الشعب السوري بين المطرقة والسّندان
لقد عانى الشّعب السوريّ لمدّة ثمانية أشهر معاناةً شديدة، وتحمّلوا ما لم يتحمّله أي شعب شاركهم ربيع الثّورات العربيّة، والمتابعُ الحصيفُ لثورتنا السوريّة يجد أنَّ مرجعيّة ذلك تعود إلى عصابة (المافيا الأسديّة) التي تحكم البلد منذ عدّة عقود.
هذا النِّظام الشّرس الذي أَسَّسَ بُنيانه على القّتل، والتّرويع، وسيل الدّماء، وانتهاك الحرمات،
لا يعرف أدنى حقوق الإنسانيّة، لذلك نجده لا يُراعي في النَّاس إلاّ ولا ذمّة: فهو يتصوّر أنَّ النّاس خُلِقوا لخدمته ورعايته، وهذا ما يفسّر تصرفاته الشّنيعة بحقّ أهلنا اليوم.
والحقُّ أنَّ هذا النّظام خلال سِنيّ حكمه استطاع أن يوجد أوراقاً رابحةً تدعمه في كلّ الاتجاهات، ولا يعنينا منها الآن إلا ورقة ما تُسمّي نفسها بالمعارضة الدّاخلية، ولن أتجرّأ بأن أشمل كلّ أشخاصها، وإنّما المتماهين مع السّلطة والراغبين في بقاء الأسد والدّفاع عن ذلك بكلّ ما أوتوا من قوّة، وقد حصد الأسد نتيجة ذلك؛ فها هو وفدهم يصل إلى الجامعة العربيّة ليثني عزيمتها عن تجميد عضويّة سوريّة، واتّخاذ الإجراءات والتّدابير اللازمة لحماية الشّعب السوريّ.
إنَّه ممّا تبيّن لنا خلال الأيّام السّالفة هو أنَّ ما تسمّي نفسها هيئة التّنسيق الوطنيّة تعيش تحت عباءة النّظام بامتياز، وتطبّق أجندة أجهزة المخابرات السوريّة، فها هي الحرّة السوريةّ ومشعلة فتيلة الثورة (مروة الغميان) تعلن انسحابها من هيئة التنسيق الوطنية بتاريخ 11/10/2011م، واعترافها بأنَّها خرجت من سجنها طبقاً لصفقة مع المخابرات على أن تتعاون معهم حيث طُلِب منها أن تنسّق مع هيئة التّنسيق الوطنيّة، وتقرأ البيان الختامي للهيئة في المؤتمر الصّحفي المنعقد في 8/10/2011م، وقد استطاعت التهرّب من ذلك.
إنّ هيئة التّنسيق الوطني صورة طبق الأصل عن النّظام الفاسد فكلاهما مشترك في إزهاق أرواح الأبرياء من أبناء شعبنا الحرّ الأبيّ، وإن اختلفت الوسائل والأساليب.
إنَّ من يريد الالتفاف على مطالب شعبنا ساذج جاهل حالم واهم؛ لأنَّ شعبنا من الوعي والنّضج بما فيه الكفاية ليدرك أنَّ مثل هؤلاء لا يمثّلونهم، وقد وعت بعض الشخصيّات الحرّة الأمر فأعلنوا انشقاقهم عن هذه الهيئة اللاوطنيّة دعماً للثورة السوريّة، كما اتّهم بيانهم الهيئة بالعمالة للنظام.
الشّعب السوريّ يدفع يوميّاً فاتورة باهظة والعالم يقف متفرّجاً عليه، يستسيغ آلامه وصرخاته، ويغضّ الطّرف عن العصابة المجرمة لكنّ الأمرَّ من ذلك والأدهى: ظُلْمُ ذوي القربى- الجامعة العربيّة-، ولله درُّ القائل:
عَداوَةُ ذي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
أيّتها الجامعة العربية إنَّ الشّعب السوريّ واقعٌ بين مطرقة النّظام وسندان هيئة التنسيق الوطنيّة التي تدّعي المعارضة (سيّئة السّمعة) فلا تلفتوا إلى كليهما، والتفتوا إلى هذا الشّعب الذي لن يرضى أن يتخلّى عن مطالبه حتّى يدخل الجمل في سَمّ الخِيَاط، وأنتم واهمون ألف مرّة إن كنتم تعتقدون غير ذلك.
المجلس الوطني السوري هو الوحيد الذي يمثّل تطلّعاتنا فالتفّوا حوله، واسمعوا له، وأرونا منكم موقفاً جليلاً يوم السّبت، ولا تخونوا شعوبكم وأمّتكم. أليس السّبت بقريب؟!!!
الأربعاء 13/ ذو الحجة /1432هـ
9/11/2011