من مفكرة والدي مصطفى الحسين الابراهيم الدندشي
من مفكرة والدي
مصطفى الحسين الابراهيم الدندشي
عندما دخل الملك فيصل دمشق عام 1918م
اسامه الدندشي
, احتل الفرنسيون الساحل السوري, وكانت تلكلخ حتى قرية حديدة ضمن المنطقة الساحلية لاتتبع حكومة دمشق.
عندما دخل الحاكم الفرنسي تلكلخ أنزل العلم ألسوري عن السراي ورفع العالم الفرنسي بينما كانت تغفوا هذه البلدة في أحضان وادي مليء بالكلخ,تعزف فيه مجاري أصوات المياه الشتوية سيمفونية حزينة كأنها ترثي البلدة لما هو قادم من الأيام .
في هضبة الأسعدية المشرفة على ذلك الوادي كان قصرا منيفا يطل على تلكلخ في جلال ووقار, كأنه عين العسس الساهرة التي تبعث بالأمن والأمان .
من ذلك القصر أطل صاحبه اسعد الابراهيم الدندشي"أبو فياض"1يكحل عينيه بمنظر البلدة التي تغفوا بين زراعي ذلك الوادي , وتوقفت عيناه عند سارية العلم الذي يرفرف فوق السراي, لقد لاحظ شيئا ما قد تغير في العلم ,بغضب صرخ في أحد الرجال أن يستطلع له الأمر,وكان خبرا مؤلما خبرا تفوح منه رائحة الغدر والخيانة, خبرا أضاع كل الآمال في الاستقلال والحرية, لم يترك أبو فياض رسوله ينزل عن فرسه, بل طلب من أن يجد في طلب أبناء عمومته,
لبى النداء خمسون خيالا ببنادقهم التي حملوها مع الملك فيصل, في سبيل الاستقلال والحرية,وطلبوا الهجوم على السراي, امتص المعمرين غضب الشباب,واجتمع في المضافة.
1-حسن العلي وولده محمد وعلي وشريف الدندشي
2-حسن العلي وولده سامي =
3- محمد العلي ولده قاسم =
4-سليمان الخالد =
5-محمد الجاسم وأخويه عبد الحميد والرحمان =
6-دياب العثمان وأحمد الحسين =
7-محمد المحمود =
8-عماد الدين الابراهيم واخيه ابراهيم =
اجتمع كبار السن في المضافة ,بينما بقي الشباب بالخارج.
ارتأى المجتمعون أن يطلبوا من الضابط الفرنسي أن ينزل العلم الفرنسي ويعيد العلم العربي.2
أرسل المجتمعون محمد الحسين "أبو يعرب" 3مفاوضا, رفض الضابط الفرنسي إنزال علم بلاده بحجة أن حكومته طلبت منه ذلك وهو العبد المأمور, وعندما ابلغ المرحوم أبو يعرب المجتمعين نتائج مفاوضاته, فتحوا النار على السراي واشتعلت تلكلخ حماسة ونخوة, وأمام غزارة النار رفح الحاكم الفرنسي راية بيضاء, ودار جدلا بين الشباب والشيوخ, الشباب يريدون احتلال السراي والشيوخ يميلون إلى التهدئة, والقرار دائما للأكبر سنا, عاد أبو يعرب إلى الحاكم الفرنسي مفاوضا, وتوصل معه على ألا يرفع أي من العلمين حتى يبت في وضع سوريا بين الحكومة الفرنسية وحكومة دمشق , وتوقف القتال حينها.
وعندما غدر الفرنسيون بحلفائهم , ودخلت قوات غوروا دمشق , أول عمل قام به الحاكم الفرنسي بتلكلخ أن هدم قصر أسعد الابراهيم "أبو فياض" واصطف العسكر من القصر المهدم حتى دار السراي -1500 متر - العسكري قرب الأخر , ينقلون حجارة القصر جميعها حيث بنوا بها دارا للحاكم الفرنسي وأخرى لمساعده.
أما اسعد الابراهيم "أبو فياض" هرب إلى قريته" أم حارتين" وأقام هناك حتى وارته المنية.
1-من أحفاده: علاء اسعد الدندشي, وتبع الدندشي, وخلدون الدندشي
2- ورد في كتاب الدنادشة لحسن النمر أن عاصفة هبت ومزقت العلم,ولا أدري كيف يقبل مؤرخ كحسن النمر مثل هذه الرواية , وكيف يعتمد على رواة دون أن يتحقق من أخلاقهم
3- ابوا يعرب ابلا بلاء حسنا في ميسلون وكان من الموثوقين عند الملك فبصل, فقد أعطاه وساما رفعه بموجبه الى رتبة ملازم أول , محفوظ عند صهره جاسم دندشي