من بركات الثورة

رأفت عبيد أبو سلمى

من بركات الثورة

رأفت عبيد أبو سلمى

[email protected]

أشعر أن الثورة في مصر لا زالت مستمرة ،  ولا يزال خيرها يتنزل ،

وبركتها تتدفق ، ونورها ينتشر حتى يصل إلى مَداهُ في وطننا الغالي مصر ، بل ويتجاوز ذلك إلى غيره من البلاد...

أقول هذا وأؤكد عليه بعدما  تلقيت خبر تأييد محكمه جنح الهرم  الحكم الصادر بحبس "الفنان" عادل إمام ثلاث شهور  بتهمة ازدراء الأديان ، وتلقاه معي كل الشرفاء في كل مكان بارتياح تام ، عادل إمام الذي لم يكن له أدنى  حظ من اسمه ولا نصيب ، قام على مدى أكثر من ثلاثين سنة بإفساد الذوق العام ، وتشجيع الرذيلة ، وتزيين الفاحشة ،

والتطاول على ثوابت الإسلام والاستهزاء بالسنة المطهرة وبأهلها و بكل هَدْي ٍ ظاهر دونما خوف من حساب ، أو رهبة من عقاب ، أو توجس من عتاب ، وكانت مادة الضحك والكوميديا الأساسية عنده تقوم على السحرية المتعمدة من الإسلاميين  برميهم بالتخلف ، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم ، وتحريض المجتمع ضدهم .

ولقد غالى الإعلام المزيِّف للحقائق ، المشبَّع بالإسفاف في وصف هذا الأراجوز ، فجعلوا منه زعيما .. ولعمري أي زعامة هذه ؟!! إنها زعامة في الباطل ، وصدارة في قول الزور ، وقيـــــادة في الفسق والدعارة والفجور ...

وأما عن التهمة التي ثبتت عليه من خلال أفلامه الخبيثة الداعرة وهي تهمة ازدراء الأديان ،، فمنتهى علمي أنه لم يكن يزدري إلا دينا واحدا ً

وهو دين الإسلام ، لذا جعل ذلك محورا أساسيا  لفنه الهابط  ، وأدائه المبتذل الساقط .

لقد سابق هذا الأراجوز سنين عددا في مضمار الحرب على الإسلام حتى كان له في ذلك قصب السبق واليد الطولى ،، ولم يُظهِـرْ  لنا إلا أولئك الذين يحرِّمون أكل " الخيار " ووالله ما لقيت مسلما في حياتي يقول بهذا الكلام التافه ، ولكنها السخرية المتعمدة والمشوِّهة لدين الله تعالى ومن تمسكوا به .

لقد تحرَّى كل نقيصة وألصقها بالإسلام ، ساعده في ذلك مجموعة من الكتاب الموتورين الكارهين لكل ما يمت إلى الدين والقيم النبيلة بصلة ،

وجنى هذا الأراجوز من وراء ذلك  ثورة طائلة حتى قال ذات مرة بأنه قادر على سداد ديون مصر من هذه الثروة المشبوهة ، وبذلك المال الحرام !!

وهذا مما ساعد على وجود قناعة عامة عند كثير من أهل الفن بأن التطاول على ثوابت القيم والأخلاق طريق إلى المجد ، وسبيل إلى الشهرة وجمع المال من أوسع الأبواب...

ولقد ساعد هذا الأراجوزَ نظامٌ حاكمٌ بائد ، أذلَّ العباد ، وأفسد في البلاد ، وهيّـأ  لهم كل السبل والوسائل لمزيد من الحرب الضروس على الحق وأهله بما يحملوه من قيم طيبة وأخلاق فاضلة .

بل إنه قد بدا لكل ذي بصيرة أن اجتماع أركان هذا النظام وسدنته وخـُدَّامِه مع أمثال عادل إمام ومَن على شاكلتِه من الكتاب العلمانيين كان على مبدأ واحد وهو :

( أخرجوا آل لوط من قريتكم ، إنهم أناس يتطهرون )

ولا يزال عندي قناعة بأن هذا الحكم التاريخي هو انتصار لقيم الطهر والعفاف وجميع الأخلاق والفضائل التي حاربها هذا الأراجوز وغيره من الأفاكين والأفاقين ، ولي أمل لا أنقطع عنه أبدا ً بأن هذا الحكمَ سيكون رادعا لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن يتطاول على دين الله أو أن يزعزع قيم المجتمع ثوابته التي لم يتجاوزها أحد بهذا الشكل اللافت إلا في عهد الرئيس المخلوع ونظامه البائد المخلوع أيضا بإذن الله تعالى ...

وإن يكن هناك مكان لفن في مجتمعنا بعد ذلك فهو للفن الراقي المنضبط بقيم الإسلام وأخلاق المجتمع وأعراف الناس ..

إن هذا الحكم التاريخي أسعدني وأسعد الملايين التي يملأ حب الإسلام قلوبهم وأرواحهم ،، وإلى مزيد من بركات هذه الثورة الميمونة التي ستؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،،

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون