الآن أصبح عندنا جيشاً ,اسمه حامي الوطن

د.عبد الغني حمدو

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

الجيش هو عماد الوطن وحامي الحمى والساهر على حدوده , يرعب أعداءه , ويستميت في الدفاع عن وطنه وأهله وكيانه , وفي الكوارث هو الوحيد القادر على الانقاذ والعون والمساعدة , يُنظر له من قبل شعبه باحترام ومحبة وتقدير وهو يبادلهم  نفس الشعور , هو يسهر على راحة الجميع والناس نيام وبهناء وسعة , هو الذي يتعرض للمخاطر دائماً من أجل وطنه وشعبه , لايريد المدح ولا المنة على أحد , فهو من هذا الشعب والشعب هو منه  , هو الابن والأخ والأب والعم والخال والصاحب والجد , هذا هو الجيش ؟

في وطننا السوري الجيش عند الجميع هو:

الجبان والمهزوم والسارق والقاتل والمفتري والفاسد , هو موطن الدعارة والعهر والجبن وموطن انحلال الأخلاق , مهمته فقط حماية الطبقة الفاسدة من المجتمع , حماية القاتل والمجرم والسارق والخائن , هو العبد والأجير والذليل عند أحقر الناس , سافل منحط لايحمل رتبة في الجيش , ينتمي للحاكم , يركع أمامه أعلى الرتب مستغيثاً من شره ومن شر من والاه , إن كان لاينتمي لفصيلة الوحوش .

 في ال67 تخلى عن قطعة عزيزة من الوطن وبدون حرب , والفرار حليفه وسريع فيه , والسلاح وراءه ينادي عليه , يبدي بطولة منقطعة النظير على المدنيين من شعبه كما فعل في حلب وحماه وحمص وباقي المناطق في الثمانينات وكما يفعل الآن , وفي لبنان لم يترك حتى البلاط المفروش في البيوت إلا ونزعها وسرقها , وعندما هجمت اسرائيل في ال82 ولا هارباً ولم يعقب , وقبلها وبعدها قتل الآلاف ...من الفلسطينيين واللبنانيين , وبعدها غادر لبنان ببيان تهديد , وبدلاً من ان ينتعل البسطال العسكري , كان ينتعل الشحاطة الممزقة , قادته مرتزقة وخونة حتى المجند الفقير كان طعماً لسلبه مابقي من لحمه الموجود على جسمه النحيل , والجنود مهمتهم عند آمريهم غسل الصحون وتنظيف الملابس وفي الحقول والبناء والمزارع , وفي حمامات النساء التابعة لهؤلاء القادة , وهو معربد فاجر لايهمه سوى النساء والفلوس ورحمة المفدى القائد الأعظم والذي سلم الوطن وما فيه للعدو اسرائيل , وهنا يقول أنا ممانع ؟؟؟؟؟!!!!!!

هذا هو جيش الممانع بالعسكري المسمى أبا شحاطة غاسل الصحون وملابس النساء والأطفال ومفرك ظهر الزوجات طبعاً فهو مازال برياً له القدرة على الفعل بينما الآمر في ماخورات النظام وأعوانه انتهى فعله منذ زمن بعيد

جاءت الثورة المباركة وانتفض الشعب السوري ضد الهياكل المقنعة والمفاسد الظاهرة والباطنة وفي جعبته الكثير الكثيير

هو أن يكون لي جيشاً يمثلني , وأن يكون عندي سلطة تحميني , وأن يكون لي وطن يضمني بحنان في حياتي ومماتي , وأمن ساهر على حياتي , وليس سلطات أمن إن هي إلا وحوش مفترسة على كل ضعيف , وفيران هاربة عند كل من له صلة بالحاكم المنافق والفاجر

الجيش هو من الشعب , وفيه الأخيار الكثر من أحرار الشعب السوري , ولكن حر ومغلوب على أمره , ومعادن الرجال تظهر في الضيق والشدة , وكانت الثورة , وخرج علينا أول ضابط حر من هذا الجيش السابق الذكر فكان المقدم البطل حسين هرموش , وندعوا الله له الخير واليسر , وتبعه آخرون لم يكن في جعبتهم إلا الخير والوقوف مع أحرار الوطن

ويكثر عددهم وتقوى شوكتهم ولن تكسر هذه الشوكة بإذن الله أبداً , فالماس مهما صغرت أجزاؤه يبقى ماساً

هذه الثورة المباركة , وتقوم على كاهل الأبطال والأحرار والحرائر في سورية , فقبل النصر تحتاج إلى جيش على أصالة  معدن الثوار  , ولا يمكن من المناسب للثورة وأن يحميها جيش حافظ وبثار الفاسدين , هي تحتاج لرجال كما هم أبناء الثورة , فالثورة السورية , حظها طيب جداً في أنه لم يقف بجانبها ذاك الجيش , وإنما وقف بجانبها خير العناصر فيه , فبهذا الجيش ستنتصر الثورة , وبهذا الجيش سيكون لها عنوان المجد والشرف والضياء , هي الثورة ضد الظلم والفساد والقتل والإجرام , وتحتاج لجيش خال من هؤلاء , وهو جيشنا الحر البطل

فلندعم هذا الجيش فهو من خياركم وليس بخير منكم , وهو سند لنا في الحاضر والمستقبل , وكل من ينتم لهذا الوطن إن كان يلتق مع حرائر وأحرار الثورة فليدعم هذا الجيش الحر الناشيء الجديد , وهذا الجيش عليه دعم الثوار وحمايتهم وبالحراك السلمي للشعب الثائر وبمساندة الجيش السوري الحر , فالحق معهم والله هو الحق ولن يخذلوا بإذن الله أبداً.