خفافيش النظام اليمني تقتل مسيرة الحياة
أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر
بعد قطع نحو 245 كليومتراَ سيراً علي الأقدام، ولعدة أيام متواصلة، وصولا للعاصمة صنعاء.. سار الشعب اليمني ـ الصابر المحتسب المسالم ـ "مسيرة الحياة". مسيرة تأتي تعبيراً عن استمرار ثورته السلمية حتي تحقيق كافة أهدافها، فنصف ثورة كلاشيئ.
مسيرة للحياة ورغبة في القصاص من القتلة والبلاطجة والمأجورين ومن وقف خلفهم:" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 179). وتأكيداً علي عدم إعطاء "صك عفو" للنظام القاتل ورموزه. فهو صك ممن "لا يملك لمن لا يستحق" كما فعل "بلفور" مع الصهاينة في أرض فلسطين!!.
فإذا بخفافيش الموت والقتلة والبلاطجة والمأجورين يستقبلون تلك المسيرة الراجلة، لا بالورود والدواء والماء، بل بالقتل والجرح. فيقتلون ويصيبون العشرات، فنراهم علي شاشات التلفزة وقد سجوا ومازالت دمائهم لم تجف بعد.
ويزداد العجب العجاب والدهشة من تصريح هذا السفير الأمريكي والذي يُعد تدخلا سافراً وفجاً وصارخاً في شئون اليمن. تسمعه يصرح وكأنه "الحاكم الفعلي"للبلاد فتراه"يندد بمسيرة الحياة، ويعتبرها أستفزازاً، ويبرر التعامل الأمني الوحشي معها". وبالتالي كشف ـ في سفورـ عن موقفه من كل تعامل أمني وحشي سابق أو حتي لاحق لهذه المسيرة. وتري هذا وأمثاله قد صدعوا رؤوس العالم ـ في إزداوجية بغيضة لا تخلو من تدخلات ومطامع وضغوط ـ عندما يتم التعامل القاسي، ليس مع أنسان بل مع حيوان، فيرفعون شعار "أين حقوق الحيوان؟!". وهذ شعب يبدا عن بكرةابيه، ولا حياة لمن تنادي.
إنك تسمع إن ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي.
لك الله.. أيها الشعب اليمني العظيم.
لك الله.. وقد عانيت ما عانيت في سبيل ازاحة الطغيان الجاثم علي صدرك لعقود متطاولة.
لك الله.. أيها الشعب اليمني الصابر وقد فعل بك النظام المتحكم الأفاعيل من مجازر "ترقي لأن تكون جرائم حرب، وإبادة جماعية". يجب أن يـُقتص من فاعليها لا أن يمنحوا حصانة، ليعيشوا، بما نهبوا وسرقوا، في ربوع أمريكا وغيرها.
لن تعيد ـ إعتراضات هنا وشجب هناك ـ أرواح الذين قتلوا في هذه المسيرة وغيرها من التظاهرات السلمية. إن أي نظام يستهين بأرواح الشعب ودمائه وأعراضه فقد فقد مشروعيته، ولا بد من أن يحاكم ويقتص منه.
يا أخوتنا في اليمن الشقيق: الدعاء.. الدعاء لمالك الأرض والسماء:"قل اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (آل عمران: 26) أن يعجل نصره، وأن يمدكم بسببه، وأن يفرج عنكم الكرب، ويثيبكم علي هذا البلاء.. نصراً وفرجاً وعوناً وستراً وأمناً وعفواً ومغفرة ورحمة.
ثم بعزيمتكم التي لا ولن تلين، وبوحدتكم وإتحادكم الوطني ستحققون الامال، والطموحات، والتطلعات.
ثم علي كل الشعوب العربية أن تهب لنجدة ونصرة هذا الشعب الشقيق المظلوم المقهور من قبل نظامه القمعي الوحشي القاتل. فلهم في رقابكم حقوق وعليكم نحوهم واجبات ستسألون عنها.
ثم كل حر أبي في هذا العالم، ولا يخلو منه أحرار، أن يهبوا نصرة لهذا الشعب الأبي المظلوم الذي يواجه ألة القتل المنظم بصدور عارية فقط لأنه يريد أن يعيش فوق ترابه بحرية وكرامة وعدالة إجتماعية.
اللهم عجل نصرك لأشقائنا في اليمن.
اللهم عجل نصرك لأشقائنا في اليمن.
اللهم عجل نصرك لأشقائنا في اليمن.
يا مغيث أغثهم، يا مغيث أغثهم، يا مغيث أغثهم.
يا مفرج كل كرب فرج كربهم، يا مفرج كل كرب فرج كربهم، يا مفرج كل كرب فرج كربهم.
اللهم عليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك وحدك لا شريك لك.