمى للشخص المتفائل , على حساب اليائس والذي لايستطيع رؤية أي بقعة بيضاء حوله أو في داخله .

يعتقد علماء النفس أن العقل اللاواعي أو العقل الباطن , والتحكم فيه هو الذي يجعلك سعيداً أو يجعلك تعيساً , هو الذي يسعد صديقك عندما تلقاه , وتقول له أراك منشرحاً الآن , فتُدخِل المسرة في نفس صديقك وكذلك أنت , ولكن عندما تكون يائساً , وتخاطب نفس الصديق , فإنك لن تلاحظ على ملامحه السعادة مهما كانت ظاهرة للعيان , وستطغي على سعادته تعاستك ويأسك .

لقد اعتمد شبيحة العصابات المجرمة في سوريا ورئيسها  هذه الحالة منذ انطلاق الثورة , وكذلك الدول والمنظمات المؤيدة له , في الظهور بمظهر المتفائل دائماً , وأن الأزمة قد انتهت , مع أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك , ولكن الظروف الدولية ساعدتهم وكذلك بعض المعارك التي خاضوها , ومارسوا فيها أحقر انواع الاجرام , متمثلاً في حمص والدخول لبابا عمرو وبعدها ادلب , ونفخوا كروشهم واحمرت آذانهم وطالت حتى أصبحت كآذان الحمير , وألسنتهم كألسنة الأبقار , متفاخرين بنصر عظيم, وهل النصر يكون في تدمير مدن وبلدات وقرى وارتكاب أبشع المجازر ,في المناطق التابعة لنفس الدولة ؟!

ولكن العاصفة مرت , وكانت معركة بابا عمرو , بحق هي المنعطف الأعظم باتجاه نجاح الثورة

فلو اختار ثوارنا الأبطال طريق اليأس والقنوط , لكانت الثورة قد انتهت بالفعل بعد معركتي بابا عمرو وادلب الخضراء , ولكن والحمد لله وجد الثوار في هاتين المعركتين فرصة لاسترجاع الأخطاء وتداركها في المستقبل والانطلاق من جديد بقوة وبتصميم أكبر , إن المجازر التي حصلت في حمص وادلب , أيقظت شعور الكثير من الشعب السوري وامتدت الثورة لتشمل مناطق كانت شبه غائبة عن الثورة , فهاهي دمشق وحلب لم تعد تفصلهما عن الثورة في باقي المدن شيء يذكر , وأصبح الجيش الحر والكتائب المسلحة والمقاتلة والتي تملك حق الدفاع عن النفس أفضل تخطيطاً , وأكثر تجمعاً , وضرباتها موجعة للعدو , لتستعيد الثقة بذاتها وكذلك عودة الثقة للثوار السلميين .

فعلينا أن نركز في هذه المرحلة كناشطين وناشرين ومعلقين وسياسيين , على ايصال نفسية العدو إلى الحضيض , في التفاؤل بالنصر القريب , ومعه التهديد والوعيد لهؤلاء القتلة والمجرمين , فارتقاب الشر أصعب من وقوعه , وكيف لا والحقائق تظهر دائماً في نفوق الكثيرون منهم على أيدي مجاهدينا الأبطال .

سألني البارحة صديقين عزيزين نفس السؤال , بعدما تحدثنا عن الوضع وكل بمفرده , أراك متفائل بالنصر ؟

فقلت نعم, منطلقاً من الوقائع ومما يجول في قلبي وتحدثه لي روحي (العقل الباطن ) بأن النصر قادم بمشيئة الله تعالى .

والانتخابات التي جرت اليوم , تثبت تفاؤلي والسبب هو :

أين هي سيطرة الدولة من السخرية التي عبر عنها الشعب الثائر في معظم المحافظات السورية ؟