قطار ربيع الثورات العربية وصل نيجيريا
قطار ربيع الثورات العربية وصل نيجيريا!
رضا سالم الصامت
حتى نيجيريا شهدت احتجاجات شعبية بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الوقود . و قد تجمع عدد من النيجيرين في المدن الرئيسية بالبلاد مما استوجب تدخل الأمن النيجيري بأعداد كبيرة من الشرطة تخوفا من احتمال تصاعد العنف ، برغم الأمن فقد اندلعت حرائق بعدد من الطرق الرئيسية و بالذات في لاغوس عاصمة البلاد التجارية ، هذا و من المحتمل أن يبدأ إضراب عام في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات ، في حين أن نيجيريا ، تعتبر من البلدان الغنية بالنفط ، و تعد أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان. الحكومة النيجيرية ترى إن مصدر هذه الاحتجاجات التي تسببت في العنف مسؤولية جماعة يوكو حرام الإسلامية ، حيث وقعت اشتباكات في المنطقة الشرقية لنيجيريا .
المتظاهرون في لاغوس رفعوا شعارات معادية للحكومة و قاموا بحرق إطارات السيارات المستعملة، و قد خلت كل الشوارع العاصمة من السيارات و المارة ماعدا المحتجين و غالبيتهم من الشباب العاطل عن العمل . نقابات العمال طالبوا الحكومة بسماع أصواتهم و من المقرر أن يقع تنظيم مظاهرات في مختلف المناطق بنيجيريا و خاصة في العاصمة أبوجا و في مدينة كانو التي تقع في الشمال وذلك احتجاجًا على قرار الحكومة إنهاء الدعم على الوقود في الأول من يناير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود إلى أكثر من الضعف ... الشرطة استملت العصي لضرب المحتجين و أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين. و قد تم تسجيل عدد من القتلى الذين ذهبوا ضحية القمع الذي مارسه البوليس . في حين عقد مجلس النواب النيجيري اجتماعًا طارئًا ، ووافق على اقتراح بدعوة الحكومة إلى إعادة الدعم للوقود للسماح بفترة أطول، لإجراء مشاورات حول هذه المسألة، ويقول خبراء اقتصاديون إن إنهاء الدعم للوقود مهم للبلاد لكي تتمكن من تحسين البنى التحتية وتخفيف الضغط على احتياطاتها الأجنبية. وتقول الحكومة إنها أنفقت أكثر من 8 مليارات دولار على الدعم خلال العام 2011 إلا أن النيجيريين يعتبرون ذلك الدعم المكسب الوحيد الذي يحصلون عليه من كون بلادهم غنية بالنفط، كما أنهم لا يثقون بالحكومة بعد سنوات من الفساد.
المتظاهرون يطالبون الرئيس جودلك حوناثان بالاستقالة لتجنب كارثة محتملة في البلاد، في وقت فرضت فيه السلطات النيجيرية حظر التجول ليلاً في مدينة كانو، بعد ارتفاع حدة العنف، ومحاولة آلاف المتظاهرين إشعال النيران في منزل محافظ البنك المركزى لاميدو سانوسى في المدينة، و أحرقوا عدد من السيارات الخاصة، قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم، وأصابت أكثر من ثلاثين شخصاً.
الولايات المتحدة الأمريكية ، نددت من جهتها بشدة أعمال العنف هذه ، والتى نسبتها إلى جماعة " بوكو حرام الإسلامية "، وطالبتالسلطات النيجيرية ملاحقة مرتكبيها، و محاسبة المسئولين عن هذه الهجمات مع حماية المدنيين الأبرياء... و هكذا ، يبدو لي أن قطار ربيع الثورات العربية وصل نيجيريا !