ليل سوريا الطويل المدلهم

عبد الله شبيب

متى ينجلي ؟!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

مأساة سوريا شغلتنا عما عداها لفرط هول أحداثها وفظاعتها البالغة ..وأحداثها التي لم يسمع بمثلها أحد في تاريخ الهمج والغزاة والمجرمين وعصابات أشقى الأشقياء !

..وكأن الجناة في هذه المأساة ليسوا بشرا ..وليس لهم من البشر إلا الشبه في الخلقة فقط!.. وقد صدق الله في وصف أمثالهم " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟!! ..إن هم إلا كالأنعام ..بل هم أضل سبيلا !!"..

فهم بالفعل أحط من البهائم ..وأدنى من الوحوش !

.. ففي أي شرع أو دين أو تصور .. يُقَطّع الإنسان حيا ..ويضرب على أنحاء جسمه- وخصوصا وجهه الذي كرمه الله ونهى عن صفعه – ولكنهم يضربونه [ بالبساطير] والعصي والمطارق وما يجدون ويستطيعون ..حتى تختلط معالم وجه المعذب ويموت تحت التعذيب ! ..كما شاهدنا صورا ونماذج كثيرة لشهداء قتلوهم بتلك الأساليب الإجرامية الشيطانية ..

فما رأي مؤيديهم ؟ هل يرضون أن يُفعل بهم وبأهلهم مثل ذلك ؟

 لقدنهى الدين –الذي لا يعرفونه – عن المثلة بالجسد الميت ..فما بالك بالحي ؟

ونهى عن تعذيب الحيوان ..؟ فكيف بالإنسان ..تكسر عظام وجهه وفكاه وأسنانه وتختلط معالم وجهه!.؟.وتقلع عيناه ..وقد تنتف لحيته شعرة شعرة ..إذا كان له لحية ..عدا عن إطقاء السجائر والشتائم والكفريات والإجبار على نطق الكفر البواح ..إلخ مما تتفتق عنه بذاءات وسفالات أؤلئك المنحطين !

.. وفي أي دين ..وعند أي وحوش ومنحطين ..تُعَذب [ طفلة عمرها 4 شهور فقط ] – حتى الموت- أمام والديها اللذين اختُطفا على الحاجز وهي معهما ..لإيلامهما وليتشفى المجرمون فيهما ويتلذذوا بحسرتهما !.. ثم لا يعلم عنهما خبر؟

.. هل يرضى عباد الطغاة وعشاق الطغيان لأطفالهم بمثل ذلك ...مهما رشاهم الجحش وأذنابه من قوت الشعب السوري الجائع ..ومشرديه ؟!

.. في أي دين أو شرع – حتى شرع الغاب .. تهتك أعراض الحرائر .. وتُسلخ جلودهن ..ويقطعن إربا ويحرقن – ربما في حال الحياة ..كما فعلوا بالفتاة التي أرادوا أن يوهموا أنها زينب الحصني الحمصية..ليثبتوا – بغبائهم – كذب خصومهم فوقعوا في شر أعمالهم وغبائهم ؟؟كغباء رئيسهم الذي شهد على نفسه [بالجنون وسلب الإرادة ] فقد أقر أن من يقتل شعبه [ مجنون] وهو يقتل شعبه ..فهذا اعتراف منه صريح بأنه مجنون!..,لكن لعله كان يقصد ويوقن أنه ليس شعبه!..وقال إنه لا يملك الجيش ولا البلد ..يعني أنه فاقد الأهلية والصلاحية ..ومجرد [ طرطور ] لا يطيعه أحد ..كيف وهو – حسب الدستور القائد العام للقوات المسلحة والجيش ؟ ومسؤول مباشرة عن كل ما يفعله الجيش والأمن وكل أجهزة القمع ؟!....فهو إما كاذب ؟؟أو مختل ؟؟أو فاقد الإرادة مسلوب الاختيار  ممحوق الشخصية !!

.. وماذا يهم الناس مَن تكون القتيلة ما دام القتلة عرضوا جثة امرأة مزقوها وسلخوها وحرقوها بعد أن هتكوها ؟ لأنهم ليسوا من البشر – ماذا يهم إن كانت القتيلة زينب الحمصية أو غيرها ..وهل يعرف الناس تلك الزينب ؟..المهم أن أجهزتهم الرسمية عرضت أنموذجا من أفاعيلهم بالنساء وغيرهن..وحتى الأطفال..كما فعلوا بحمزة الخطيب وأطفال درعا وغيرهم !!

أوليست من رأى الناس أشلاءها وجلدها المسلوخ والمحروق ..أليست بشرا ومن بني الإنسان ؟ ..أليس هذا اعترافا عمليا من[ الأغبياء ] ببعض جرائمهم ونذالاتهم وسفالتهم..وانحطاط نظامهم وآمريهم ؟!!!

لقد تفنن بشارالجحش وأخوه ماهر الجحش ..وعصاباتهما الطائفية الباطنية في فنون الفتك والإجرام والتوحش والانتقام ..حتى فاقوا الحدود ..وكل يوم تحمل لنا الأنباء والصور أهوالا جديدة مما يذيقونه للشعب السوري الصابر المسالم ..لولا بقايا من أبنائه أهل الغيرة والمروءة والشمم من جيش سوريا الحر ..ومن معه يدافعون عن بعض المواقع والمظاهرات المسالمة ..لتوسع الفتك أكثر وأعمق وأكثر إجراما وانحطاطا ..

الشعب السوري ..وحيداً:

لقد تخلى العالم عن ثورة الشعب السوري ..ووقف متفرجا على المناظر المأساوية الفظيعة..كأنها فيلم سينمائي!

أمريكا والغرب .. تتنفس برئة صهيونية ..وتنظر بمنظار عنصري ومصلحي وصهيوني ....وهي بين ضغوط شعوبها – ودعاواها بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية ..إلخ .. وتخشى أن ينكشف كذبها وتتعرى أمام شعوبها المستنكرة للجرائم ..كسائر شعوب العالم – إلا بعض الشاذين - ! ..وبين خشيتها من أن تكون سببا في ظهور ما لا تحب – كما حصل في تجارب سابقة ..ويبرز خصومها الإسلاميون – كما تتوقع هي والدولة الصهيونية ..وتفكر وتحاول وتخطط للموازنة والمزاوجة ..بين الأمرين ..والجمع بين الشتيتين والخروج بأقل الخسائر  !

.. إن الغرب الصليبي لا يمكن أن يتدحل إلا إذا ضمن مصالحه ..أولا ..وتمويلا مجزيا لتدخله ..وضمانة لتدخله فيما بعد التغيير ليضبط بعض الأمور كما يريد ..أو يحاول أن يضمن عداء أقل ..- على الأقل !..

أما العرب فبين متردد ..ومتوجس ..ولامبالٍ ومنتقد كلاميا . إلا الشعوب فقلوبها مع سوريا وشعبها ..ولا يمكن لإنسان سوي ..ينتمي إلى جنس البشر ألا يشمئز من تلك الجرائم ولا ينكرها فضلا عن أن يوافق عليها ويشجعها ..فيفقد بشريته وإنسانيته ,,ويلتحق بعالم الوحوش والحيوانات أو الشياطين !

.. يرى الكثيرون ضرورة تدويل القضية ولا يرى حلا إلا هذا .. خصوصا بعد رفض النظام الدموي لكل نداءات ونصائح وقف القتل ..وتحقيق الحريات والإصلاحات وإطلاق المعتقلين ..ومعلوم أن أي إصلاح يعني نهاية النظام الغارق في الدماء والجرائم ونهب موارد الشعب والبلاد إلى أذنيه !!..ولذا فلن يقبل أية نصائح أو إصلاحات ..ولن يوقف حمام الدم ..لأنه يعتقد أنه مخرجه الوحيد ..ولا يزال يتوهم أنه يستطيع إطفاء أوار الثورة التي لا تزداد من سفك الدماء إلا اشتعالا..كأن تلك الدماء وقود ينصب على نارالثورة !

.. ومعلوم أيضا أن التدخل الخارجي مغامرة غير مأمونة ..وخسارة باهظة لسوريا على المدى البعيد والقريب ! ..وضرره أكثر من نفعه ....ولكن ماذا يقال للأطفال الذين يذبحون وللنساء اللاتي يهتكن ..وللبلاد التي تدمر وللأحرار وطلاب الحرية الذين يقتلون فرادى ومجموعات ؟ ..وللمعذبين الذين يمزقون والمعتقلين الذين يختفون والأموال المنهوبة والأحياء الهدومة ..

..ووو.إلخ؟  واضح تماما أن عصابات الجحشيين القرادحة ..مصرة على التمسك بمكاسبها والاستمرار في استعباد سوريا وشعبها ..واستمرار نهبها ..حتى تصفي آخر قطرة دم وآخر ليرة سورية !!

ولن تتنازل ولن تشرع في إصلاحات ..وماذا تستطيع أن تفعل في الوقت االضائع ..وقد مضت سنون طوالا والناس يسمعون عن الإصلاح ولا يرون إلا زيادة فساد وتدمير وإفقار وقمع وتشريد ..إلخ

ما الحل إذن؟!:

  ما يفعل الشعب السوري ..وأبواب الخلق مغلقة في وجهه؟!..الغرب لا يبالي ..والعرب متخوفون مترددون عاجزون ..وتحف أفكار بعضهم وخطواتهم مخاطر ومزالق ؟

.. لا بد أن تبادر الشعوب العربية والإسلامية بمد يد كل مساعدة ممكنة للشعب السوري .. وعلى النظم المجاورة أن تغض الطرف عن جهود الشعوب في تبرعاتها الإنسانية .. وإمدادها الجيش الحر ومن معه ..بل وكل من يستطيع حمل السلاح من الثوار بالسلاح الممكن ..وكل ما يسهم في إلجام النظام القمعي ..وإنهائه ...,لا باس بفرض مناطق آمنة وحراستها وفرض حظر جوي – بأية وسيلة - .. حتى لا يستمر المجرمون في حصد الشعب السوري وسحقه ..وقد استعملوا المدفعية والراجمات ..وروسيا تمدهم بكل انواع السلاح والدعم ..ووراءهم إيران وكثير من الباطنية ..وقد أعلنوها حربا شعواء على الشعب السوري ..وخصوصا طليعته السنية المكافحة ..وعلى كل مطالب بالحرية – حتى لو كان علويا أو درزيا أو نصرانيا أو إسماعيليا أو غير ذلك  ..

..وبهذا يكون بشار قد نجح في دفع الثورة للتسلح ..ليبرر إبادتها – في نظره – ولو تركها سلمية ولم يتعرض لها ولم يسفك الدماء لما حصل شيء ..ولبقي المتظاهرون يتظاهرون حتى يشبعوا مظاهرات ..لكن إصرارهم على السلمية ..واعتياد بشار ونظامه على استعباد الشعب والتأله عليه ..دفعه للانتقام .. وكذلك أوامر من ولوهما لحكم ووكلوهم باضطهاد الشعب وإهانته وقمعه!

.. ولكن – مع بروز نذر حرب أهلية ..لكنها لن تكون طائفية ..لأن [ الأقليات ] التي يدعي الأسد أنهم مستهدفون مع نظامه ..ومهددون في وجودهم وأنه يدافع عنهم ضد (الغيلان الإسلامية ) ! أيقنوا أن الثورة سورية شعبية حرة لمصلحة وحريات وحقوق جميع الأطياف ..وليست طائفية ولا إخوانية ولا سلفية ..ولا حزبية ..وأن الشعب الذي يعرف نظام الأسد جيدا ..وذاق طعم طغيانه ..قد يفضل عليه – حتى حكم الشيطان ! ..

 لقد نجحت الثورة في إيصال رسالتها للأقليات وفي طمأنتها ..وأنها ثورة سلمية وطنية مستقلة مطالبة بالحريات والحقوق .. وأنها لكل الشعب وليست لطائفة أو فئة معينة ..إلخ ..فصدرت عدة بيانات من  جهات عدة من جبال العلويين ومن جبل العرب                          ( الدروز) وغيرهما تعلن التضامن مع الثورة ورفض نظام الطغيان والإصرار على إسقاطه !

.. وما هي إلا إيام أو أسابيع حتى نرى جميع المترددين والمتأخرين ..وجماهير حلب ودمشق وغيرهما تهدر كلها مع الثورة ..وتسقط النظام المتهالك المتهاوي ..مهما تسلح من روسيا وإيران وغيرهما ..وأسند ظهره إليهما ..ومهما استجلب من قطعان غوغاء [ بهائم العراق وحزب الله والحرس الثوري الإيراني = الباسيج ] ..فالذي قضى الله بسقوطه وزواله لن تنفعه كل الدنيا بمالها وسلاحها وأعدادها وعددها " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يكون له كن فيكون ".... وإن في فرعون وغيره من طغاة التاريخ الخاسرين لأبلغ آية !! " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شِيَعاً .. يستضعف طائفة منهم ..يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ..إنه كان من المفسدين * ونريد ان نمن على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ..* ونمكن لهم في الأرض؛  ونُريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون !!"

ولن تنفع بشارا ولا أخاه ورهطه ولا أمه الشمطاء- مصاصة الدماء - حينذاك .. لا تأله ولا قتل ولا قمع ولا إجرام ..بل سيلقى كل جزاءه العادل ؛ إذا أمهله الثائرون الغاضبون الموتورون !!.

.. تصعيد إجرامي منتظر ! وردود فعله المتوقعة ! :

في ضوء ما ذكرنا .. من ظروف ..لا نستبعد أن تستفرد عصابات القمع الجحشية القرداحية   [ الأسدية ] بالشعب السوري وتلجأ للتصعيد الأعنف – كما لوحظ مؤخرا – وتستغل الفرصة لمحاولة إطفاء نور الثورة وإخماد نارها !..ولكن هيهات لقد خرج المارد من قمقمه ..ولن يعود !

وكسر الشعب السوري قيد القمع والخوف والتخاذل ..ولن يقبله ثانية ..وماعلى بشار وزمرته إلا الانسحاب ..وليبحث له عن ملجأ ..في طهران أو تل أبيب ..أوحتى موسكو ..ولكن الشعب السوري سيلاحقه ..هو وكل شبيحته وأفراد عصابته القتلة الفجرة..وسيطبق عليهم مادة أبيه الدموية [49/80]..وسيسترجع منهم حقوقه ..أو يرسلهم للمحاكم الجنائية الدولية..هذا إذا أتيح لهم أن يفلتوا من قبضة الشعب وغضبته !!!..

.. وهل يكفي إعدام شخص أو شخوص عن عشرات الآلاف من القتلى والمشوهين ومئات الآلاف من المعاقين والمعذبين والمهانين والمشردين ..إلخ

..أخشى ما نخشاه أن تنفلت الجماهير الغاضبة فتمزق مجرمي القمع وتسحلهم في الشوارع وتعلقهم على الأعمدة والأشجار – على الطريقة العراقية – قبل أن يستطيع أحد أن يسيطر على غضبة الجماهير التي لا تعرف نصا ولا حدا تلتزم به ولا تحلل ولا تحرم ( مثل عصابات الإخوان والسلفيين وسائر الإسلاميين .. الوقافين عند حدودهم ويتسامحون ببلاهة !! ولا يبغون ولا يظلمون ولا يبالغون!)..أما الجماهير فلا تعرف إلا الانتقام الأعمى ..وأن تفعل بالمجرمين وأسرهم وكل من يؤيدهم ..مثل ما فعلوا بها ..وبشهدائها ومظاليمها ..جزاءً وفاقاً..ولن يلومهم أحد! فإن تصرفات المجرمين التي رآها كل العالم – أو لم ير كثيرا منها - ..لم تترك أي مجال لرحمة أو عفو أو إنسانية ..أو شفقة ! فمن فقد ذلك لا يستحق شيئا منه !