حمص يا مدينة الفداء والصمود

مؤمن كويفاتيه

وقمّة الفخار وتواطؤ الجامعة العربية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

لن تركع حمص ولن تخضع لغير الله لن تركع ، فهي عاصمة الثورة ومشعلها ، وما من مدينة دخلها الإحتلال الأسدي إلا وأصبحت أصلب وأقوى في وجه الطغيان ، ومدينة وراء مدينة ، وبلدات وقُرى سورية تتحرر يومياً من نير الالإستبداد وربقة الخوف ، بعد بدايات كانت صعبة ، وأقساها في درعا الحصن المنيع لسورية ، التي دفعت الأثمان باهظة ، مُضحية بكل ماتملك لحرية وكرامة الشعب السوري العظيم ، لتلحقها اللاذقية وحماة وجبل الزاوية وإدلب وريف دمشق ودير الزور والحسكة والقامشلي والرقة ودمشق وحلب وكل الأرجاء السورية إلا حمص التي أبت إلا ان تكون شوكة وغزاً في عيون الاحتلال الأسدي ، وخنجراً في قلب تلك الأسرة الأسدية الخبيثة ومن معها من العصابات،ممن ظنوا توهماً من خلال المصاهرة لأحقر أسرة حمصية بعد آل الأسد وحواشيهم من بيت الأخرس ، أن يكونوا لهم عوناً ، وإذا بهم قذاً في قلوبهم ، وحسرة ووبالاً على تلك العصابة ، وقلعة للصمود في سورية ،  ومبعث الأمل لتكون حمص عاصمة الثورة بكل اقتدار ، ولما لا ... وهم على ثراهم دفن  خالد بن الوليد ، الذي يستلهمون منه معنى البطولة والفداء والصبر ، الذي قُطع جسده ببضع وتسعين ضربة رمح وسيف ونبل أثناء حروبه متمنياً الشهادة ، ولكنه لم يهنأ بها ، تلك الشهادة التي يتسابق عليها اليوم أهل حمص كما تمناها خالد ،  فلم نعد نستغرب أن يكون أهل حمص اليوم كلهم خالد ، جسداً واحداً في  تلك المدينة الرائعة التي ما فُتنت بمثلها على الأرض من طيب أهلها ومرؤتهم وصبرهم وتحملهم وحلمهم ، لينطبق عليهم القول إتق شر الحليم إذا غضب ، وتلك هي غضبة أهل حمص لله والوطن والشعب السوري بأكمله ، وقد أذهلت العالم ، وكما قيل عن حمص بانها أضحكت العالم بنكاتها ، وضحكت عليه وغيرته ببطولاتها ، وهي اليوم تُلقن العدو الغاصب المجرم نظام آل الأسد الدرس ، بعدما صار اهلها كالجسد الواحد ، لم يستطع النظام اختراقه ، فيعمد الى ضربه بالبارود والنار ، وكل الأسلحة المُحرمة دولياً لعله يجد ثغرة في جسدهم المتماسك ، فما يزيدهم إلا إصراراً وثباتاً وإيماناً بنصر الله ، ليعلموه درساً لن ينساه إلا عندما تصير الجراثيم الأسدية الى مذابل التاريخ ، ويُعلموا العالم أجمع ان حمص رقم صعب يصعب تجاوزه ، وإن استطاعت قوات الاحتلال الأسدي اليوم من دخول المدينة ، بعد كم هائل من التدمير والقتل ، ولكنهم لن يستطيعوا أبداً هزيمة النفوس الأبية ، المصممة على إلحاق العار والهزيمة بقوات الغدر والخيانة الأسدية

وحمص التي أعلنها المجلس الوطني والمعارضة السورية بالأمس منطقة منكوبة ، طلباً للحماية الدولية بشكل مباشر ، متجاوزين العرب المتخاذلين ، وكل البروتوكلات واللف والدوران السياسي ، بعد أن ضجّ الأنين ، وضاقت الأرض بما رحبت ، ليس بفعل الزلزال ، ولكن بفعل إجرام آل الأسد عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، بل مايجري فيها من مجازر ومذابح وتدمير ، يفوق عوامل الطبيعة بكثير ، وخاصة على الجانب الإنساني ، فالزلزال ياتي مرة واحدة ، بينما جرائم النظام الفاشستي السوري مُستمرة ، لاتدع جريحاً يتداوى أو يتلقى أنبوبة الأوكسجين ، او كيس الدم الذي مُنع عن كل المستشفيات ، لأنه مُحتكر لوزارة الدفاع كاستراتيجية حرب مع الشعب ، تهبه بالقطارة بعد طول عناء لحالات طبيعية ، ولاطفلاً فقد ثدي أمّه يعيش ، ولا امرأة حامل تلقت شظية من اللحاق بجنينها لإنقاذه ، أو إنقاذ نفسها ، أو عجوز مُسن لم يجد الطعام ، وهو يرى أبناءه يُقتلون ، وشباب الوطن يُذبحون كالنعاج ، وهذا هو الحال في حمص اليوم بالذات ، والعديد من المدن السورية ، ومع ذلك فلازالت الأخبار المذهلة تأتينا من حمص الوليد ، وهم يتلقون الرصاص بصدورهم العارية ، وهم يتراقصون على إيقاع الأهازيج الوطنية وإسقاط النظام ، الذي عجز على أن يفعل معهم أي شيء سوى قتلهم بدم بارد وهم لايُبالون ، ولسان حالهم يقول لهم لم يقتل رصاصكم سوى الخوف فينا ، ليُثبتوا بأن دمهم أبرد في إذاقة النظام طعم العلقم ، وهم يكشفون للعالم أجمع عن شناعة هذا النظام الهمجي البربري ، وتواطئ الجامعة العربية بنظامها الخشبي معه ، المتوارث من الأنظمة البوليسية التي سقطت ، لتبقى البيروقراطية والتآمر سيد الموقف في هذه الجامعة البائسة ، وهي لا تجرؤ على اتخاذ قرار صريح ضد الجزار الذي علا في الأرض وتأله ، وأوغل في دماء شعبنا العظيم ، إلا بعد أن ترى الشعب السوري بأكمله تحت المقصلة ، لتخرج علينا مؤخراً أقبح المشاهد في اليوتيوب  لما ترتكبه عصابات آل الأسد ، وهم يذبحون إنسانا مواطناً مكبلاً كالخاروف ، ويقطع راسه ، وهم يقولون له بدك حرية ، ولا أعتقد أن الجامعة لم تتطلع على مثل هذه اللقطات ، وهي تُعطي هذا النظام اللقيط المهل المتكررة لذبح شعبنا ، وخاصة نبيل العربي وبن حلّي الذين يقومون بأدوار تمثيلية بالتنسيق مع النظام على شعبنا ، وهم متواطئون حتى الثمالة ، ونُحملهم المسؤولية كاملة أمام الله والتاريخ والوطن ، وهم يظنون بأن خداعهم ينطلي علينا ، ويمكرون ويمكر الله  والله خير الماكرين

نعم الجامعة العربية مُتهمة بمحاولة رفع معنويات نظام آل الأسد المنهار معنويا وأخلاقياً وقيمياً ، حتى أن رئيسه القمامة بشار لم يجرؤ أن يقترب من الجامع الأموي لأداء طقوس صلاة العيد ، وليس التعبد ، لأن هذا الزنديق لايعرف الله ، ولا معاني الإنسانية ، مثل أبيه لعنة الله عليه وعلى روحه المدنسة ، وأعتقد كما وصلني من مقربين منه ، بان بشار لايُفكر في هذه الأيام إلا بمصيره وأسرته ونهايتهم المحتومة ، وهل ستكون مثل نهاية القذافي أم أشنع بألف مرّة ، ولأجل ذلك تأتيه الكوابيس في المنام ، فيأخذ البراشيم والمهدئات ، ولذلك نجد وجهه القبيح مؤخراً ، كمن أُدخلت عيناه الى داخل الجمجمة ، اشبه مايكون بالمحنط ، ولذلك اختار الرقة ذات الأعداد القليلة من السكان ، لأداء طقوس العيد التي حولها الى تهريج من قبل ، لعدم ثقته بمدينة دمشق ، ولمعلومات جدية كانت تُهيأ لتظاهرات حاشدة ضد هذا الوغد في الجامع الأموي ، بغية محاصرته وتفجر الوضع بدمشق لإنهاء تسلط هذا المجرم اللعين ، وشعبنا السوري العظيم يقولها بصراحة ، والذي خلق السموات والأرض إن بشار زائل لامحالة ، وأنّ  مصيره وأسرته سيكون أسوداً حالكاً ، مع بعض الفسحة التي لازلنا نُعطيه إيّاها للهروب الى طهران ربيبته إن ترك السلطة اليوم صاغراً ، لنقول بكل وضوح للجامعة العربية ، بأنه قد آن الاوان لأن تُغير هيكليتها وأسلوب تفكيرها العفن ، لتكون مُلبية لمطالب الشعوب الثائرة لحريتها وكرامتها ، ومن العار أن يأتي تصريح وزير عصابات آل الأسد يوسف الأحمد بما يوحي بتواطئ هذه الجامعةفي المراحل السابقة واللاحقة عن خطة العمل العربية من خلال قوله "  أنهما يعرفان جيدا أن الورقة التي اتخذت عنوان خطة العمل العربية جاءت نتيجة جهد كبير بذل بين اللجنة الوزارية العربية والقيادة والمسؤولين في سورية" ، من أجل مساعدة سورية للخروج من الأزمة الحالية _ ويقصد لمساعدة نظام سيده ، وهو يتكلم على المكشوف عن تصريحات الأمانة العامة للجامعة العربية التي جاءت نتيجة عدم التزام النظام بما اتفقوا عليه بقوله " التصريحات تخلق التباسا وتداخلا ليس في محله مع مضمون خطة العمل العربية " والمضمون يعني هنا مساعدة نظامه ، وكل هذا إشارات لشعبنا السوري تبعث على الإسمئزاز من هذه الجامعة ن ولا سيما بعد تصريح الجرثومة بشار أنه "لا يوجد خيار أمامنا سوى أن ننتصر في أي معركة " ولا أدري عن أي معارك يقصد هذا الخسيس ، ولم يُطلق رصاصة واحدة على العدو ، إلا على صدور شعبنا الحبيب ، ، والجامعة قد أعطت المزيد من الأيام القادمة للمزيد من سفك الدماء ، والله أكبر على كل متلاعب ومتآمر ، والنصر لشعبنا السوري العظيم

أهم جرائم عصابات آل الأسد "النظام السوري :

* إنزال الدبابات والمجنزرات والمدرعات التي اُشتريت من أموال الشعب لجيش مطلوب منه حماية الشعب وليس لقتل الشعب ، إلى المدن والقرى السورية وقتلها عشرات الآلاف من المواطنين عام 1980 وتتويجها بالعمل الجبان الهمجي تدمير مدينة حماة فوق ساكنيها ، حتى وصل عدد ضحاياهم من المواطنين السوريين مايُقارب المائة ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المختفين داخل المعتقلات ، ونفي هذه العصابات لمئات الآلاف السوريين عن أوطانهم قسراً ، وملاحقتهم وذريتهم بكل وسائل الخسة وأنواع الإضرار

* مجازره في لبنان بحق الفلسطينيين ، وأهمها تل الزعتر على عهد الأب ، وما يفوق عن العشرين ألف شهيد ،وأضعافهم من الشهداء اللبنانيين قُتلوا خسّة وظلماً ، وتوجها الابن القاتل بشار عام 2004 بقتل رمز لبنان رفيقالحريري رحمه الله وفضيحته في التنظيم المسلح فتح الإسلام
استجلابه للقاعدة بالتعاون مع الإيراني ، وعمل الفتنة الطائفية التي أودت بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي
*
مجازر رئيس العصابة بشار الجماعية في سجن صيدنايا بسبب انتفاضتهم احتجاجاً على تدنيس القرآن ومجازر في مناطق الأكراد وخاصة في القامشلي عام 2004 ، وعمليات الاختطاف الواسعة للمواطنين ، وقتل الكثير منهم في أقسام التعذيب التي سلخت جلود النّاس ، هذا عدا عن نهبه لأموال الدولة والنّاس ، وتعمده إفقار الشعب ، كما وأنّ النظام برأسه العفن مطلوب للعدالة الدولية ، ومعه 13 من أركان عصاباته ، ولكن حصانته كرئيس هي من يمنع جلبه لمحكمة لاهاي الدولية ، والمتوقع مثوله إليها قريباً بإذن الله

، إرساله للطائرات الحربية المُحمّلة بأدوات القتل ، لتحصد أرواح المدنيين الليبيين ، دعماً لأبيه الروحي الجزّار المجرم المعتوه القذافي وأسرته اللعينة

* وكان آخر جرائم بشار منذ 15 آذار 2011 ، إطلاق شبيحته في أنحاء سورية وقوات الغدر والجريمة المُسماة بالأمن ، وقتله لما يُقارب الخمسة آلاف شهيد ، وخمسة وعشرون ألف مُعتقل على خلفية التظاهرات ، وتوجيه الدبابات والمدرعاتوناقلات الجند التي لم يوجهها يوماً إلى جبهة الجولان المحتل ، ولا إلى المعتدين الذين قصفوا وانتهكوا الأرض السورية ، بل الى صدور الشعب السوري المسالم ، المطالب بحريته وكرامته ، لعمل المجازر وحرب إبادة على غرار ماحصل في الثمانينات من فظائع وتدمير المدن ، وإطلاق القذائف الثقيلة باتجاه الأهالي الآمنين ، ليقتل أبناء شعبنا بالرصاص الحي مباشرة على الصدور والرؤوس ، وقلع الحناجر وقتل الأطفال ذبحاً بالسكاكين ، والمعدات العسكرية بما فيها الطائرات والسفن الحربية مؤخراً ، والتي تم شرائها من عرق الشعب وكده ، فلم يسلم من غدرهم ونيرانهم شيخ أو امرأة ولاطفل أو شاب ، وقد مُثل بالكثير منهم وهم أحياء ، وقتلوا بدم بارد ، وسادوية مُفرطة ، ومحاصرة المدن والقرى وتجويعها ، ومنعالإمدادات الإنسانية لها ومنع الإسعاف، وقطع الكهرباء عن الخدّج ليموتوا من ظلم عصابات آل الأسد ، وكل هذا لم يفت من عزيمة شعبنا العظيم ، الذي قال كلمته الأخيرة .... الشعب يُريد إسقاط آل الأسد وما سُمي بنظامهم المشؤوم ، وهو اليوم قد حقق الإنجاز الأعظم إذ وصل الى مرحلة النهاية من عمر النظام بإذن الله .. ولا للحوار مع القتلة ولتسقط الدولتين المارقتين روسيا والصين عدوتا الشعب السوري والعروبة والإسلام.