ويفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار ضد النظام السوري مرة أخرى

د.عبد الغني حمدو

ويفشل مجلس الأمن

في اتخاذ قرار ضد النظام السوري مرة أخرى

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

الثورة السورية بعفويتها التي انطلقت فيها , وبعوامل الثورة التي أجبرت الشعب السوري المظلوم على الاستعداد للتضحية في كل شيء , فإما الحياة الحرة الكريمة والتخلص من عصابات الحكم , أو الموت والانتقال لحياة يحل فيها العدل مكان الظلم .

والسؤال هنا ماهو الأثر الذي سيخلفه فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار هو في الأصل مشروع لاقيمة له ؟

ففشله سيكون ذو أثر إيجابي على الثورة , أم سيكون ذو أثر سلبي

فالأثر الايجابي فيه هو التفكير ملياً في أنه ليس أمام الشعب السوري الثائر إلا في الاعتماد على نفسه , والشعوب هي التي تصنع المعجزات , وليست المعجزات هي التي تصنع الشعوب

هذه المقولة تقودنا إلى التفكير جيداً بمهمة  المجلس الوطني المنشأ حديثاً في البحث الفردي عن الدول التي يمكن أن تدعم الثورة السورية , فمجلس الأمن من المستحيل أن يصل لقرار ضد هذا النظام المجرم , وبالتالي هناك مثل شعبي يقول (حمل معي حتى أحملك ) , وهنا علينا أن نبحث عن الدول والتي يمكنها التأثير الايجابي الداعم للثورة , وعن طريق تبادل المنفعة لاغير , وبالتالي ليس أمامنا الان إلا الجيش السوري الحر , وهذا يتطلب تشكيل مجلس قيادة الثورة , مهمته تحرير البلاد من هؤلاء العصابات المجرمة

هذا الجيش يحتاج لدعم مادي وعسكري , على المجلس والذي اعترف فيه الثوار على الأرض أن يتحمل هذه المسئولية مباشرة , في دعم مجلس قيادة الثورة والبحث عن الدول والتي يمكن أن تقدم الدعم اللوجستي للجيش الوطني الحر , وهو أهم عمل يمكن أن تقوم فيه الآن , وهو اثبات لهذا المجلس لنفسه اولاً وللشعب السوري أنه بالفعل مجلس حصري يمثل الوطن السوري , وليس هيكل عظمي يوضع في متاحف التاريخ

ومن هنا نتوجه بندائنا لكل من يتعاطف مع الشعب السوري في الوطن العربي والاسلامي أولاً , ومهمة هذا النداء تقع على مسئولية علماء الاسلام , والمفكرين والمثقفين والصحفيين , معاقبة روسيا والصين في البلدان العربية أولاً , فالشعب العربي يقف مع الثورة ومع الشعب السوري المظلوم , فليس المطلوب منه التظاهر في سورية , فقط نطلب منه  معاملة الجاليات الصينية والروسية في هذه البلدان  معاملة سيئة , وكتابة الشعارات والتي تحض على المواقف العدائية ضد هاتين الدولتين , وشن حملة لمقاطعة البضائع الصينية والروسية , والنظر باحتقار لهما ولشعوبهما .

لقد أخطأت روسيا والصين خطأ فادحاً في الوقوف ضد تمرير قرار مجلس الأمن , وهو في نفس الوقت كان سيتيح للنظام شهراً كاملاً ويستمر في اجرامه والشعب السوري سينتظر ذلك بفارغ الصبر , وعندها سيكون الفيتو جاهزاً , وهنا قطعتا الطريق أمام أي محاولة أممية لحماية الشعب السوري , وبالتالي تكون الحلول الجانبية واردة جدا وبعيدة عن سلطان روسيا والصين , ويكون ذو فاعلية كبيرة , وقد يكون تأثيره أسرع من الأول

فعلى الأقل يمكن ان نقول هي من ايجابيات الفيتو الروسي والصيني .

أما من سلبيات هذا الرفض , فلا أجد فيه إلا حجة لدول العالم لكي تقول إن سبب تأخرنا عن اتخاذ قرار هو موقف روسيا والصين , وبالتالي مزيداً من عمليات القمع والاجرام يسلكها النظام في أنه منأى عن محاسبة المجتمع الدولي .

وأخيراً يكون من المفيد كثيرا وفي مواقع كثيرة , أن الذي كنت تأمله من الغير في تحقيقه وبمساعدته , وتخلي الاخر عنك , مما يجعلك واقفاً أمام اختيارين اثنين هما :

أن تستمر لوحدك في بذل قدراتك الذاتية حتى تحقيق ماتريد , وعند نجاحك في الأمر تقول الحمد لله في أنه لم يساعدني , فقد أصبح نتائج عملي الرائع هو لي وحدي وليس لأحد فضل علي في تحقيقه .

أو عزيمتك تنتهي عند تخلي الآخرين عنك فتبقى حالماً في المنقذ لك من الأمر وتموت ولن يكون المنقذ قد ولد بعد .

فشبابنا الثوار وشاباتنا والحمد لله ثائرون لتحقيق العدل والحرية وعودة الوطن السليب , فليقف معهم من يقف فهو يعبر عن أصله وفصله , ومن يقف ضدهم فسيندم لاحقاً , لأن الشعب هو المنتصر أخيراً طالما تحدى الحواجز كلها والتي كانت في وجهه وفي طريقه , والحياة صراع مستمر في السلم الموهوم وفي الحرب والبقاء للأصلح لتعمير هذا الكون , والشباب الثائر ثار على كل الأعراف والتي تحط من عزيمته وسيكون هو الرابح حتماً وبعون الله تعالى .