بثينة شعبان تلتحق بكتيبة التشبيح الإعلامية

م. محمد حسن فقيه

م. محمد حسن فقيه

[email protected]

بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد  كانت تقّدم من قبل النظام السوري للإعلام الخارجي كوجه دبلوماسي لطيف ، لتنفذ إلى قلوب الجماهير وتنقذ حكومة النظام من بعض مطباته وتصريحاته الفجة هنا أو هناك ، وقد كان أول  ظهور لها بعد انطلاق التظاهرات في سورية لتهدئة الوضع من جهة ، وتمهيدا للخطاب الأول المرتقب لسيدها بشار الأسد بعد المظاهرات ، فوصفت مطالب المتظاهرين بالمطالب المحقة ! ووعدت بحزمة إصلاحات على جميع المستويات ، الحرية الإعلامية وإصدار قانون جديد لها ، وقانون جديد آ خر للأحزاب والتعددية ، وإلغاء حالة الطوارئ ومفاجآت سارة أخرى ، والآن بعد ستة أشهر من هذه التظاهرات صدرت قوانين ومراسيم جديدة من عفو عام وإلغاء حالة الطوارئ وقانون للإعلام وآخر للأحزاب و...... غيرها .

وليت هذه القوانين كانت حبرا على ورق ولم تصدر من أصلها ، لأن مارافقها وتبعها كان أسوأ من الوضع السابق أضعافا مضاعفة .

 فبعد قانون حالة الطوارئ مباشرة في يوم الجمعة العظيمة استشهد أكثر من مائة وعشرين شهيدا سقطوا برصاص الأجهزة الأمنية للنظام وعصاباته في يوم واحد ، وبعد قانون العفو العام تم اعتقال الآلاف المؤلفة من مواطني سوريا الشرفاء لمجرد التظاهر السلمي ، ولاقوا أبشع الانتهاكات وأسوأ انواع التعذيب في المعتقلات والزنانين وسلمت جثث البعض منهم إلى أهليهم بعد ذلك ، وبعد قانون حرية الإعلام بيوم واحد تم الاعتداء على فنان الكاريكاكاتير العالمي علي فرزات واستهدف رأسه وكسرت أصابعه ، كما لم يسمح لقناة فضائية حرة محترمة بالتصوير وتغطية الاحداث ونقل الحقيقة للعالم حتى يومنا هذا ، وما زال الإعلام السوري بلباسه التشبيحي المنغلق المهلهل ، سيد الساحة المهيمن على الفضائيات السورية وبريادة قناة مخلوف الدنيا ، وما يوزع من إبداعاتهم التشبيحية ونفحاتهم التضليلية ، إلى قناة حسن نصرالله الصفراء وقناة العالم الفارسية  . 

 إن الحديث عن التشبيح والتضليل الإعلامي الرسمي يطول ولا يتسع المجال لتفصيله في هذا المقام ، وإنما سنقف عند بعض التصريحات الجديدة لبثينة شعبان لنلحظ التحاقها عضوا بكوكبة التشبيح الرسمية الإعلامية ، كطالب إبراهيم نقيبا ، وبسام العبدالله نائبا ، وشحادة أمينا للسر،  وعضوية خالد العبود وأحمد الحاج علي ...  والحسون مرجعا شرعيا ! البوطي مبررا ومحللا ...  وغيرهم .

صرحت بثينة شعبان من روسيا في زيارتها الأخيرة ، بعد زيارة وفد من المعارضة لموسكو ، في محاولة للمحافظة على الموقف الروسي إلى جانب النظام السوري .

قالت : (إن الأحداث في سورية قد أودت بحياة سبعمائة عنصر من الجيش وقوات الأمن  وسبعمائة شخص من المدنيين ) ، وذلك بعد أن افتتحت سيمفونيتها  بالكليشة المفروضة من أجهزة القمع البوليسية ، عن مسرحية المؤامرة والعصابات المسلحة والطرف الثالث المندس ، إلى جانب الإصلاحات التي يقوم بها النظام ! 

وسأركز على عدد الضحايا التي ذكرتها بثينة شعبان في صفوف المدنيين والجيش بسبب الأحداث ، أما نظرية المؤامرة فقد أصبحت كذبة فاقعة لا يصدقها من أطلقها أول مرة ، وإن كان هناك من مؤامرة حقيقية فعلا فهي مؤامرة نظام الاستبداد الفاسد ، ضد أحرار الشعب من المواطنين الشرفاء الذين يطالبون بحقوقهم المسلوبة في الحرية والكرامة ، وأما أكذوبة الإصلاحات الأخرى فإن الشعب السوري يحيا أيامها السوداء ويعايش نكباتها يوميا ، في أنهار الدماء وآلاف المفقودين وعشرات ألوف المعتقلين ومئات الوف الملاحقين والمطاردين وملايين المحتجين والمتظاهرين .

ونعود لمناقشة تصريح بثينة شعبان التي ذكرت فيه أن عدد الضحايا سبعمائة من عناصر الجيش وسبعمائة من المدنيين .

*  لم تشر بثينة شعبان بأن المدنيين قد قتلوا علي أيدي عناصر القمع الأسدية بمجاميعها المختلفة وشبيحتها وعصاباتها المرتزقة الطائفية المستوردة .

* إن العدد الحقيقي للضحايا المدنيين الذين سقطوا على أيدي هذا النظام الدموي هي أضعاف مضاعفة لهذا العدد ، فالأعداد المسجلة رسميا بالأسماء تقترب من ثلاثة آلاف ضحية ، يقارب مثل هذا العدد الذين لم يسجلوا خوفا من انتقام النظام من أهليهم أو كون بعضهم مجهولي الهوية ، كما يوجد قريبا من هذا الرقم لأعداد المفقودين الذين لا يعلم أحد بمصيرهم ، يضاف إليهم المئات الذين قضوا تحت آلات التعذيب الجهنمية في أقبية سجون النظام الدموي ، سلم البعض منهم لذويه ، وآخرون مازالوا في عالم المجهول ، حتى يسقط هذا النظام ويكشف بعض زبانيته جرائمه ويشهدون على تنفيذها ، كما حدث ويحدث اليوم في مصر وليبيا .

* طبعا لم تذكر السيدة المحترمة عشرات آلاف المعتقلين ومئات آلاف المحاصرين  والملاحقين من النظام واللاجئين ، وملايين المحتجين والساخطين على هذا النظام القمعي الفاسد المستبد .

* بالمقابل ماذكرت عن أعداد الضحايا من الجيش عدا عن تضارب الأرقام بينها وبين زملائها في نقابة التشبيح الإعلامي ، فإنها لم تذكر كيف سقطت هذه الأعداد وبيد من ، لتوهم المستمع والقارئ بإن مايحدث في سورية هو معركة يقوم بها أعداء الأمة بتآمر خارجي ، فيقتلون من الجيش والأمن ويرد عليهم الجيش والأمن الوطني بنفس المستوى والمعيار دون زيادة  أو  شطط !

* لم توضح السيدة المحترمة أن أكثر ضحايا الجيش هم من الضباط  والجنود الشرفاء ، الذين رفضوا إطلاق النار على أبناء شعبهم ، فأعدموا في ساحة المعركة على يد الأجهزة الأمنية التي تقود عمليات الجيش ضد المواطنين ، كما لم توضح السيدة المحترمة عن العشرات والمئات الذين انشقوا واشتبكوا مع الأمن والشبيحة ومن يساندهم من عصابات أخرى .

*  لم تذكر السيدة المحترمة القناصة أصحاب المهمات القذرة ، ومن يقف في الصف الخلفي الأخيرمن باسيج إيران وفيلق القدس وعصابات حسن ومقتدى السوداء ، وأنصارهم اللاجئين على أرض سورية مع السفلة من الشبيحة ، في قنص واستهداف الناشطين والأحرار والضباط والجنود الشرفاء ، الذين يرفضون إطلاق النار على أبناء مواطنيهم وأحرار شعبهم الشرفاء .

* كل هذه الجرائم المروعة والمآسي الفظيعة لم تذكرها السيدة المحترمة ظنا منها ومن نقابتها ومعلميها وأسيادها ، أن بإمكانهم تغيير الوقائع وقلب الحقائق ، وكأنهم لا يعلمون أن المواطن السوري الذي يعيش الحقائق ويدفع ثمنها من دم أبنائه ، لا يمكن أن تغطي عليها أو تخفي بعضها ، تصريحات شعبان التضليلية وعناصر نقابتها التشبيحية ، وتوجيهات أسيادها الذين يزجون بها في مواقف محرجة ، ثم لا تلقى بعد ذلك منهم جزاء ولا شكورا .... هذا إن خرجت بعد تشبيحها الإعلامي سالمة .... آمنة ... من جهة أسيادها العسكر! .