يخافون من الفراغ السياسي بعد سقوط نظام البعث السوري
يخافون من الفراغ السياسي
بعد سقوط نظام البعث السوري؟!
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
د.عبد الغني حمدو
السؤال هنا هل هذا التخوف في مكانه ؟
لو سؤل هذا السؤال قبل شهرين أو أكثر على أي سياسي من المعارضة أو من المجتمع السوري بشكل عام , أو من قبل محللين سياسيين عالميين , لكان الجواب نعم , يخشى من هذا حتماً , لأن سقوط الأنظمة الشمولية يكون مفاجيء للجميع لهشاشة تكوينه والمبني على الخوف وبعض الفتات لأعوانه , وعندما يرون الداعمين له أن النظام لن يكون لهم ضامناً لهم في المستقبل , ويحصل السقوط المفاجيء
لكن تطور الثورة في سورية , وظهور قوة عسكرية داعمة لهذه الثورة وهذه القوة بدأت صغيرة أما الآن فقد بدأت تكبر ويزداد حجمها وأثرها على الأرض , يمكننا القول الآن وفي المستقبل أن الحل أصبح بيد الثوار والداعمين لهم في الداخل
يوجد عندنا الآن قوتين على الأرض كقوى ثورية , الشعب السلمي المتظاهر والذي عبر عن التحدي المطلق ولا رجعة عن تحقيق أهدافه في اسقاط النظام وبناء دولة سورية حديثة ,تقوم على العدل وتكافؤ الفرص , ونتيجة هذا الإصرار والتحدي الرائع , ظهرت قوة ثانية لجانب هذا الشعب الثائر ألا وهم أبناء وأفراد الجيش السوري الحر , هذه القوة الناشئة والمتصاعدة والمدعومة من الثوار السلميين , يتحتم الواجب عليها أمور متعددة وعليها أن تأخذها كاستراتيجية عمل في بنيانها من الآن , والتي يمكن وضع بعض الخطوط هنا والباقي متروك لهم في التفاصيل
1- أن يضعوا في اعتبارهم أن المهمة الملقاة على عاتقهم مهمة كبيرة جداً , وأنهم هم نواة القوات المسلحة السورية في المستقبل , والمهمات الملقاة على الجيش , وأن يضعوا في حسبانهم أن هذا الوطن هو أمانة في عنقهم , كجيوش العالم أجمع عبر تاريخ البشرية الطويل حاضراً ومستقبلاً . ولن يكون جيش نظام حكم أو شخص أو سلطة في المستقبل , وإنما هم درع الوطن وأهم مؤسسة من مؤسسات الدولة
2- من هذا المنطلق في الفقرة واحد يقع عليهم مسئولية تحرير البلاد من هذه العصابات المجرمة , وتطهير البلاد من فلولها وأعوانها
3- كل من يجد في نفسه العزيمة من الشعب السوري , وقدرته على حمل السلاح والمقاومة عليه الانضمام لهذا الجيش وأن يكون تحت امرة قاداته , ولا يختلف وضعه عن وضع أي جندي آخر في الجيش السوري الحر
4- وبهذه الطريقة نكون قد دمجنا اللجان الثورية مع الجيش , وبالتالي تشكيل جيش ثوري متحرك بشكل عصابات أولاً
حتى يتيسر لهم تحرير أرض معينة ومنها يتم الإنطلاق بحرب تحرير شاملة لكل المدن والمناطق المحتلة ثانياً.
5- على كل عسكري ينشق عن جيش النظام أن يبقي سلاحه معه وينضم للجيش الحر
6- بعد التحرير أو سقوط النظام توجد مهمة كبيرة ستلقى على عاتق هذا الجيش , هذه المهمة تكمن في أن يستلم زمام الأمور السلطوية والإعداد للمرحلة اللاحقة لبناء الدولة الحديثة في فترة زمنية محددة
7- مهمة السلطة العسكرية الجديدة هي إلغاء الدستور الحالي , والعمل ضمن اطار الدستور والذي وافقت عليه معظم التيارات السياسية السورية والذي أقر سنة 1951 يعمل فيه مؤقتا لصياغة دستور جديد أو اجراء تعديلات عليه بما يلائم عصرنا الحالي
8- حل جميع الأجهزة والتي ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري كأجهزة المخابرات المتعددة , وجمعها في جهاز مهمته حماية الدولة والمواطن وليس مهمته بلع المواطن
9- حل حزب البعث والقيادة القطرية وحل مكاتبه لارتكابه أفظع الجرائم بحق هذا الشعب
10- الإبقاء على الجيش والشرطة , ومحاسبة فقط المتورطين بجرائم حرب أو جرائم مالية وفساد
11- وخلاصة الموضوع بهذه الوسيلة لاتحتاج الثورة للمعارضة في الخارج وتنوع أحزابها واختلاف ايديلوجياتها , والشعب هو الذي سيقرر عبر صناديق الاقتراع نوع السلطة التي يريدها , وإن زاحت السلطة فهو مستعد لازاحتها عبر صناديق الاقتراع , وقدد يقول البعض , هذه الخطة سوف تؤدي لسيطرة العسكر مرة أخرى , والجواب هذا الزمن قد ولى في سورية , والدستور هو الذي يحكم , وليس أشخاص أو فئات متسلقة فقد انتهى زمن الفوضى والديكتاتورية وحكم العسكر والحكم الشمولي.