أيهما أخطر إيران أم اسرائيل

أيهما أخطر إيران أم اسرائيل

أستوقفني كثيرا تصريح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد منذ بضعة أيام عندما عبر عن سروره و سعادته بطريقة معالجة النظام السوري للإنتفاضة التي تعم البلاد و لست أدري أي جزء أعجبه أكثر من غيره هل هو إطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين العزل الذين يطالبون بحريتهم أم هو التفنن في تعذيب الأبرياء حتى الموت أم هو اغتصاب و تقطيع النساء أم هو تقطيع أوصال الأطفال و تسليمهم لأهلهم جثثا مشوهة أم هو قصف المدنيين بالأسلحة الثقيلة وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم  أم هو تشريد مئات الآلاف من الناس الكرام ليعيشوا في مخيمات بائسة  هل هذه الأمور هي ما يدخل السرور و السعادة على قلب هذا الإنسان ؟  أين هو الجزء الإنساني في شخص كهذا ؟

في الحرب قد ترتكب تجاوزات و جرائم لا يقر بها أحد أما أن يخرج علينا رئيس دولة بعيدة ليعبر عن سعادته بهذه الجرائم و يتعهد لفاعليها بالدعم المستمر فهذا في رأيي قد تجاوز كل معايير الأخلاق والقيم

لا شك أن اسرائيل قتلت الكثير من أبناء شعبنا و تحتل أرضنا و تدنس مقدساتنا و لكنني لم اسمع منهم – على الأقل في العلن من مسؤول كبير – مثل ما سمعنا و نسمع من وجوه النظام الإيراني أضف إلى ذلك أنهم ليس لديهم الإمكانات البشرية ليسيطروا على امتداد واسع من أراضينا كما أن الناس مجمعون على أنهم أعداء لنا دون أدنى شك

أما النظام الإيراني فعنده مطامع في معظم المنطقة و هو يستعمل التشيع ليدمر النسيج الوطني للبلاد التي يستهدفها . صحيح أن هناك شيعة شرفاء ووطنيين و لكن الكثير يتم تجنيدهم ليكونوا عملاء لنظام طهران وهو ما يشعل الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد التي لا يمكن إخمادها إلا بهلاك احد الأطراف.

 إن الجانب الأخطر للنظام الإيراني أنه قد أنتج أشخاصا يستمتعون بعذاب و معاناة الآخرين من البشر و مثل هذا النظام هو خطر حقيقي على نفسه و على العالم أجمع و إن الشعب الإيراني ذو الحضارة العريقة سيدمر نفسه و يتسبب بالكثير من المآسي إذا سار على نهج النظام الحالي.

إن انتصار الثورة في سورية هو انتصار للحرية و العدل و القيم و الأخلاق على الظلم و التخلف و التسلط و الفساد و هو يصب في مصلحة الإنسانية جمعاء بما فيهم الإيرانيون الشرفاء.