يا نبي الله أيوب سلام الله عليك
لو تأتي لعندنا لعجب صبرك من صبرنا
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
فلم يعتد أحد عليك , وإنما ألم بك المرض وصبرت عليه , وبعدها عافاك الله وأعاد لك مافقدت , أهلوك واموالك كلها , أما نحن السوريين وهذا الشعب الحر الأبي , صبر على ظلم حاكميه وتوابعه وهم من أسفل خلق الله , وسفكت دماء كثيرة , وأهينت الأنفس قبل موتها وعند موتها وبعد موتها , فلا أحد يعرف مكان دفنها , حتى الموتى أجسادهم تقطع وتفرم وحرائر تغتصب ومن ثم ترسل للجزار ليقطعها قطعة قطعة , وأجزاء من جرحانا , نقلت لأحشاء ولا ندري أهم من خيار الناس فلو كانوا منهم , لرفضوا هذه الأجزاء الطاهرة , ولكن حتماً وضعت في أجساد شرار الناس , فماذا أقول لك يامن ضرب بصبره الأمثال , و حتى الخالق جل وعلى أشاد بصبرك , فعندما تنظر لصبرنا , والناس من حولنا ومن أبناء جلدتنا , فانظر لقولهم وتمعن :
تقرير مراقبي الجامعة العربية , أول فقرة فيه يقول , هناك تهريب أسلحة لنا عبر الحدود , فعندما تم اعتماد ارسال المراقبين , فقلت هذا صك مفتوح وعلى بياض ,مقدماً من الجامعة العربية للمجرمين في سورية , اقتلو وقطعوا واحرقوا وعذبوا , فكلما زادت الآهات وعلى الصراخ , وانسابت الدماء من السوريين العزل , يدفع لكم أكثر وأكثر , وبشروا المجرم وأعوانه في ذلك , فإن أراد إنسان أن يحمي نفسه بسلاح صغير , فهي جريمة كبرى, والبوارج الحربية ومختلف أنواع الصواريخ والقنابل والسفن الحربية والطائرات تقدم لهذه العصابات , فهو حلال , فالمسدس والبارودة أقوى عندكم من كل تلك الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً , والأسلحة الكيماوية والبيولوجية ؟
ألم تروا ذلك الضابط السوري ومعه جندي ويطلق الرصاص بغزارة على المتظاهرين , ويخاطبهم أتريدون حرية , خذوا هذه الحرية , موتوا لتحصلوا عليها .هكذا نريد منكم ان تكونوا
قيل في المثل شر البلية مايضحك
ولكن أقول , الاستغباء والتصديق هو الذي يمزق
الأنظمة العربية تستغبيها العصابات المجرمة والحاكمة في سورية , وهي تعرف أنها وضعت نفسها تحت هذا الاستغباء , وفوق كل هذا تصدق كل شيء يصدر عن هؤلاء المجرمين , وتعلم الأنظمة أنهم كاذبون , ومع ذلك يصدقون , وما زلت مستغرباً وسأبقى كذلك وأتساءل, كيف لشعبنا الثائر في سورية أن يحتمل هذا الصبر كله ؟ ألا يكفيه قناة العالم الصفوية , وقناة المنار المجوسية , والقناة الدنيئة الحرامية , وفوق هذا كله , رئيس اللجنة الدبي , ويزيد الطينة بلة ليقول المسيو غليون , ولا مواطن سوري يريد التدخل الدولي وخرق السيادة السورية , والسؤال يامسيو غليون الفحل :
مامعنى السيادة ؟
السيادة بنظرك تعني بقاء المجرم وسلطانه , فأبوه المجرم سلم الجولان هدية لحاخمات بني صهيون , وابنه تنازل عن لواء اسكندرون , وكلا الخنزيرين الكبير والصغير , سفكا الدماء وشردا الناس , وعملا مجازر في سورية راح ضحيتها مئات الآلاف , ومئات الآلاف مشردين واكثر منهم ضاعوا سنين طويلة في غياهب السجون , وانتهاك الحرمات والمقدسات والاغتصاب , وفوق كل هذا تريد أن يذبح الملايين , وتختفي مدن ونواحي وقرى ومناطق من الوجود , فأي سيادة تقصدها بعد كل هذا ؟
العصابات الاجرامية وقتل المتظاهرين
العصابات الاجرامية تابعة للثوار , وتريد اسقاط النظام , والناس تتظاهر في الشوارع وتطالب باسقاط وإعدام النظام , والمسلحون من الجيش الحر , ومن الذين يحملون السلاح , يقومون بإطلاق النار على على المتظاهرين , وقتل الناس المسالمين , ويتركون الشبيحة والجيش والأمن وراءهم ليقتلوهم , ويقتلوا المتظاهرين , هي معادلة رياضية صعبة , ولا يمكن لأي حاسبة مهما كانت متطورة , ولا لأي عالم رياضيات في تاريخ البشرية وحتى الآن قادر على حلها , إلا عند حمير النظام , كأنس الشامي وأحمد الحاج علي , وعصام خليل وطالب ابراهيم وشريف شحادة , فالحمار لافارق عنده مايقدم له من علف , وهؤلاء لافارق عندهم الكذب والدجل أمام العالم, طالما العلف يصل لكروشهم .
لقد فجر المتظاهرون عبوة ناسفة في الميدان لكي يمنعوا أنفسهم من التظاهر , وعرضت قناة العالم الصفوية فلماً عند حدوث التفجير , عندما تصل سيارة الأمن وتقف بجانب الرصيف ويحدث التفجير , وتهرب الشرطة , فمنهم من زحف على الرض ومنهم قام وهرب واتجه باتجاه الكمرة , ولم يسقط مدني واحد ممن كان قريبا من التفجير , ولا من الشرطة , ولم يكن هنالك شظايا , ولم تتطاير قطعا من إجزاءٍ من الضحايا , وكأنه قنبلة صوتية لاغير , ولم تظهر نار ولا دخان أسود , فقط في سورية التفجيرات والمفخخات لون دخانها أبيض , كدخان ورق السنديان الأخضر عندما يتم اشعاله .
ألم أقل يانبي الله أيوب سلام الله عليك , صبرك سيتعجب من صبرنا !!!!!!!!!!!