دعامات النظام القوية ومنعه من السقوط حتى الآن

د.عبد الغني حمدو

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

هنا لايهمني من يدعم النظام من قواته الأمنية والجيش وتوابعه , والقوى التي يملكها النظام في الداخل وعصاباته الاجرامية القديمة والحديثة , ولكن الذي يهمني هنا هو أحزاب المعارضة التقليدية , والدول العربية .

النظام في سورية نظام استبدادي قمعي فؤي أسري , امتلك في داخله كل أنواع التسلط من الاستبدادي إلى الشمولي إلى الطائفي والأسري , هذه الحالة مكنته من استخدام جميع أنواع العنف وجميع أنواع الجرائم بحق الشعب السوري , وسخر معظم  مقدرات الوطن المادية والاقتصادية والبشرية للوقوف في وجه معارضيه .

وهو دأب الأنظمة الديكتاتورية على مر التاريخ , ولذلك عندما ندرس تاريخ الطغاة , ونشاهد سقوطهم بطرق لاتغيب عن ثلاثة وسائل هي:

الثورة الشعبية أولاً , أو قوة خارجية ثانياً , أو انقلاب عسكري ثالثاً ناتج عن اختلاف المصالح بين أركانه ثالثاً

فخلال الثمانية شهور من الثورة السورية , هي ثورة شعبية ولكنها سلمية , أفرزت الثورة فيما أفرزت قوة عسكرية صاعدة , تكونت من قوات عسكرية تابعة للنظام , ممثلة بضباط وعناصر من الجيش والأمن مهمتها الدفاع عن سلمية الثورة , وسلامة المتظاهرين .

من الملاحظ على خطة النظام المضادة للثورة , أن أجهزته الأمنية عجزت عن مجابهة الثورة السلمية , فاستعان مباشرة بالجيش , والعناصر الاجرامية والملاحقة قانونياً , لوأد الثورة .

زادت خسائر الثوار المسالمين , المجتمع الدولي وقف عاجزاً عن حماية المدنيين , الدول العربية صمتت دهراً ونطقت بكفراً , التحقت أحزاب المعارضة في الداخل والخارج بركب الثورة , انبثق عن هذه التحركات كتلتين هما :

الهيئة الوطنية السورية في الداخل

المجلس الوطني في الخارج

القاسم المشترك بين التكتلين هو :اللاءات الثلاثة (لا للتدخل العسكري الخارجي , لا لعسكرة الثورة , لا للطائفية )

بينما نرى على الطرف المقابل وهو الطرف الفصل في كل القضايا وهم الثوار على الأرض , يقولون : (نطلب الحماية الدولية , ونطلب دعم الجيش السوري الحر , ولا للطائفية )

النظام يقول لا للتدخل الخارجي , لالعسكرة الثورة , وكذلك الدول المؤيدة له

الدول العربية والممثلة بالجامعة العربية , لا للتدخل الخارجي لا لعسكرة الثورة , نعم للحوار والاصلاح

المجتمع الدولي وا لممثل بمجدلس الأمن أو أمريكا والمجموعة الأوروبية تقول لم يطلب منا أبداً الحظر الجوي أو التدخل العسكري .

وصلنا لنتيجة واقعية وموجودة على الأرض , في أن أي محاولة من قوى وشخصيات وتجمعات  , في الخارج مؤيدة على سبيل المثال للحظر الجوي وحماية المدنيين ودعم الجيش الحر والذي لايتعارض مع سلمية الثورة , لايمكنهم فتح حوار مع أي دولة في العالم لدعم وجهة نظر الثوار , وطلب الحماية الدولية للمتظاهرين , ودعم الجيش الحر والذي على عاتقه يقع تحرير البلاد

والحجة واضحة أمام كل من يحاول ذلك (طالما المجلس الوطني قد تم الاعتراف فيه من قبل الثوار , وبالتالي لايوجد طرف آخر يمكنه أن يتحدث خارج نطاق وطلبات المجلس .

فما هو المخرج وطريقة اجبار المجلس على تبني طلبات الثوار وإلا يسقط كما سقط غيره ؟

المخرج كما أتصوره ويتصوره الكثيرون ممن يؤيدون مطالب الثوار يكمن في الآتي :

اعتماد الثوار على أنفسهم في زخم المظاهرات السلمية والاضرابات والعصيان المدني وسبل الوقاية والدفاع عن النفس بالنسبة للمتظاهرين

اندماج المجالس العسكرية في المحافظات مع الجيش السوري الحر وتشكيل مجلس عسكري هذا المجلس يمثل مجلس قيادة الثورة السورية .

يحدد المجلس طلباته وأطر عمله الثوري , والسياسي المستقبلي بعد نجاح الثورة , ويحدد له مندوبين في الخارج مهمتهم التفاوض مع الدول والتي يمكن لها أن تدعم الثورة مادياً وعسكرياً ولوجستياً ,كإنشاء منطقة حظر جوي وتدخل عسكري على نمط التدخل الذي حصل في ليبيا .

عندما يتم ذلك في الداخل يمكن لأي جهة تؤيد المجلس العسكري وطلباته أن تتفاوض بإسمه لدعمه في اسقاط النظام المجرم في سورية .

والخلاصة : إلى متى سيبقى المجلس الوطني , والهيأة السورية الوطنية  سداً منيعاً أمام  طلبات الثوار في الحماية الدولية , ودعم الجيش السوري الحر ؟