حول المبادرة العربية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
بخطوطها العريضة هي وقف العنف وسحب الجيش من المدن , والجلوس على طاولة الحوار بين المعارضة والموالين للقتلة , وتحت مظلة اللجنة العربية .
فالمبادرة لاتطلب حالياُ من الثوار أي شيء , وإنما المطلوب فقط من العصابات التوقف عن سفك الدماء
الخارطة في المستقبل القريب بعد أن وافق اللانظام على المبادرة سيكون على الشكل التالي :
1- قوى المعارضة بشقيها الداخلي والخارجي
2- ممثلي الحكومة السورية
3- الثوار في الشارع السوري
4- اللجنة العربية للمصالحة
سيكون الحوار بين الفريق الأول والثاني , وبحضور الفريق الرابع
رأي الثوار معروف لابديل عن اسقاط بشار وبعدها يشتركون في الحوار لبناء مرحلة جديدة ,
الحوار سيركز على بقاء بشار كرئيس حتى نهاية المدة المحددة عام 1914,وتخفيف من صلاحياته الدستورية وتأليف حكومة توافقية , من أحزاب المعارضة والتي ستشترك بالحوار
سينتج عن الحوار إن نجح , اطلاق سراح السجناء ودفع تعويضات مادية لأهالي الشهداء والمتضررين والذي ستتكفل فيه اللجنة العربية طبعاً , وستتولى أجهزة العصابات السورية توزيع هذه المبالغ , والمعهود عنهم الأف تصبح دولار والعشرة آلاف تصبح عشرة دولارات إن قدر لها أن تصل .
خلال هذه الفترة سيعدون يتغيير الدستور , وإجراء انتخابات حرة شفافة , ويدخل فيها بشار منافساً.
القتلة والمجرمين سيكون وضعهم عفا الصلح عما مضى , والشبيحة هم بالأصل مطلوبين للعدالة ومهمتهم تكون قد انتهت , يعودون للمكان الذي أخرجوا منه , خوفاً من انقلابهم لطرف معارض , فهم بدون مبدأ والذي يدفع لهم أكثر هم لجانبه .فسيكون أول من يوضع تحت سكين الجزار هم الشبيحة , وسيتم التضحية بمعظم البعثيين , وسيتم تحميلهم كامل المسئوليات السابقة , فهم سيصفون على دور سكين الجزار بعد الشبيحة .
إن قبل الثوار في نتيجة الحوار على الشكل المتصور والمعروض أعلاه , معنى ذلك سيكون تعقبهم الأمني كبير وسيصُبحون وسيُمسون بمن اعتبر نفسه رب يعبد .
وسيجد ذوييي الشهداء قاتلي أبنائهم ينعمون بينهم ولا مانع أن يقولوا له بالروح بالدم ........ا علو هبل
فنحن أمام نفس سيناريو اليمن , عندما قدمت المبادرة الخليجية ووافقت عليها أحزاب المعارضة (تكتل اللقاء المشترك) , وكانت بعدها المماطلة من علي الصالح .
لكن ثوار اليمن رفضوا ذلك ومصرين على اسقاط النظام
وكذلك ثوارنا الأعزاء
مشكلة الثورة السورية , توجد أطراف في المعادلة صامتة صمت القبور , أو تتحرك تحركات كرفع عتب لاتزيد ولا تقل , مع أنها لو ساندت الثورة بكل قوتها كما يفعل أبناء حمص وحماة وإدلب والدير وحوران وريف دمشق واللاذقية , لسقط النظام منذ أشهر قد خلت .
فلو كانت المناطق ذات الأغلبية الكردية ثارت كما في عامودا , وحلب المدينة كما في ريف حلب , لكان انتهى النظام وإلى الأبد .
وهذه المبادرة العربية ستفرز الناس , وستًظهر من هو مع الثورة قلباً وقالباً , أو من كان يداهن ليصعد على أكتافها , فهي خير للثورة , في أنها الكاشفة الفعلية لكل تشكيلات المعارضة في الداخل والخارج , والثورة عندها زنودها القوية وإصرارها وقوة الايمان بالله وبالنصر الأكيد , والجيش الحر العتيد .