يماطل العالم كله على هوى عصابات الإجرام في سورية

د.عبد الغني حمدو

يماطل العالم كله

على هوى عصابات الإجرام في سورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قال الرئيس المصري السابق حسني مبارك , عندما كان هناك مسعى سعودي , للمصالحة بينه وبين بشار الأسد فقال: (لايمكن الوثوق فيه , وهو يتحرك حسب باطنيته المعروفة )

وعلى ذكر الباطنية , والبعض يسميها التقيا وهي ( أن تظهر بعكس ماتبطن, وعند الشيعة تعتبر الركن السادس من أركان الإيمان , فمن لاتقيا له لاإيمان له ) ,

فلو ذهبت لتاجر شيعي وسألته عن ثمن البضاعة فسيحلف لك بأيمان على صدق قوله , وإن كان يكذب في حلفانه فهو عنده جائز, عندما يشير لبضاعة أخرى في داخله وبنفس السعر .

فالظاهر أن دول العالم الممثلة بحكامها , تتقن هذه التقيا في موقفها من الثورة السورية , فهي تقسم وتهدد وتنذر وتدعم الثورة بالكلام الظاهر , وبالفعل يكون المنحى مساعدة المجرم ضد الثورة , فالجامعة العربية , وأوروبا وأمريكا وتركيا وإيران ,عندما تقولون نحن مع مطالب الشعب السوري , وفي نفس الوقت تمده بكل عوامل القتل كفعل روسيا والصين , والمعارضة السورية الممثلة بالمجلس الوطني , وهيئة التنسيق , يقولون نحن نريد حماية المدنيين ,بالظاهر , والباطن المخفي يقول , لاترسلوا الملف لمجلس الأمن سنحل القضية على الطريقة السياسية .

وبشار الأسد وزمرته الوسخة لن يهنأ لهم إلا تدمير كل ماتطالهم أيديهم , من الحمير إلى المنشآت والمساكن والانسان , ليتركوا البلاد خراباً كاملاً , والذي كان هدفهم طوال فترات حكمهم الساقط , من قتل وتدمير وتهجير وسرقات طالت كل شيء في البلاد , هي عصابة حاقدة مارقة , لاتنتمي لهذا الوطن أو هذه الأمة بصلة  .

فأمام هذه الباطنية للجميع , وقفت هناك طائفة من مدن سورية ومناطق وقرى , لتقول (سنسحق هذه الطائفية بإمكانياتنا نحن فقط , توكلنا على الله , بعد أن أخذنا بالأسباب , وحقنا سنعيده كله وننتقم ممن هدر حقنا وحق آبائنا , ولن نسكت حتى تكون هذه الباطنية العالمية تحت أقدامنا ).

أبطال حوران يقولون(من حوران هلت البشائر ) , فالبشائر هي أول براكين الثورة , خرجت الشمس منها , كرمتها الممتدة في أعماق الأرض الطيبة , وبساتينها الخضراء , لن تنبت إلا القوة والرجولة والفداء , لم تركع ولم تستسلم , وكلما اشتدت الريح عليها , كلما زادتها قوة وصموداً وفداءاً , ريف الشام الخالد يحيط بشامة الدنيا وجنتها كسوار المعصم من الذهب الخالص والمرصع بالماس , تحرت الثورة من الجنوب واتجهت شمالاً , وقالت (هذا أنت أيها النهر العاصي ؟ خالفت الأنهار كلها , وسموك بهذا الاسم , وحتى السد الذي أقيم لحجز مياهك , ضقت ذرعاً منه فحطمته , وقالت الثورة سوف تكون عاصمتي على شاطئك , في حمص الأبية , سنقف ضد الباطنية العالمية كلها وسنحطمها , وندعسها بأقدامنا ) , وقالت سوف أكمل طريقي , لأحط عند أهل الفداء والكرم  والشجاعة حماة الأبية , فساحة العاصي تنتظرني , ورافد أخضر يتدفق من هناك قادماً من عروس البادية والصحراء , من نهر الجنة الفرات العذب الحر الأبي , واستمر النهر الخالد في تدفقه , حتى وصل الحدود , زيتون ادلب الخضراء وجبلها الأشم ورجالها الأشداء , النهر الخالد من الجنوب إلى الشمال , وينابيع تتدفق وتقوى يوماً بعد يوم من بانياس لعمودا لريف حلب الشهباء.

من هذا النهر الخالد , ومن الينابيع المتدفقة , خرج ويخرج كل يوم أبطالاً, لم نكن نسمع فيهم من قبل , كانوا مدفونين تحت عباءة المجرمين , ولكن الثورة مكنتهم من نزع العباءة , وقالوا لن نعيش في ظل من رائحته نتنة فاسدة , والجبن والاجرام , تفوح روائحه النتنة القاتلة من جسده, فقالوا (نحن جند الشام بحق , سُلبنا الاسم منذ وقت قد مضى , حتى كدنا ننسى من نحن , ولكن جاء الوقت لنقول , نحن جيش سورية الحر , نحن من شعب تعانق هاماته الذرى , وقد عرفتنا الثورة من نحن )

فليس حل لقضيتنا

ولا مجال إلا في تحطيم الباطنية عند العالم وعند معارضي الثورة من شعبنا

لنقول لهم إن تخاذلتم وعميتم وسكتم , فاعلموا أن شعبنا سينتصر مع الحق

أيها الأحرار في كل مكان , ادعموا الأبطال الأحرار بكل قوة , وسترون أصنام المجرمين عادت رماداً تذروه الرياح ,لتضعها في مستنقع آسن ناتن كنتانتهم

فحيا الله النهر الخالد عندنا وروافده والينابيع الخيرة كلها