زينب، أيقونة الثورة الجديدة
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (28)
مجاهد مأمون ديرانية
أذاعت قناة العار السورية مقابلة مع زينب فضجّ الناس ولجّوا في الأمر وذهبوا في تفسيره مذاهب شتى، فمنهم من أنكر أن تكون زينب هي زينب، ومنهم من أشفق على الثورة وخشي أن تفقد مصداقيتها في عيون الناس، أما المجرمون الجُناة والكاذبون البُغاة وعبيد الطغاة فراحوا يرقصون من شدة الطرب.
مهلاً، لا تستعجلوا بالرقص يا عباقرة إعلام النظام. أتظنون أنكم سجلتم على الثورة هدفاً؟ إنكم لَواهمون. أتظنون أن مصداقية الثورة اهتزّت في عين العالم شعرة بهذا الهُراء الذي أذعتموه؟ إنكم لَواهمون. أتظنون أنكم استرجعتم بتدليسكم الخبيث شيئاً من الثقة المفقودة بإعلامكم التعس؟ إنكم لَواهمون.
أما إنكم لأشدّ وهماً مما نحسب ويحسب العالم وتحسبون. أما إنكم لتثيرون الرثاء من غبائكم يا عباقرة إعلام النظام! إنّ حَوبتكم وخيبتكم لا تغسلهما ألفٌ من الزيانب ولو أعدتموهنّ إلى الحياة من بعد الموت! لو بعثتم من القبور حمزةَ وثامر وهاجر وعلا وخمسةَ آلاف شهيد ما زدنا بكم إلا كفراً ولا زدنا منكم إلا نفوراً.
أمّا أنتم يا أهل الثورة فاعلموا أنكم لم تخسروا شيئاً؛ لقد عدتم من هذه المعركة الإعلامية الخبيثة رابحين. أتذكرون الجدل الطويل الذي دار بين الناس غداة العثور على جثة إبراهيم القاشوش يرحمه الله، أهو هو أم ليس هو؟ ما ضرّنا إن كان صاحب الجثة هو مغنّي الثورة أم لم يكن، لقد جعلته الثورة كذلك، وغدا الشهيدُ المجهول أيقونةً من أعجب أيقونات الثورة، لم يصبح ظاهرة سورية ولا عربية فحسب، بل إنه تخطى الحدود وسبحت أغنياته في سماء الحرية فبلغت أقاصي الدنيا، حتى تغنّى بها الأعاجمُ في بلادهم كما يتغنى بها أحرار الشام في أرض الشام.
القاشوش صار أيقونة من أيقونات الثورة، وحمزة، وثامر، ورضا، وهاجر، وعُلا، ولَيال، وهادي، وطل... وها هو النظام الأحمق يقدم لنا اليوم أيقونة جديدة لتنضم إلى العقد الذهبي، أيقونة اسمها زينب.
دعوا عنكم -يا إخوة الثورة- المهاترةَ التي لا فائدة منها: أهذه زينب أم هي غيرها؟ إن كانت زينب فهي زينب، وإن لم تكن فإني سمّيتها منذ اللحظة زينب. طوبى لك يا زينب بالشهادة، وهنيئاً للثورة بأيقونتها الجديدة، وبُعْداً لمجرمي النظام وسُحْقاً، فليتبوّؤوا مقاعدهم في قعر الجحيم.