دلائل على معركة الرستن

د.عبد الغني حمدو

وتصريح مسئول  في الخارجية الأمريكية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

منذ حمسة أيام مضت وضمير كل حر في سورية متوجه للرستن وتلبيسة من حمصنا , حمص العزة والكرامة ونهر الثورة الدافق , بما فيها من خير وعظمة شأن وعزيمة منقطعة النظير حيا الله أهل حمص النشامى ريفها ومدينتها الأبية .

فرضت معركة الرستن وتلبيسة على أبطال كتيبة خالد بن الوليد البطلة من الجيش السوري الحر , المعركة والكل يعلم أنها لم تكن متكافئة بين الطرفين , ومع هذا صمد رجالها الأشاوس بقلة عددهم , وبقلة امكانياتهم المادية خمسة أيام , سجلوا فيها مرتكزاً قوياً ودافعا للمرحلة القادمة والتي ستكون تحرير البلاد والعباد من الاحتلال المغولي الحالي والمستمر منذ خمسة عقود , تعود ذكرى معركة مؤتة والتي كانت أول معركة بين المسلمين والروم , والذي استلم الراية بعد استشهاد أربعة من الصحابة الكرام ومنهم جعفر الطيار رضي الله عنهم , ليستلم الراية بعدها خالد بن الوليد , وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , (لقد استلم الراية سيف من سيوف الله , هو خالدبن الوليد ) , نظر خالد بعبقريته العسكرية , فوجد أنه لابد من الانسحاب من المعركة حفاظاً على المسلمين من القتل , فلا يوجد تكافؤ بين الفريقين , وانسحب من المعركة بطريقة زكية أنقذت الجيش الاسلامي من الهلاك المحتوم , ووصل المدينة , وبدأ المسلمون في المدينة يتهكمون عليهم ويقولون لهم الفرارون , فقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا فرارون وإنما هم الكرارون , ولم يهزم خالد في معركة بعدها قط , وحتى هذه المعركة كانت نصر له ولجنده .

كتيبة خالد بن الوليد ومعها الكتائب الأخرى من الجيش السوري الحر , تجعلني استشف مستقبل هذه القوة الصاعدة , ونقطة التحول الكبيرة والتي كان السبب فيها لمعركة أبطال الرستن الشجعان ومن الجيش السوري الحر , حركت السكون والركود والذي عم على الثورة خلال الأشهر الماضية في أنها وصلت لنقطة لايمكن تجاوزها بين المظاهرات السلمية , والتصدي لها بكل عمليات الاجرام المعروفة , فلا الثورة قادرة على تجاوز تلك النقطة , ولا اللانظام المجرم قادر على تجاوزها , ولكن معركة الرستن أظهرت قوة الجيش السوري الحر , وخلال الأيام القليلة الماضية استطاع بضرباته وتضافره مع كتيبة خالد بن الوليد أن يزلزل كيان الشبيحة والأمن والجيش بكثرة الانشقاقات فيه والمتوالية على الدوام . إن استمرار الجيش السوري الحر بالتصدي للقوات المجرمة والعصابات والضربات النوعية , ستكون الضربة القاصمة لهؤلاء المجرمين وقريباً بإذن الله تعالى .

على الأرض أصبح بالاضافة للقوى السلمية والمتمثلة بالمظاهرات , وهؤلاء ليس عندهم قوة إلا التظاهر , وهم العمق الاستراتيجي للجيش السوري الحر في , أن ينضم للجيش كل من يجد في نفسه القوة البدنية والفكرية والمادية  ليكون مع الجيش وتحت لوائه , حتى يكون جيشاً قادراً على التحرير

هذا الأمر يمكن أن نربط أثره ومدلولاته في التصريح الذي قاله المسئول الأمريكي , أن أمريكا لن تساعد الثوار في سورية وعلى الشعب السوري تقع على عاتقه تحقيق رغباته , يعطينا هذا التصريح مدلولين رئيسيين :

الأول : خلال تتبعه للواقع الموجود على الأرض , وأن الثورة ستنتصر وسيسقط النظام قريباً , وبالتالي لاتوجد هناك حالة تستدعي اشتراك القوات الامريكية أو الدولية لمساعدة الثورة السورية .

الثاني : نتيجة الضغط اللوبي الصهيوني وحرص الكيان الصهيوني على بقاء بشار في الحكم حتى ولو كان ضعيفاً , يوجد أفق سياسي للحل تتزعمه امريكا وتركية وأوروبا وبعض الدول العربية , وبمشاركة من بعض أحزاب المعارضة

فأحداث الرستن حسب اعتقادي أفشلت الثاني ونهائياً , وبقي في الوسط حل لامفر منه عند الدول الغربية , وبحيث ترضى عنه اسرائيل هو انقلاب عسكري يقوده بعض الضباط المنتمين للطائفة الحاكمة , وبالتالي يكون أفراد الجيش الحر في حال نجاح الانقلاب بعيدون عن المساءلة وعودتهم للجيش ولمواقعهم وقد يكون لهم مواقع متقدمة فيه .

فالحل في سورية سيكون داخلي بحت , مع دعم خارجي للتحول التدريجي للسلطة بعد زوال النظام الحالي , فالنظام الحالي فقد كل أوراقه داخلياً وخارجياً , والدول صاحبة القرار لاتهتم بالمعارضة الكلاسيكية , وكل الحجج التي توردها عن أنه لايوجد البديل فهو حجة أقبح من ذنب .

كل ماعلينا فعله هو دعم الجيش السوري الحر واستمرار المظاهرات وأن يضرب عناصر جيشنا بيد من حديد على رؤوس هؤلاء المجرمين , ولن يطول الأمر كثيراً بعد معركة الرستن حتى يكون التحرير شاملاً بإذن الله تعالى  وقريبا جدا.