مع أنهم قادة لكن الثورة السورية أثبتت أنهم أغبياء

د.عبد الغني حمدو

مع أنهم قادة لكن الثورة السورية

أثبتت أنهم أغبياء

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

يقول الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال (إن السلبية هي أساس التدهور والسقوط , فوق أنها نفاقٌ وجبن )

لو طبقنا هذه المقولة على الثورة السورية ومتعلقاتها المؤيدة والمضادة , فأول مانصادفه من السلبية في المواقف عند النظام السوري المضاد للثورة , فبعد مضي أحد عشر شهراً على الثورة  , لوجدنا, سلبية بشار الأسد وعصاباته المجرمة , وأبواقه الاعلامية , كلها تنهج منهج السلبية , في مواجهة الوقائع على الأرض , كل المناطق في سورية تظاهرت وتتظاهر , وهم يقولون هذا مجرد وهم وخيال , ملايين الناس تظاهرت وعشرات الآلاف قد اعتقلت , والآلاف مفقودين , والآلاف قد استشهدوا بيد عصابات النظام المجرم , ومع هذا لايعترفون بالثورة , ولم تبق حكومة دولة في العالم وحتى المؤيدين لهذا النظام المجرم, إلا ونصحوه وطلبوا منه إيجاد الحل لصالح الجميع , ومع ذلك يقف موقف السلبية من كل هذا , وكأن الحياة طبيعية لاوجود لشيء البتة .إن هذه السلبية المطلقة , هي التي ستؤدي لتدهور النظام وسقوطه , لأنه يتصف بأعلى صفات النفاق , وعدم اعترافه بالواقع ناتج عن جبن كبير يتصف فيه , فالمنافق والجبان هو فقط من يخشى من قول الحقيقة , والسلبية القصوى تعبر عن الغباء , فالثورة أظهرت أن هذا النظام ورموزه , منافقين وجبانين وأغبياء , وهذه النتيجة ستؤدي بهم إلى التدهور والسقوط الحتمي .

التحقت المعارضة بالثورة , وأرادت الثورة من المعارضة أن تكون ممثلة لها سياسياً , وناصراً لها ومعينا , ولكن المعارضة بهيئاتها وتشكيلاتها التي ظهرت , لم يكن لها تأثيرات إيجابية , وإنما انقسمت لثلاثة أقسام , المجلس الوطني وقف في المنتصف , سلبياته وإيجابياته متساوية , فلم يستطع أن يكون إيجابياً حيتى يمثل الدعم المطلق للثورة , ولا سلبياً مطلقاً , لذلك لم يتدهور ويسقط حتى الآن , ولكن كقناعة في داخلي , أنه في حال تم تطبيق المبادرة العربية , فسيكون مصيره التفكك والتدهور والسقوط , فالكثير من أعضائه يملكون السلبية المطلقة , والنفاق والجبن يعيش في نفوسهم , لذلك الثورة كشفت من هو المنافق ومن هو الصادق من المعارضة . والقسم الثالث مازال ينتظر , كما هو حال مدينة حلب .

على الطرف الآخر من المعارضة وكمثال هيئة التنسيق الوطنية , فقد أوضح أعضاؤها للجميع ,سلبية مواقفهم تجاه الثورة , ولذلك سقطوا قبل انتصار الثورة .

ولا بد هنا من ذكر موقف الحكومة الصهيونية من الثورة السورية  , فتصريح  رامي مخلوف , من أن أمن اسرائيل مرتبط ببقاء بشار الأسد في الحكم .

وتعقيباً على هذا القول , لننظر إلى طبيعة الشعب السوري , فمنذ 39 سنة لم يعش حالة حرب واحدة , وخلال أربعة عقود إن كان هنالك صراع فهو صراع بين مجموعات من الشعب السوري والنظام , لذلك كان النظام يساوم شعبه , بين عمليات إجرامه ضدهم وبين الأمن , وكانوا يفضلون الأمن , ولكن بعد انطلاق الثورة , ومواجهتها بكل وسائل القمع والاجرام من قبل السلطة , وتعيش الكثير من المدن تحت واقع احتلال حقيقي , من تدمير للبيوت , وتهجير , وحرمان من أبسط مقومات الحياة , هذه الأمور أوجدت جيلاً شاباً , غرس في قلبه معنى الجهاد ومعنى الشهادة في سبيل الله , وخرج رجالاً من الجيش لينضموا للثورة , وقد طلقوا الحياة وصاروا أبطالاً مجاهدين , الموت والحياة عندهم سواء , هم أبطال الجيش الحر .

الكل يعلم أن من يحكم إسرائيل هو حزب متطرف , ونتنياهو يمثل قيادة التطرف اليهودي , وعندما يحكم المتطرفون أي أمة مهما كانت قوية , فهذا دليل واضح على تفكك هذه الأمة وتصدعها ومن ثم سقوطها . والأمثلة على ذلك كثيرة :

فهتلر النازي شن حرب عالمية , وكانت نتيجتها تقسيم ألمانيا لشطرين , ومقتل أكثر من ستة ملايين ألماني في تلك الحرب , صدام حسين رحمه الله , عندما غزا الكويت اتبع اسلوب التطرف في القول والفعل فكان تدميره وتدمير العراق وشعبه.

فإسرائيل بدعمها لنظام الحكم في سورية , وإطالة مدة بقائه , فهي تساهم بإنشاء جيش من المجاهدين السوريين على حدودها ,وفي نفس الوقت تساعد على تهيئة الشعب السوري لحروب قادمة ضده , لأن الأشهر الماضية كانت تمارين حقيقية على الأرض , ليتعلم الشعب السوري في المستقبل ,التأقلم مع أي حرب مع إسرائيل أو غيرها , ولو كان حكام اسرائيل يعون هذه الحقائق , لكان الأولى بهم على الأقل ان يقفوا موقف الحياد من الأزمة السورية , ولكن سلبيتهم المطلقة ودعمهم للنظام السوري والضغط على أمريكا والدول الغربية ومنظمات حقوق الانسان , حتى يقفوا على الحياد , سيكون بداية التدهور والسقوط للنظام وإسرائيل , إن شاء الله تعالى .

ولن ننس هنا غباء حسن نصر الله وأحمدي نجاد عندما ربطوا مصير مصالحهم بنظام , تثور ضده ثورة شعبية , هي منتصرة لامحالة , ورصيدهما الداعم لهما في العالم الاسلامي والوطن العربي تدهور , وتصدع وسقط نهائياً .