بيان (دعوة للإضراب عن الدراسة)

أدباء الشام

بيان

(دعوة للإضراب عن الدراسة)

دعوة لمقاطعة المدرسة نرجو منكم نشره فلم يتبقى سوى أيام على بدء الدراسة

من أجل حمزة ورفاقه

من أجل الدماء السورية الزكية

من أجل قضيتنا، حقنا، حريتنا

لن ندرس هذا العام حتى يقضي القصاص من قاتلي الأطفال.

لن نذهب إلى المدرسة، علينا أن نقولها عالياً وأن نلتزم بها فعلاً، كيف لا وحمزة و تامر وعلا وكل أقرانهم لن يذهبوا إلى المدرسة؟ كيف لا وهناك أطفال فقدوا أمّاً أو أباً أو أخاً لهم؟ كيف لا وهناك أطفال بدون مأوى هم وأهليهم؟ كيف لا وسوريا الوطن الجريح ما يزال ينزف كل يوم بل كل ساعة؟

كيف لنا أن نخون دماء من ضحّى لأجلنا؟ كيف لنا أن نخون عشرات الأطفال الذين أُزهقت أرواحُهم على يد الغدر والإجرام؟ كيف لنا أن نهنأ وهناك آلاف الأطفال باتوا مشردين؟ كيف لنا ألاّ نحترم أمهاتِ هؤلاء الأطفال اللاتي سيتسائلن عن أبنائهن الذين لن يذهبوا إلى مدارسهم؟ كيف لا وهنّ سيسألوا لماذا أولادهن وليس غيرهم؟

علينا أن نخجل ونقف وننهض ونتحدّى، علينا أن نقول للأمهات أنّنا معكم وأنّ أولادَنا كابنك وابنتك لن يذهبوا إلى مدارسهم حتى يتحقق الذي من أجله استشهدوا أولادكن وتشردّوا.

علينا أن نقول للمجرمين أننا شعبٌ واحدٌ فعلاً لا قولاً، وأن الأم التي تبكي ابنها ليست وحدها , وأن أبناءنا هم أبناؤها وأنهم لن ينسوا أقرانهم

لن نعلّم أبناءَنا بعد اليوم العبوديّة والخنوع والذلّ في مدارس الظلم والظلام، سنعلّم أبناءنا هذا العام معنى الحرية التي ننادي بها، سنتلو عليهم أسماء شهدائنا، سنردد على مسامعهم أن الدم السوري ليس رخيصاً، وأن السوري لن يرضى إلا أن يكون حراً كريم.

ثورتنا ثورة شعب لم يهدأ طيلة شهور، قدّم فيها دماء غالية من شبابنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا، قدم فيها عشرات آلاف المعتقلين والمهجّرين، يا من تنأى بنفسك عن وطنك، يا من تغفل عن أعدائك وأعداء أبنائك، يا من تظن أنك بعيد عما يحصل، إياك والغفلة، فما مات حمزة لأنه ارهابي ولا لأنه مسلح، مات حمزة لأنه طفل سوري أراد أن يعيش كريم بوطن كريم فقتلوه وحرموه الحياة، مات ولن نبيع دمه 

وسنقول لهم لن ندرس هذا العام حتى يقضي القصاص من قاتلي الأطفال.