بورقيبة الغائب الحاضر بعد ثورة تونس

رضا سالم الصامت

بورقيبة الغائب الحاضر بعد ثورة تونس

رضا سالم الصامت

أحيت  تونس، ذكرى صانع استقلالها الحبيب بورقيبة الذي توفي قبل 12 عاما، و تحديدا في  6 ابريل 2000  كان رجلا متبصرا، على الرغم من ارثه المثير للجدل.

الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة كان قائدا وطنيا عظيما سخر نفسه لبناء تونس و عزتها فعاني أيام الكفاح التحرري ضد الاستعمار الفرنسي عذاب السجون و المنافي وقاد شعبه بروح النضال و البذل و العطاء و كان الشعب ملتفا وراءه في حب باعتباره الأب  الروحي لهم .

 تحقق الاستقلال في مارس آذار 1956 و الغي النظام الملكي وأسس الجمهورية التونسية . واليوم تمراثنتي عشر سنة  على رحيل بورقيبة هذا القائد المصلح الذي غرس مقومات الدولة الحديثة في تاريخ تونس المعاصر

و قد تركت أعماله ومواقفه عميق الأثر في تاريخ تونس وتطورات مسيرتها الوطنية. وكان لها الصدى العميق في محيط تونس العالمي وفي المنطقة العربية مغربا ومشرقا وكذلك في القارة الإفريقيّة حيث كانت لنجاحات تونس السياسيّة إسهامات بارزة في إذكاء الوعي الشعبي ودعم الحركات التحريريّة ضد الاستعمار

والميز العنصري وتكريس تصور عادل للعلاقات بين الدول يسودها التعاون والاحترام المتبادل وهو ما جلب آنذاك للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الإكبار والتقدير من قبل أكبر قادة العالم... و لا ننسى خطابه التاريخي في أريحا عام 1965عندما أيد قرار التقسيم في النزاع الفلسطيني الاسرائلي وطالب الفلسطينيين ..... للمساهمة في إيجاد حل للخلاف الإسرائيلي ـ الفلسطيني ... ... كانت مواقفه شجاعة.... 

وطور الزعيم بورقيبة مجلة الأحوال الشخصية التي  نالت بفضلها المرأة التونسية حريتها و رد اعتبارها و أصبحت متساوية في حقوقها مع الرجل.... و بعد ثورة 14 يناير 2011 التي أنهت نظام حكم بن علي الذي  بدأه في 7 نوفمبر 1987 ، هذا الحكم الجائر الذي سلب البلاد و العباد و نهب ثروات الشعب .

توجه الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي الذي كان معارضا لبورقيبة صباح يوم الجمعة 6 ابريل 2012  إلى المنستير مسقط رأس الرئيس الراحل لزيارة ضريحه وقرأ الفاتحة ترحما على روحه الزكية برفقة أقاربه ومسؤولين محليين.

 إن  إحياء ذكرى وفاة  بورقيبة تميزت بتدشين  متحفا لأعماله وملابسه وصوره ووثائق خاصة به.

 وقال الرئيس التونسي المؤقت  إن "الشعب التونسي أعاد إحياء ذكرى الزعيم الحبيب بورقيبة بعد 14 كانون الثاني/ يناير2011 موعد سقوط بن علي الذي فرض عليه الإقامة الجبرية تحت رقابة مشددة حتى نهاية أيامه.

 وأعلن الرئيس تأييده لإعادة كتابة تاريخ تونس بصورة موضوعية تعترف "بكل من ضحى بنفسه من اجل الاستقلال" وتم التعتيم على دورهم ولا سيما أنصار الزعيم القومي الذي تم اغتياله صالح  بن يوسف.

 و الجدير بالذكر أن في العام 1987 أطاح رئيس الوزراء آنذاك بن علي بحكم الرئيس الحبيب بورقيبة وهو الرئيس الأول لتونس بعد استقلال 1956، وتوفي في 6 نيسان/ ابريل 2000. إن الزعيم بورقيبة هو صانع تونس الحديثة . . و هكذا  فان بورقيبة الغائب الحاضر بعد ثورة تونس يعاد له اعتباره في ظل الحكومة التونسية المؤقتة .