عذرا سورية ... سامحينا

أبو ياسين

عذرا سورية ... سامحينا

أبو ياسين

لقد اطلق الثوار في سورية شعار "عذرا حماة .. سامحينا " على احدى ايام الجمع السابقة للدلالة على الظلم والنسيان الذي لحق بابناء محافظة حماة السورية التي استفرد بها النظام السوري عام 1982 وارتكب فيها المجازر الرهيبة من غير ان يتبع ذلك مساءلة او محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم التي بلغ ضحاياها ما يقارب الخمسين الف شخص علاوة على تدمير ثلثي المدينة وتشريد وتعذيب عشرات الالوف بل على العكس فلقد تم التواطىء والتعتيم المقصود على تلك الاحداث حتى استطاع النظام تركيع كل المحافظات السورية وبالتالي اصبحت سورية – طيلة السنين الثلاثين الماضية – اصبحت اسيرة هذا النظام .

ومن الضروري الاشارة هنا ان نظاما بهذا الشكل الوحشي في التعامل مع شعبه كان ايضا همجيا واجراميا في التعامل مع جيرانه العرب بل ومصدرا للارهاب والفتن واعمال الاغتيال التي مارسها بحق شعوب ومؤسسات وشخصيات عربية واثر ذلك بالتالي على طبيعة الاوضاع والسياسات والمواقف العربية وطريقة التعاطي معها كون سورية –كدولة- تشكل ثقلا مهما في المنطقة برمتها . لقد اثرت العصابة الحاكمة في سورية على الدول العربية وابتزتها في كثير من القضايا المصيرية فكانت الدول العربية تتغاضى عن اوضاع  الشعب السوري الكارثية اتقاءا لشر ذلك النظام فكان ان جر هذا النظام الامة وورطها في كثير من المآسي بابقاء الشعب السوري مضطهدا مقموعا فلو كان الشعب السوري حرا وكريما في بلده لكان له شأن اخر في حماية الامة والمنطقة .

ان المهل العربية التي تعطى اليوم للنظام لكي يغير مواقفه – التي لم ولن تتغير – تشكل تلك المهل انعكاسا لذلك التغاضي العربي السابق . ولذلك نراه مستخفا بالامة وبالجامعة العربية فاصبحت القضية السورية عنوان العجز العربي الرسمي .

ان النظام السوري كان يجب ان ينزاح وان يسقط منذ 30 سنة ويسقط معه اتباعه وحلفاؤه المشاركين في قتل الشعب السوري بصورة مفضوحة والا فسيبقى هذا النظام المسخ خنجرا مسموما في جسد الامة وسيهدد مستقبل الحرية والديمقراطية العربية الفتية في كل البلدان العربية ان لم يتم اسقاطه ولا بد من دور للشعوب وللحكام وللاحزاب جميعها وان تتنبه لفداحة ما حصل ويحصل للشعب السوري المنكوب ولا بد من حراك عربي واسلامي يكون عنوانه " عذرا سورية .. سامحينا " يكون هدفه نصرة الشعب السوري بازاحة النظام القاتل.