إلى أين يريد الوصول بشار الأسد؟

رضا سالم الصامت

رضا سالم الصامت

مع تزايد وتيرة العنف في سوريا وسقوط عشرات القتلى من المتظاهرين، يبدو أن الأزمة السورية قد تأخذ منعطفاً جديداً، فآلة القتل في سوريا لا تتوقف عن الدوران. ونظام بشار و شبيحته تنتهج  مسارا امنيا دمويا بحجة كسر شوكة المحتجين في أنحاء البلاد و الذين يعتبرونهم من الإرهابيين  و جماعة أجنبية قد تكون مرتزقة لضرب امن سوريا و وحدتها . ومع ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، والآن عدد المهجرين و كثرة المعتقلين السياسيين  ، السؤال يظل مطروحا : إلى أين يسير هذا النظام ؟

 فالقتل و العنف  لا يحل الأزمة التاريخية العميقة التي تفجرت في بلاد حكمت لعقود طويلة بأسلوب ستاليني كان يفترض أن يتغير منذ أمد بعيد.

بشار الأسد الذي جرى توريثه عام 2000  على اثر وفاة والده حافظ  ، أبقى البلاد تتخبط في فساد مالي و اجتماعي وفي مطلق الأحوال، ما يواجهه الرئيس بشار الأسد يتجاوز موضوع الفساد، ويتعلق بطبيعة النظام نفسه. لقد انتهى النظام بمعنى انه ولو بقي رموزه في السلطة لزمن معين، فإن سوريا لن تحكم بعد اليوم بالأسلوب الذي حكمت فيهحتى الخامس عشر من آذار مارس 2011. فمئات القتلى في ساحات الحرية استشهدوا  من أجل سوريا جديدة . و على بشار أن يدرك الآن و قبل اي وقت مضى  انه سوف يحاسب لأن دماء المحتجين السوريين  يرتفع  و سيدفع دون شك فاتورة الدم المسفوك باسم الدفاع عن النظام. لأن هذا الدم لن  يتوقف إلا بتوقف و سقوط النظام ورحيله.

ومهما فعل بشار و زبانيته ، فإن المجتمع السوري في اتجاه الحرية و لم يعد يمنعه أحد بالقوة مهما اشتد بشار في طغيانه و جبروته .

تغيير النظام  أمر مطلوب ، الشعب السوري يريد  الديمقراطية و السلام و الحرية  و تحسين أوضاعه الاجتماعية  و المعيشية .  

هذا و أكد بشار عقب مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز"أن بلاده لن ترضخ للضغوط التي تتعرّض لها على خلفية حملة قمع دموية يتصدّى بها نظامه لاحتجاجاتٍ شعبية مناوئة له... و أكد إن الهجمات ضد الجيش السوري أظهرت أنه يقف في مواجهة مقاتلين مسلحين وليس متظاهرين سلميين ..والصراع سيستمر والضغط لإخضاع سوريا سيتواصل، و لكن "سوريا لن ترضخ" وستواصل مقاومة الضغط الذي يفرض عليها.

 وتعهد بالقتال بشكل شخصي والموت في مواجهة القوات الأجنبية، بحسب ما نقلت الصحيفة التي أوردت كذلك اتهامه لجامعة الدول العربية، بتمهيد الطريق أمام غزو غربي، بعد تعليقها عضوية سوريا أخيراً.

وكرّر الرئيس السوري تأكيده بأن أي عمل عسكري ضد سوريا سيثير "زلزالاً" بالشرق الأوسط، منوّهاً: إذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعيين فيجب عليهم ألا يفعلوا ذلك، لأن النتائج ستكون وخيمة للغاية.. التدخل العسكري سيزعزع استقرار المنطقة ككل وستتأثر كل الدول. 

إذن هذا ما صرح به بشار و معناه أن  الحال هو الحال ، من سوء إلى أسوأ و بشار ليس هنا ، و كأني به : كالأطرش في الزفة .... شعب  و شباب يموت يوميا و الرجل غير مقدر  لخطورة ما يحصل ، فيا ترى إلى أين يريد الوصول بشار ؟

رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي متعاون