عبثيات فلسطينية!
عبثيات فلسطينية!
عبد الله خليل شبيب
اعتاد محمود عباس أن يصف صواريخ المقاومة بأنها [ عبثية ]! ..
وذلك الوصف ..وإن كان في جانب منه لا يبعد عن الحقائق والنتائج..! ولكنه ينطبق على معظم تصرفات [ الشأن الفلسطيني ] ..إلا المقاومة التي تعتبر الصواريخ [ البدائية والعبثية ] صورة من صورها ..والتي لا يكادون يملكون غيرها في مثل هذه الظروف !.وهي الشيء الوحيد الجدي والمطلوب وغير العبثي.. وخصوصا في الظروف الحاضرة !
.. أوليست المفاوضات التي قضوا في دوامتها عشرات السنين ..ولم تؤد إلا إلى مزيد من التراجعات والتنازلات .. ..أليست قمة العبث ؟..حتى إن أهم أصحابها – اضطروا – بعد سنين ..وبعد أن كونوا ثروات طائلة من [ بدلات المفاوضات ]..اضطروا أن يصفوها بالعبث والعبثية ؟!
ومن العبث الفلسطيني كذلك – ما يسمى بجهود المصالحة ..حيث يتجه كل من الطرفين اتجاها يعاكس الآخر .. فكيف يمكن الجمع بين [ مُشَرِّق ومُغَرِّب] ؟!
سارت مُشَرِّقةً وسرتُ مُغرِّباً شتان بين مشرق ومغرب!
.. فهل يلتقي من يجعل المقاومة المسلحة للعدو اليهودي في أهم أولوياته ويرفض أي اعتراف بالاغتصاب الصهيوني ونتائجه وما يتعلق به .. وبين من يجهد في خدمة العدو ..ويحمل عنه كافة الأثقال والأوزار [ والأوساخ]ويمعن في [ التنسيق الأمني = الجاسوسية ] .وتسليم اي عنصر مقاوم بل وسلاحه للعدو ..أو إلقائه في سجون [ألعن ] من سجون العدو ..وتعذيب بعض أفراد المقاومة والمعارضين ..حتى الموت أحيانا .. في سبيل رضا اليهود ولأجل سواد [ أو زرقة ] عيونهم وعيون المنسق العام [مولر: دايتون سابقا ]!؟!..ولا يستطيع اتخاذ أي قرار أو إطلاق أي سجين أو أسير إلا بإذنه !..
..عبثية أخرى من العبثيات الواضحة : وهي قضايا الانتخابات وما يتعلق بها ..!
فما جدوى الانتخابات : رئاسية كانت أو ما يسمونها [ تشريعية ] في ظل احتلال .. لا يتورع عن سجن [ ممثلي الشعب ..] وحتى رئيس مجلسهم..؟!- تصوروا لو كان العكس ..واعتقل الفلسطينيون أعضاء الكنيست ورئيسه- لو استطاعوا ؟؟ ماذا يكون موقف الإعلام الغربي والصهيوني [العاهر ]؟
.. أليس الاحتلال هو الذي يقيد أو يطلق [ حركات رئيس السلطة] وكبار المسؤولين ..ويمنحهم [ بطاقات ال:ف- ب = الأشخاص المهمين ] ويتحكم في حركانهم فلا يستطيع [ رئيس الدولة أو السلطة ] أن يخرج من منزله أو ينتقل إلى مدينة أخرى داخل [ الزون الفلسطيني المحتل ] إلا بإذن المحتلين وموافقتهم ؟ .. فكيف بالخروج إلى خارج فلسطين ؟
.. وقس على لك من [العبثيات ] ما دام الاحتلال قائما !
فلا حل إلا [ كنس الاحتلال ] وإجباره على الانسحاب – كما حصل في غزة - ..ولا وسيلة لذلك ..إلا المقاومة بكافة أشكالها ..وعلى رأسها وأهمها ..(المقاومة المسلحة ) الشيء الوحيد – ربما – في الشأن الفلسطيني ..الذي لا يمكن أن يوصف بالعبثية ..! فالعدو لا يتنازل إلا إذا أحس أنه سيخسر أكثر مما يكسب !