لقد هزُلت والله.. يا مجلس الأمن

م. هشام نجار

لقد هزُلت والله.. يا مجلس الأمن

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

اعزائي القراء

طيلة معايشتي لقرارات مجلس الأمن لم ألحظ للمواقف الروسيه أو السوفييتيه سابقاً اي نفوذ كبير يحمل بصماتهم على تلك القرارات كما يبدو اليوم بوضوح هذا النفوذ المتشنج والمؤثر في قرارات مجلس الأمن المتعلقه بسوريا.

هذه الصوره المثيره للغرابه تدعونا إلى طرح التساؤلات التاليه:

 هل تزايد نفوذ الروس الأقليمي والعالمي كان وراء إفشال القرارات الجديه في مجلس الأمن؟

هل كان للمواقف العربيه المترديه والمتردده بإستثناء دول الخليج - وللوضوح ليس كلها- عاملاً مشجعاً للروس لإفشال القرارات التي تصب في صالح الشعب السوري؟

   هل هناك تنسيق بين الدول الغربيه والروس يحول دون صدور قرارات  فاعله تصب في صالح الشعب السوري؟

أعزائي إخترت لكم اهم التساؤلات وبإمكانكم إضافة لها ماتشاؤون .

فبالنسبه للتساؤل الأول نقول.. لا يملك الروس اليوم وبأي حال من الأحوال نفوذاً أقوى مما كان عليه الإتحاد السوفييتي السابق حيث بلغ نفوذه آنذاك أركان الأرض الأربعه شاملاً نفوذاً سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً ومخابراتياً دون أن نلحظ له أي تأثير في قرارات مجلس الأمن مما لا يسمح لنا بإعطاء اي مصداقيه للتساؤل الأول.  

 التساؤل الثاني: ويتركز على ضعف الموقف العريي الرسمي بإستثناء  الموقف السعودي والقطري والليبي وبدرجة أقل الموقف الكويتي والتونسي. أما الموقف الغير متوقع فجاء من الحكومه المصريه والذي أصر وزير خارجيتها على إتخاذ موقف يصب ضد رغبات ومطالب الشعب السوري مما يعطي هذا الموقف مبرراً قوياً للشعب المصري بإعتبار ان ثورتهم مازالت بحاجه إلى عملية تطهير شامله لإعادة تصويب مسار الثوره.هذه المواقف اعطت تبريراً مجانياً للروس بتحديهم حتى أضحى وزير خارجية روسيا الناطق الرسمي لخارجية النظام السوري.

ولكن هل يُعتبر الروس هم المستفيدون الوحيدون من ضعف الموقف العربي؟ كلا بالطبع وهذا يقودنا الى التساؤل الثالث وهو برأيي اهم التساؤلات وهو ماينبغي لنا الوقوف عنده,

فبيت القصيد هو: كيف يحافظ الغرب والروس معاً على أمن إسرائيل ..وماعدا ذلك فهي فروع وليست أصلاً ,ومن هذه الفروع المحافظه على بقاء قاعده بحريه روسيه في طرطوس. فهذه الفروع تعتبر مواضيع ثانويه قابله للحل.الغرب والروس لهما همٌ وحيد هو عدم وصول السلاح الفعّال ليد الجيش السوري الحر والذي يعتبرونه خطراً مستقبلياً على أمن إسرائيل بعد إنتهاء حكم الأسد سيما وان حركات المقاومه الفلسطينيه تتداخل مع البنى العربيه المحيطه بفلسطين المحتله وقد يتحول السلاح  إليها لاحقاً,وعلينا ان نضيف الى أن التغلغل الإسرائيلي في مفاصل الدوله الروسيه بلغ اليوم حداً نافس النفوذ

    الإسرائيلي في الولايات المتحده.إذن نستطيع القول ضمن هذه الحقيقه ان الفرق بين الطرفين هو في توزيع الأدوار بينهما .

فالطرف الغربي يملك شعاراً يحاول الدفاع عنه ولو إعلامياً وهو المحافظه على حقوق الإنسان ومن هذا المنطلق لايملك الغرب خياراً آخر غير الدفاع عن السوريين وثورتهم ,ولكن عندما ندخل في التفاصيل تتعقد الأمور وهنا يأتي دور الروس لإنقاذ الموقف الغربي من الإحراج بإتخاذ رفضين ضد النظام السوري في مجلس الأمن مما جعل الغرب يتنفس الصعداء .هذه المواقف الروسيه المتصلبه ما كان لها ان تنجح لولا تفاهم ضمني (ليس بالضروره ان يكون رسمي) بين الروس والغرب جعل بحث تطور الثوره السوريه في مجلس الأمن يسير وفق المنحى التوافقي والذي ظهر في جلسة مجلس الأمن التي إنعقدت بتاريخ١٤ نيسان / إبريل ٢٠١٢  

أعزائي القراء

لقد تحول مجلس الأمن ضمن التفاهمات بين الغرب الروس الى علاج ُمسكّن كالأسبرين , وبإعتقادي ان مبادرة عنان هي مرحله مؤقته فقط عمرها قد لايتعدى الأسبوعين لسبب بسيط هو ان النظام غير قادرعلى تحمل عبء المظاهرات السلميه والإضراب العام لفترة طويله .حيث سيعود بعدها إلى القتل والذبح وإستعمال كل الأسلحه المتوفره لديه تحت ذريعة عدم إلتزام الطرف الآخر بوقف إطلاق النار..وهنا سيواجه المجتمع الدولي السيناريو الأخير

فإذا عاد مجلس الأمن إلى سياسة التوافقات الدوليه مرة أخرى ,فيكون مجلس الأمن قد وصل لمرحلة وضح هزاله حتى بانت عظامه.وعليه فعلى الشعب السوري ورموزه البدء بوضع الإستراتيجيه القادمه منذ الآن فهي قادمة..قادمه..

مع تحياتي