بابا عمرو في عيوننا
بابا عمرو في عيوننا
وكل منطقة ثائرة في سوريا هي باباعمرو
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
إن ماشهدته بابا عمرو خلال الشهر الماضي وما قبله لتنوء الجبال من حمله , فكيف بالانسان والذي إن امتنع عن الماء يوما انهار , وعن الطعام أيام مات في ظروف السلم والأمان .
إن ماجرى في بابا عمرو يذكرني بقول الصحابة الكرام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد المسلمون من معركة مؤته , فالتف أهل المدينة حولهم وأخذوا يتهجمون عليهم ويقولون لهم الفرارون , ولكن الرسول الكريم قال هؤلاء ليسوا الفرارون هؤلاء هم الكرارون , وخالد بن الوليد وقتها استلم الراية وسحب جيشه من المعركة بطريقة زكية وخدعة حربية أنقذ فيها ثلاثة آلاف ويزيد من الصحابة الكرام , ولم تنته قوات المسلمين وبعدها غزت معظم العالم القديم لتنشر حضارتها فيه .
إن الثورة في سورية هي ليست حرباً بين جيشين , هي ثورة شعبية سلمية , ومن شدة بطش النظام وجد حق الدفاع عن النفس , والمسلحين أسلحتهم بسيطة جداً لاتقارن مع أسلحة العدو , لابالعدة ولا بالعدد ولا بالدعم الخارجي , وجيشنا الحر البطل هو قوة ضعيفة عندما لايكون هنالك حراك شعبي مساند له , وبالتالي فالمظاهرات السلمية هي سند للجيش الحر كما الجيش الحر سند للثورة .
أهلنا في بابا عمرو سطروا بطولات قل في التاريخ مثيلها , لاطعام ولا ماء ولا وسائل تدفئة , والدمار متواصل من شهر ويزيد , وكل من يلوم الجيش الحر في بابا عمرو فهو متخاذل كائناً من كان , بغض النظر عن نيته .
إن المجرمين سيستغلون معركة بابا عمرو معنوياً لادخال اليأس في نفوس بقية المناطق الثائرة , وعلينا أن نع الأمر هذا , فحمص كلها ثائرة مدينتها وريفها , ووبقية المناطق .
نحن نعلم علم اليقين أنه لايمكن للجيش الحر أن يحتفظ بأي منطقة احتفاظاً كاملاً نتيجة لقلة إمكانياته المادية والعسكرية , وتمكن قوات المجرم من دخول بابا عمرو هو معروف مهما غالط الانسان نفسه , وإن الاحتفاظ ببعض المناطق ومن ثم الانسحاب منها يهلك العدو , ويدمر معداته ويفني معنويات جيشه .
نحن نحزن على الشهداء ونرجو من الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة , ولكن هل فكر أي شخص منتقدٍ لكتيبة الفاروق البطلة أو الجيش الحر الذي يقاتل في حمص , كيف لمقاتل أن يقاتل بدون طعام وعتاد قليل وآلاف الضحايا بين قتيل وجريح ؟
حياكم الله ياأبطالنا في بابا عمرو , فوالله صبركم وشجاعتكم ستفتخر فيها الأجيال لماًئات السنين
لقد عودنا ثوارنا الأبطال على التركيز على منطقة تلو منطقة فكانت في درعا البطلة وفي ريف دمشق الأصيل , وفي الرستن وجبل الزاوية ,وحماة , وجرى فيها ماجرى لبابا عمرو ,والسؤال:
هل انتهت الثورة وخمدت أم زادت اشتعالاً ؟
هنا السؤال وهنا الجواب , إن هذا الشعب الحر الثائر العظيم لن يجلس حانياً راسه بعد الآن بعد أن عرف طعم الحرية , وعدوكم ضعيف جداً وسترون بإصراركم وعزائمك الفولاذية , ستقطع دابر هؤلاء الظالمين المجرمين , ولا يمكن لأي ثورة ان تنته بمعركة واحدة , إلا مع الخائنين كما فعلها حافظ الأسد عندما سلم الجولان في ال67