مهمةٌ... مُستَحيلة

م. هشام نجار

م. هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده 

najjarh1.maktoobblog.com

أعزائي القراء

عندما حاولت الجامعه العربيه التدخل في الشأن السوري لإيجاد حل مؤقت وخجول يعتمد فقط على التقليل من الإحتكاك بين النظام السوري المجرم من جهة والشعب السوري من جهة أخرى ,وافق الشعب السوري على خطوة الأشقاء العرب على مضض وهو يعلم علم اليقين ان هكذا نظام وصل إلى الحكم بالخديعه والكذب مع توافق دولي وإسرائيلي عليه لا يمكن ان يفي بأي وعد يقطعه على  نفسه, وما وعد الأسد للسيد مون الأمين العام للأمم المتحده منذ ثلاثة أشهر تقريباً بسحب دباباته ومدفعيته من شوارع المدن والقرى إلاّ مثالاً يُمثّل القاعده في سلوك هذا النظام منذ أن تسلط على رقاب الشعب . النتائج الأوليه لتقارير المراقبين العرب أكدت صحة إستنتاجات الشعب السوري ليس لجهة عدم الثقه ببعض المراقبين  بل لجهة  إفراغ مهمتهم من مضمونها بحيث اضحت المهمه هي متابعه جزئيه لبروتوكول والذي هو ايضاً جزءاً من مقررات شامله فتحولت المهمه إلى متابعة جزء الجزء فقط مع مرافقه أمنيه دقيقه تحاول إبعادهم عن تجمعات الشبيحه والأسلحه الثقيله بل وإلى إفزاع الشهود وإخافتهم أيضاً

والذي يجعل شكوك الشعب تتزايد حول تصرف سيادة الأمين العام لجامعة الدول العربيه هو ما ورد في تصريحه الصحفي مؤخراً حيث حاول إمساك العصا من منتصفها فأعطى النظام نقطه لصالحه لأن الدبابات على حسب إدعائه سُحبت من الشوارع..وأعطى الشعب السوري نقطه لصالحه لأنه تم رصد قناصه على أسطحة المباني فهذه بتلك  .. وكفى الله المؤمنين القتال... والمضحك أن سيادته في مقابلته الصحفيه إستعمل لغه دبلوماسيه ناعمه مع النظام مُستعملاً كلمة راجياً منه ان يبعد هؤلاء القناصه من على اسطحة المنازل ..إنه يرجو ولا يطلب إنه يرجو ولا يأمر ..إن سيادته يرجو النظام ان يخفي شبيحته حتى تمر قافلة المراقبين بسلام ووئام.

 أعزائي القراء

إن مهمة المراقبة الدقيقه لنظام متمرس بالإجرام من قبل مائتي مراقب نفترض فيهم جميعاً حسن النيه ليغطوا  ١٨٥٠٠٠ كم٢ هي مساحة سوريا في كل كلم متر مربع منها ثورة ملتهبه ,ثم يتم إختزال مهمتهم إلى التقيد بجزء من بروتوكول متواضع يحيط بهم سورٌ من ضباط جيش النظام ثم سورٌ آخر من مخابرات جيش النظام ثم سورٌ ثالث من شبيحته ..فإن اية مهمة ضمن هذه الظروف هي مهمة مستحيله.

أعزائي القراء

هنا من حقنا أن نطرح سؤالاً فنياً على سيادة الأمين العام لجامعة الدول العربيه هو التالي: إذا كانت ظروف عمل المراقبين هي بهذه الصعوبه كما أسلفت  فلماذا لم يأمر سيادته بوضع طائرتي هوليكوبترمن اي طراز متواضع تحت تصرف مراقبيه وهو طلب مشروع له, تمسح المدن والقرى وكل ما يحيط بها من سهول وجبال ليتأكد سيادته بنفسه كم قناص يعتلي أسطحة المنازل وكم دبابة تختبئ وراء تلال حماة وحمص ودرعا وإدلب والدير وضواحي دمشق وحلب ..وكم  شبيح يرتاح في ظل شجرة منتظراً تعليمات رئيسه ليعاود مهمة القتل في شوارع مدننا وقرانا..ولا بأس ان تحلق طائرتهم المتواضعه فوق مقابر المدن والقرى ليحصوا لنا كم جنازة شهيد توارى الثرى تحت تهديد عصبة الشبيحه.

 نعم ياسيادة الأمين ..نحن نلومكم ولا نلوم مراقبيكم..فأنتم من إختزل وظيفة المراقبين وحولها إلى رحلة سفاري..بل رحلة السفاري فيها من الإحتياطات ماتفوق إحتياطاتكم..نعم ياسيادة الأمين انتم من وازنتم بين حناجر الشعب الجريحه ودبابات النظام القبيحه فأمسكتم العصا من منتصفها...وأنتم من ألقى بخطابه امام الصحفيين ترجون بلغة ناعمه النظام ولا تأمرون... تتمنون على النظام ولاتطلبون بلغة الحزم والحسم بسحب قناصته فوراً من فوق أسطح المنازل.

سيدي الأمين العام وبكل ادب الشعب السوري نشكركم..ونطلب منكم الإعتراف بعجزكم في التغلب على مكائد النظام وإحالة الملف لمن يستطيع حماية هذا الشعب العظيم من مخطط الإباده الجماعيه

مع تحيات الشعب السوري.