عمالقة الفكر السياسي في لبنان

م.نجدت الأصفري

عمالقة الفكر السياسي في لبنان

م.نجدت الأصفري

[email protected]

  البارحة كان يوما عظيما في لبنان الأرز ، فكما الأرز شجرة خلود فالفكر السياسي في لبنان فكر فريد ،في نبضه وحراكه وفنون تصديه للمنحرفين والشاذين فكريا وسياسيا وعقائديا ، كان البارحة يوما مشهودا في تجمع كبير ضم جميع اللبنانيين حتى غصت الساحة برموز لبنان رغم الأمطار فلم تؤخرهم لنداء الواجب زحفا تحت زخات السماء بمطر طاهر تبارك به تجمعا في نصرة العدل والحرية ، إن ظروف لبنان ( زهرة البلاد العربية وسويسرا الشرق ) ليست بأقل معاناة مما يعانيه الشعب السوري، فكلا الشعبين واقعين تحت هيمنة دكتاتورية موغلة في التخلف والدموية ، في لبنان فئة رهنت نفسها عميلة لحكم خارجي همجي من عصور حجرية  ، مدمن في الإنحطاط ، مشاكس في التفاهم زاده الظالمون سلاحا بذريعة تحرير الأرض من يد الإستعمار الإسرائيلي ، لكنه بعد أن أوقع لبنان كله في حرب غير متكافئة مع عدو شرس متغطرس فعاد الحرب على لبنان كله دمارا في بنيته التحتية جسورا وطرقا ومطارات .... فكان حزب وضيع يتاجر في وطن كله دون اعتبار لرأي المواطنين ، وأوضحت الحقائق لعبة هذه الحرب المرسومة لأغراض أخرى توصف أهدافها بانها تهدف لوضع لبنان كله تحت وصاية حزب متعطش للسيادة والهيمنة لصالح عمائم قذرة وفكر بليد أتى من مقابر التاريخ ليحكم في القرن الواحد والعشرين ، نهار البارحة كان يوما غريبا عن المواطن السوري الذي تجرع الخوف ورضع الذل فرأى فيما كان من رموز 14 آذار شخوصا ، مثقفين متزنين ، متكلمين ، منطلقين ، لا يتلعثمون ولا يتأتؤون خوفا ممن يحصي الأنفاس ويقيس النبضات 

كان يوما عظيما مشهودا لشعب لبناني حيّ تحت عنوان

اطلاق وثيقة قوى 14 آذار للمرحلة المقبلة

 واخذوا العنوان من كلمة الشهيد رفيق الحريري في كلمته الموجهة في بياانه الإنتخابي الأخير قبل اغتياله بيد النظام السوري وعملائه

  ما حدا أكبر من البلد

ألم يكن مثل هذا الشعار كافيا لقتله لأنه تجاوز حدود واقعنا الذي دجننا نظام الإلوهية التي تغمره وزبانيته أنه أكبر من كل إله كما يكتبون اليوم على محاريب المساجد وفي الساحات العامة والسيارات [ لا إله إلا بشار ] ؟

وقدم المجتمعون كلمة خالدة من كلمات الشهيد هي : المسيحي المعتدل أقرب لي من المسلم المتطرف

تعاقب المتحدثون من كل الطبقات والأديان والمذاهب بكلمات رائعة متزنة قالها أصحابها بحرية وعفوية صادقة لا محاباة بها ولا مجاملة كانت كلها قوية معبرة لكن اولها كانت أقواهم لأنها من سيدة الشاشة صاحبة البرنامج الصريح والرائع في مناقشة ما يجري على الساحتين اللبنانية  بشكل خاص والعربية والسورية بشكل عام وهي (مي شدياق ) مما حدا بطاغوت الزمان وفرعون المكان أن فجر قنبلة يعرف الجميع أن فاعلها حاكم الدماء في سوريا ، كلمة  ألهبت أكف الجماهير تصفيقا وتأييدا مع كل ذلك كانت وكان جميع المتحدثون بعدها يتكلمون بأسى وحرقة على الشعب السوري البطل تزهق أرواح أبرياؤه وتقتل أطفاله وتسبى نساؤه وتغتصب حرائره ، ثم تحرق الجثث طمرا للجرائم وإخفاء للمعالم

تحدث خضر بحرقة المغترب يبحث في أشتات الأرض عن لقمة عيش استعصت عليه في بلده وهي تتقلب من احتلال مباشر من قبل الجيش السوري ثم انتقل الاحتلال بعد طرده من لبنان عقب اغتيال الشهيد رفيق الحريري بسبب عدم رضاه عن أوامر فشار اسد بخرق الدستور اللبناني بالتمديد لميشيل لحود لمرة ثالثة فصار الأمر لحزب الشيطان معتمدا على أسلحة يختزنها ليهدد بها مواطنيه ويد عي  أن اسلحته لردع العدو الإسرائيلي بينما أوضحت أحداث عام 2008 كيف استدار حزب اللات تجاه صدور مواطنيه واحتل بيروت

منطق صريح واضح ، احتلال ثم أعقبه احتلال ، المهم أن تخمد كلمة الحق والرأي الصريح ، إنها أشبه بمستعمرة تتحكم بشعبها ليقولوا كما يلقمون من السادة كالببغاء ويأجروا عقولعهم للمعتوهين ليفكروا نيابة عنهم

كانت كلمات الأسى تخرج لاهبة من أفواه أخواننا في لبنان حسرة وألما أنهم يقتلون صغارا وشيوخا وتغتصب حرائرهم ثق تقطع الجثث ويحرق البشر أحياء ، بالله قولوا للعالم هل هناك من فظائع لدى مملكة الوحوش مثل هذا الإجرام

حجز النظام المجرم شعب سوريا أن يفر بروحه ، بل أمره أن يبقى تحت رحمة أزلامه يقتلون ويغتصبون ويسرقون ويحرقون ولا يسمح لهم بالهروب نجاة من القتل والسحل والتعذيب ، فجهز ألغاما أرضية حول حدوده مع لبنان وتركيا قائلا ستموتون بيدي او بالغامي ..... نعم انه حكم ديمقراطي نبيل ، ذاك الذي يظن أنه فوق كل البشر ومقدساته ، فوق قانون البشرية أديانا ومذاهب ، فوق كل الأعراف والشرائع ، فوق كل منطق وكل حديث

لهذا رأينا في كلمة شعب 14 آذار مواساة الأخ لأخيه بقولهم

تحية من شعب 14 آذار إلى شعب 15 آذار

إن أمة هذه عواطفها مع اخوانها وهم يكافحون لأنفسهم ولإخوانهم لحري أن نطمئن إلى النصر المؤزر قريبا بإذن الله، ولعلها فرصة أن نقتبس من ديمقراطية الشعب اللبناني ما يحسن أحولنا ويصلح شأننا ، وإن الشعب السوري بحاجة ماسة لوقفة من أخيه اللبناني أقرب وأقوى فنحن في الساحة معا للخلاص.