اليوم القذافي وغدا أسد

محمد هيثم عياش

محمد هيثم عياش

[email protected]

زف يوم  الخميس من 20 تشرين أول/اكتوبر 2011 الحالي اخواننا في ليبيا الى العالم بشكل عام والى شعبنا في سوريا بشكل خاص اعتقالهم لطاغية بلادهم معمر القذافي وهو يحاول الدفاع عن نفسه ويستمر باطلاق النار على شعبه جريحا حيث قضى نحبه جراء الجروح التي أصابته . مات القذافي على يد شعب بطل أصر منذ بدء انتفاضته ضد طاغيته على تحرير ليبيا من اقصاها الى اقصاها من طغيان القذافي ونظامه واصرار هذا الشعب الذي يستحق الاحترام والتقدير على الحريات العامة والعيش بكرامة فوق أرضه فقطع دابر القوم الذين ظلموا  والحمد لله رب العالمين / الانعام 45/ . قتل اللهُ القذافي الرجل الذي ظن انه سيستعبد شعبه حتى موته ويورِّث ابناءه ملك ليبيا الا أنه لم يكن يعلم بأن الله له بالمرصاد ، فالله تعالى يمهل للظلم  ولا يهمله ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله ليمهل للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته ، وقد أراد القذافي الهروب والاستمرار بالفساد الا أن الله تعالى كان في عون شعبنا في ليبيا فقطع دابره .

الا أن هناك فرقٌ كبير بين مقتل القذافي ومقتل صدام حسين وكلاهما طاغيتين ، فالقذافي أصرَّ على المواجهة بينما اختبأ صدام حسين في حفرة تحت الارض مثل الجرذ والقوا القبض عليه مثل اصطياد الثعلب في جحره  وقال لي احدهم يوم أُعدم صدام حسين عن رأيي ويوم مقتل القذافي فقلت له لن ينتطح من اجلهما عنزان ، فالظلم عاقبته وخيمة ، وقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : اتقوا دعوة المظلوم فان ليس بينه وبين الله حجاب ، وقال ، ان الله وعد المظلوم بأخذ حقه من ظالمه وعزتي وجلالي لانصرنك . فكم من الثكالى واليتامى يدعون الله على الظالمين ؟

لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا فالظلم شيمته يفضي الى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لن تنم

فتح طرابلس ومقتل القذافي بشارة لشعبنا في سوريا ، فبشار اسد قد اقتربت نهايته بالرغم من استمراره بقتل شعبنا فالله تعالى للظلمة بالمرصاد وعلى شعبنا في سوريا الصبر والمصابرة فبيدهم هم المقدرة على انهاء حكم البعث وحكم العائلة الاسدية الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وليس بيد حلف شمال الاطلسي / الناتو / ومجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية  والايام حبلى بالمفاجئات .

قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير .