رأي في العهد والميثاق

ابو همام

رأي في العهد والميثاق

ابو همام

في البداية لابد من ذكر اعجابي بوثيقة "عهد وميثاق " التي صدرت عن جماعة الاخوان المسلمين ،واتزانها وحسن عرضها ،وصياغتها

وان كان لي من رأي فاني اناقش الفقرة الثامنة من العهد ،وأخص العبارة التالية "وعلى استرجاع ارضها المحتلة بكافة الوسائل المشروعة ،وتدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق "

المناقشة :

في البداية عندما يقرر رجل السياسة الدخول في أي صراع ،لابد من تحديد أطراف الصراع بدقة ،فهو لايسعى الى شن الحرب على العالم ،ولا على كل المخالفين له ،بل يسعى الى تحييد طرف ،ومهادنة آخر ،وتحالف مع طرف ثالث تحالفا مؤقتا ،فيقلل من اطراف  الخصم مااستطاع  ،ويسعى الى" تضييق ساحة الصراع ،وتوسيع دائرة المناورة "

فورود هذه العبارة في "العهد والميثاق "تفتح على المعارضة السورية ،وخاصة الاخوان المسلمين ،بابا كبيرا من ابواب الصراع ،وهي في غنى عنه في  الفترة الراهنة ،ووضع المعارضة الآن لايحتمل مثل هذه المواقف

فلماذا نفتح علينا بابا ،بامكاننا ان نجعله مغلقا ؟ ! حتى ولو سئل الاخوان المسلمون والمعارضة عن رأيهم في الجولان واسرائيل،بامكاننا ان نغلق هذا الباب بالجواب ،على سبيل المثال " لدينا بلد مدمر من جميع جوانبه ،وليس لنا من هم الا ترميم البنية التحتية في سوريا ،واصلاح مادمره النظام ،والشعب السوري لاينظر لأحد بعداء ،وغير مستعد للدخول في اي صراع مع أحد ،اننا نريد بناء سوريا فقط "  اي بامكاننا ان نتجنب الجواب الصريح،

ومسألة تحرير الجولان متروكة لوقتها ،عندما تتوفر كل الامكانات اللازمة لذلك ،فلا ندخل انفسنا بما لايمكننا فعله ،والمواقف بطبيعتها تتبدل حسب المعطيات

ولا أقول هذا من نافلة القول ،ولكن الحقيقة ان سوريا ستحتاج الى عشرات السنين لاعادة بناء مادمره النظام  ،والوضع لايحتمل المصادمة مع أحد

ولنا في رسول اله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ، حيث انه لم يأمر بهدم الأنصام التي كانت حول الكعبة ،الا بعد فتح مكة ،مع ان دعوة الاسلام جاءت ،بـ "لااله الا الله " ومعناها تدمير اي شيء يعبد من دون الله ،

صحيح ان لنا ارضا محتلة من قبل اسرائيل ،سواء الجولان او فلسطين فكلها ارض اسلامية ،ولكن وضعنا لايحتمل  الآن ان نحمل انفسنا اكثر مما نستطيع ، وفي الخطاب السياسي والمواقف السياسيةلابد ان نراعي امكاناتنا وقدراتنا ،فلا نصرح بكل مانعتقده

،والرسول صلى الله عليه وسلم ،قبل من المشركين في صلح الحديبية ،مالم يحتمله كثير من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،لأن وضع الصحابة لايحتمل أكثر من ذلك فقد جاؤوا معتمرين ،وليسوا مقاتلين

ومن هذه المنطلقات اقترح على اخواني الكرام

 - حذف العبارة التي تخص اسرائيل

- الابتعاد عن العواطف في التصريحات ،والمواقف،فالمجال ليس مجال العواطف وانما مجال العقل والفكر والدهاء السياسي و لابد للسياسي من ان يكون مناورا ومحاورا جيدا

وفقنا الله جميعا لخدمة أهلنا في سوريا.