الذكرى الثالثة لحرب غزة

رضا سالم الصامت

تذكرنا ببشاعة الإجرام وغطرسة حكام إسرائيل!!

رضا سالم الصامت

من منا لا يتذكر ذلك اليوم المشئوم  عندما شنت إسرائيل حربا همجية على قطاع غزة المحاصر بتاريخ     27 ديسمبر2008  م لا يمكن أن يمحي من مخيلة كل عربي مسلم آمن بعدالة قضية فلسطين ، تاريخ لا يمكن أن ينساه أحرار هذا العالم .

هو تاريخ مؤلم يذكرنا بحرب بشعة شنها جيش العدو الاسرائيلي على شعب أعزل محاصر لا يجد قوت يومه ... فقبل الحرب و تحديدا منذ ستة أشهر تقريبا كان قد تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل و بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية من جهة والعدو الإسرائيلي  من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008 وبعد فشل التهدئة و بسب عدم رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع وعدم قبول حماس والفصائل الفلسطينية لتمديد التهدئة ، قام العدو الإسرائيلي بخرق الاتفاقية قبل انتهاء التهدئة في الرابع من نوفمبر 2008 حيث قام بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد ستة أعضاء مسلحين من حماس ...

 العدو الاسرائيلي و مع خروج طلبة المدارس عائدين إلى بيوتهم باغتهم بوابل من الرصاص مما أسفر عن استشهاد حوالي 1417 فلسطيني من بينهم 926 مدنياً و281 طفلاً و111 امرأة و إصابة آخرين في حين قتل ما يزيد عن 13 اسرائيلي و إصابة 228 آخرين حسب اعترافات العدو الصهيوني نفسه...

 إن المقاومة الباسلة أكدت مقتل قرابة 100 جندي اسرائيلي خلال المعارك البرية و الجوية و تصدت بشجاعة لجنود مشاة و مدرعات و أفشلت مخططاتهم في مزيد قتل أكثر عدد ممكن من  المواطنين العزل ... 

كان اليوم الأول من الهجوم اليوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ تسبب القصف الجوي الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 200 فلسطيني و جرح أكثر من 700 و كانت حرب غزة  " الغير متكافئة مجزرة جديدة تنضاف إلى سجل المجازر الرهيبة التي ارتكبت في حق أبناء الشعب الفلسطيني المناضل،  مما حدا وسائل الإعلام العالمية إلى تسمية أحداث هاته الحرب الغير متكافئة بأنها حرب بربرية و نازية ارتكبت فيها أبشع الجرائم و استخدمت فيها أعتى أسلحة الدمار الشامل الفتاكة و المحرمة دوليا مما تسبب في استشهاد أكثر من 200 فلسطيني وجرح حوالي 700 آخرين.... 

 اليوم تمر الذكرى الثالثة على هذا العدوان الآثم  و الذي  يعتبر جريمة ضد الإنسانية و من أخطر  " جرائم الحرب التي ارتكبهاجنود الاحتلال الصهيوني ضد شعب اعزل لا يجد قوت يومه بسبب الحصار المفروض عليه حتى يوم الناس هذا  ..

 في هذه الذكرى الأليمة، نعاود الطلب ، و نطالب العالم و منظمات حقوق الإنسان و كل  الضمائر الحية، مساندة كفاح هذا الشعب الأبي الذي رفض و  يرفض الاستسلام و الخنوع و المذلة وناضل و ما يزال يناضل من اجل استرداد حريته و كرامته و بناء دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

 نطالب أيضا الهيئات الدولية الحقوقية  مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره خاصة بعد  انضمام فلسطين في  29 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 لمنظمة اليونيسكو كعضو، وهو ما يعنيه ذلك من تمهيد الإعتراف بالدولة والحفاظ على تراثها من التهويد و بناء المزيد من المستوطنات وهو انتصار دبلوماسي كذلك ، و خطوة رائدة نحو كسب العضوية الكاملة في الجمعية الأممية .   

 في هذه الذكرى الأليمة ،الأمة العربية و الإسلامية و شعب فلسطين يناشدون العالم و يطالبون بمحاكمة مجرمي الحرب النازيين على غزة!!! 

فهل تستجيب المجموعة الدولية لهذا النداء ؟

فالذكرى الثالثة لحرب غزة ، تذكرنا ببشاعة الإجرام  و غطرسة حكام اسرائيل !!! ..

 لذا وجب محاكمة المجرمين .