يسأل الكثير

د.عبد الغني حمدو

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

يسأل الكثيرون من المراقبين والثائرين والمحللين هذا السؤال :

وقبل السؤال يقولون : الثورة السلمية قاربت على السبعة أشهر , وآلاف الشهداء وآلاف الجرحى وآلاف المعتقلين , وما تزال الثورة سلمية , فلا النظام المجرم يفكر في التخلي عن السلطة , ولا الشعب الثائر يمكنه العودة إلى الوراء , فالعودة فيها خسارة أكبر بآلاف المرات من الاستمرار فيها , وفي نفس الوقت كل الذي تم يكون هدراً وبدون فائدة وتتم كلمة المؤيدين للأبد , والسؤال هنا :

لن يسقط النظام بالمظاهرات السلمية وعسكرة الثورة لها مخاطر جمة , فما الحل إذاً ؟

ماتعرض له أهلنا في الرستن وما يتعرض له الآن , كما تعرضت معظم المدن الثائرة من قبل لنفس الحال والمآل , ولكنها ثورة شعب ماأن تزول العاصفة إلا وتعود الهامات من جديد شامخة صاعقة مزلزلة لهذا الكيان الغاصب والمحتل , الذي اختلف مايجري في الرستن , عن سابقاتها من المدن الأخرى هو ظهور قوة جديدة قادرة على التصدي والفعل العسكري , ولا يمكن النظر إليها على أن الثورة تحولت لمرحلة العسكرة , وإنما معارك بين أفراد وعناصر الجيش

فالجيش الحر لأول مرة يخوض معركة  حقيقية وقد أثبت قوة كبيرة وفاعلية على الأرض في الرستن , وامتد فعله ليشمل سورية من شرقها لشمالها لوسطها وإلى جنوبها

الثورة السلمية هي استنزاف للسلطة الحاكمة , وجعلت النظام يشتد عليه الخناق من معظم دول العالم , وتدهورت الثقة وتدهورت الحالة الاقتصادية للنظام , وكان يقوم بفعله الأمني مرتاحاً ولا يجد خشية من ارتكابه للجرائم , ولكن الآن القوة الجديدة من الجيش الحر البطل هي حرب الاستنزاف الحقيقية  لكيان هذا النظام المجرم

تتوالى الانشقاقات ويكثر أفراد هذا الجيش , وهنا يحتاج هذا الجيش للتمويل المادي والعسكري , وحتى الآن لايجد تمويلاً خارجياً  , بينما جيش الشبيحة يجد التمويل من رجال الأعمال والتجار وغيرهم من الأغنياء , وهنا لابد من التحرك الداخلي في اجبار الميسورين على الدعم المادي , وحتى إن أمكن السطو على المصارف , فهذه الأموال تصرف لقتل شعبنا فلماذا لاتكون للجيش الحر والذي تقع على عاتقه مهمة الدفاع ومهمة التحرير ؟

فأفراد الجيش الحر كلهم معرضون للقتل من قبل هذا النظام , وهنا يحق لهم استخدام كافة الوسائل للحصول على القوة والتي تمكنهم من الهدف والذي تم انشاء هذا الجيش ,

وساختم مقالي بالقصة التالية :

عام 2004 اختطفت المقاومة العراقية في الموصل أحد أغنيائها المعروفين , مع أنه إنسان جيد ومخلص وليس له أي تعامل مع المحتل , فطلبوا منه فدية تقدر ب700ألف دولار , والمهم جرت مساومات وتم تخفيض المبلغ ودفعت الفدية وأطلق سراح المخطوف , وفي اجتماع عائلي , وأبناؤه ونسائبه في السهرة فقال له أحد هم هل أنت حزين ياعمي ؟ فقال نعم حزين فلو كانوا جاؤا إلي وطلبوا مبلغاً أتبرع فيه لفعلت ذلك , فقال له كم كنت ستتبرع ألف دولار ؟ أو أقل أو مائة دولار فلا أعتقد أنك كنت ستعطي أكثر من ذلك , فقال له والله صدقت , ومع أن المبلغ الذي أخذوه فدية كبير ولكنهم يستحقونه فهم يدافعون عن الجميع

فالقصد هنا على الأخوة الأبطال من الجيش تقع عليهم مسئولية البحث عن مصادر التمويل المادي والعسكري , فإن لم يكن بالرضى فبالقوة , لأن هذه الماديات هي التي ستمكنهم من العبور للضفة الأخرى وعبور الشعب السوري معهم وتحرير البلاد والعباد , هذه الأمور يحتاجونها الآن حتى تقوى شوكتهم وعندها ستتسابق جهات كثيرة لدعمهم وخصوصاً بعد الذي جرى في الرستن البطلة حمى الله أهلها وشبابها , وحمص وكل المدن الثائرة

فالنصر أيها الأخوة صار واضحاً الطريق على أيدي المظاهرات السلمية وبسواعد جيشنا الحر الأبي وقريباً بإذن الله

مداعبة :

كل يوم قبل أن أجلس من فراشي ومن كثرة الوقت الذي أمضيه على الفيس بوك ومتابعة الأخبار الواردة لحظة بلحظة , أقوم بقراءة بريدي , ومما قرأته اليوم , انشقاق كبير في جبل الزاوية بالآلاف وأن اللواء المنشق لم يبق في الجبل وإنما اتجه لتحرير دمشق.