الدعوة لتشكيل خلية مصغرة لإدارة الحراك الثوري وتنظيمه

د.عبد الغني حمدو

الدعوة لتشكيل خلية مصغرة

لإدارة الحراك الثوري وتنظيمه

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما تقع أزمة ما , أو كارثة بيئية تحل بمجتمع ما , أو تعرض دولة لعدو خارجي , أو عدو داخلي , ينشأ عن تلك الأزمة خلية أمنية منتخبة معينة من السلطة لمعاجة الأمور والبحث عن أنجع الحلول للتخفيف من الآثار السلبية للآزمة التي وقعت وحلت بالعباد .

وهذه الحالة تنطبق على الثورة السورية , فالثورة السورية هي قوية وراسخة, ولكن قوتها مشتة بن الآراء والأحزاب والفئات والمناطق والمجالس والحكومات وأهواء الدول والقوى المؤثرة في الداخل والخارج .

وبالتالي يتحتم الواجب علينا الدعوة لتشكيل خلية أمنية مصغرة , هذه الخلية مهمتها إدارة الأزمة عسكرياً في الداخل وفي نفس الوقت , تحدد المطالب من الجهات ذات الحراك السياسي في الخارج والداعمين للثورة , ولكي تعطي هذه العملية أكلها , يمكننا هنا وضع إطار كامل , وتحديده بالنقاط أدناه :

1-    بالنسبة لتشكيلات الجيش الحر في الداخل , وحسب تقسيم المناطق عندنا المناطق الرئيسية التالية

أ‌-       المنطقة الجنوبية , ب- ريف دمشق ,ج- دمشق , ه- القاطع الأوسط (حمص وحماه) , و- دير الزور وريفها , ز- القاطع الشمالي (حلب وريفها ) , ح- ادلب وريفها , ط- الساحل وريفه , ظ- الحسكة والرقة والقامشلي والريف

2-    انتخاب شخصية عسكرية من كل منطقة من المناطق والمشاركين في القتال الفعلي , والمتعايشين مع الأحداث اليومية , في تلك المناطق , وهذه الشخصية العسكرية مشهود لها بين المقاتلين أنها تتمتع بفكر عسكري ثوري وتخطيطي في إدارة الخطط وتنفيذها على أرض المعركة

3-    يتم اختيار شخصية سياسية فكرية لها دور كبير في الحراك الثوري السلمي أو العسكري والدراسات الاستراتيجية السياسية والعسكرية

4-    يتم اختيار بعض الخبراء العسكريين من خارج سوريا , والموالين للثورة السورية , كالعميد الركن صفوت الزيات  على سبيل المثال

5-    نحتاج في هذه الحالة إلى خبراء في العلاقات العامة , لادارة الأزمة اعلامياً ودبلوماسيا

6-    الدعوة تكون من قبل قائد الجيش الحر , ويحضر هو ونائبه فقط , ممثلا عن الضباط الموجودين في الخارج

وبالنظر لما تقدم أعلاه , والشروط الموضوعية لحضور الاجتماع المصغر , وعليه أن يكون بعيداً عن الاعلام والمهاترات والزعامات , تتم مناقشة الواقع كما هو موجود على الأرض , بحيث يتم تشكيل لجان منبثقة عن هذا الاجتماع , وتناقش الخطط ويتم المفاضلة بينها , مع الأخذ بعين الاعتبار آراء المختصين العسكريين والسياسيين , لادارة التحرك العسكري على الأرض , وهذه اللجان الخاصة بالدراسات الاستراتيجية , والمالية والعسكرية , والاحتياجات المستقبلاية والآنية , وهي التي تصدر الأوامر , وهي المسؤولة عن الحراك الثوري زمانه ووقته ومكانه .

الخلاصة :أن الجميع مقتنع قناعة تامة , أن الثورة لايمكن أن تصل إلى أهدافها المرجوة إلا بالقوة , وعندما تملك الثورة هذه القيادة العسكرية المشتركة في هذه الصورة المصغرة , عندها تستطيع أن تحدد طلباتها وتفرضها على الكتل السياسية الأخرى كالمجلس الوطني مثلاً , وهو بدوره يرفع رأي اللجنة , لحاجة الجيش لمناطق عازلة أو منطقة أو سلاح أو دعم لوجستي , للدول التي يمكن أن تكون على استعداد لدعم المخطط أو المخططات المقدمة من الخلية الأمنية المصغرة لادارة الأزمات , وبهذه الطريقة نكون قد جمعنا الحراك الثوري مع الحراك السياسي في الداخل والخارج , عبر خلية مصغرة لادارة الأزمات والتي تمثل جميع المناطق السورية .