رسالة مفتوحة إلى الإخوة في حركة حماس
هام من الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
ممثلة برئيس المكتب التنفيذي الأخ/ خالد مشعل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نبعث إليكم بهذه الرسالة المفتوحة من وسط الآلام والجراح من قلب سوريا الذي ينزف دماً ودماراً، وكلّنا أمل أن تصلكم هذه الرسالة قبل فوات الأوان نطلب فيها منكم مدَّ يد العون والمساعدة لإخوانكم المنكوبين في سوريا فاللهُ يعلم كم من السوريين ذرف بدل الدمع دماً عندما كنتم تُصابون وتُقصفون وتُهدمُ بيوتُكم وتُرمّلُ نِساؤكم على يد الغدر والخيانة من أبناء القردة والخنازير بني صهيون، ألا فبادلونا بالحزن حزناً وبالألم ألماً، وأرونا من مواقفكم ما رأيتم من مواقفنا معكم، أين الخُطب الناريّة التي كنتم تهزّون بها أركان المنابر؟ أين المسيرات التي كنتم تخرجون بها تنديداً للقتل والعدوان؟ أين المهرجانات الخطابية التي كنتم تجمعون لها الكبار والصغار من أجل الدم الفلسطيني أو الوحدة الفلسطينية؟ يا إخواننا في حماس في غزة والضفة وفي كلّ أصقاع الأرض،(( وإنما يعتب المرء على من أحبَّ)) كل سوري حرّ يسأل ويتساءل: هل دماؤكم أغلى من دماء إخوانكم في سوريا؟؟؟!
هل أرواحكم أعزّ من أرواح أهلكم في سوريا؟؟؟!
هل غزّة أحبّ إليكم من دمشق لتحزنوا على قصفها، ولا نرى ذلك الحزن لقصف حمص، والرستن، وتلبيسة، وتدمير المساجد، وحرق المصاحف، وتدنيس الحرمات، وهتك الأعراض، وقتل الشيوخ والأطفال، وتقطيع النّساء وتدمير البيوت؟؟؟!
أم أنَّكم تُخفون الحزن في قلوبكم وفي سرِّكم وتخشون أن تبيحوا به لوسائل الإعلام وأمام مسمعِ و مرأى من العالم؟
ممَّ تخاف يا أبا الوليد!!! وأنت الذي وقفت متحدياً الصهاينة وجبروتَهم ومن يقف خلفهم؟؟؟
أم أنك تعتقد بالمؤامرة الكونية على بشار الأسد؛ لأنَّه حماكم وأمَّن لكم المسكن والمأوى!!
أم تقول لنا: إنها السياسة والحكمة في معالجة الأمور؟ ويكفي من موقفنا أنّنا لم نؤيِّد النظام كما يفعل غيرنا؟
يا أبا الوليد وأنت مؤمن موحّد مسلم نذكّرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يَظلِمه ولا يُسلمُه))، وما نراك إلا قد أسلمت إخوانك في سوريا لجلادهم، أسلمت إخوانك في سوريا للذّبح والقتل والتنكيل لتحفظ حركة حماس وفلسطين؟؟!!
بالله عليك متى كان المسلم يُسلم أخاه للقتل والاعتداء بحجة أنَّ القاتل والجلاد يُطعمه ويسقيه ويأويه؟؟
يا إخواننا في حماس نذكّركم الله فينا.
يا إخواننا في حماس أهل سوريا يستغيثون بربّ السماء ثمّ بأهل الأرض ليتخلصوا من الظلم والقهر وأنتم خير من عرف القهر والظلم والجبروت فلا تخذلونا ولا تصمتوا صمت القبور.
(( والله إنَّ القبور لتصرخ من هول ما يجري لنا في سوريا )).
نخشى عليكم وعلينا أن تقولوا: إنما أكلنا يوم أكل الثور الأبيض. وعندها ولات ساعة مندم.
تُراكم هيأتم الجواب ليوم العرض الأكبر؟
تُراكم هيأتم الجواب لأبنائكم من بعدكم إن سألوكم عن سبب ترككم نصرتنا؟
تُراكم هل تستطيعون النوم آمنين مطمئنة نفوسكم وأنتم ترون شلال الدّم السوري لا يتوقَّف، ولربَّما بعضه بصمتكم.
تُراكم هل سيغفر الأسد وزبانيته موقفكم من عدم نصرتكم له؟ وصمتكم نصر وتأييد وأنتم أعلم بذلك.
نناشدكم الله نناشدكم بما لنا من حقّ الأخوة عليكم بحقّ الجوار والأخوَّة والدّين والألم والأمل إلاّ ما أريتمونا منكم ما يُثلج صدورنا، ويُذهب غيظ قلوبنا فالاعتماد على الله أولاً ثم على مواقفكم المشرفة ثانياً، والله حسبنا ونعم الوكيل، والله حسبنا ونعم الوكيل، والله حسبنا ونعم الوكيل.
إخوانكم في الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريَّا
الجمعة 8/ذو الحجّة/1432هـ - 4/نوفمبر/ 2011م.
الأمانة العامة