التدخل الخارجي من الخاسر الأكبر؟
صلاح الدين الطوخي .. فرنسا
إن المتظاهرين السلميين الذين يتصدون لآلة القمع الوحشية بصدورهم
العارية لا يدعون إلى التدخل
الخارجي كما يدعي النظام وفي الوقت الذي تعلن جماهير هذه التظاهرات وكل
أطيافالمعارضة في
الداخل والخارج رفضها لأي تدخل عسكري أجنبي، وحتى بعد نصف سنة على
انتفاضتهم الثورية السلمية
... وقد فاق عدد الضحايا أكثر من ثلاثة آلاف وكثيراً من المفقودين
وأضعافهم من المعتقلين والمهجرين
ولو كان في نيتهم فعل ذلك لكان لهم ما يريدون قبل سقوط كل هذه
الضحايا...ولو كان لهم أي اتصال
بالناتو أو الغرب أو أمريكا لكان بشار قد سقط منذ
الأيام الأولى للثورة وعلى العكس من ذلك فقد تركت هذه الدول لبشار الوقت
الكافي لإخماد هذه الثورة .
واليوم يرفض أو يؤجل زيارة الأمين العام للجامعة العربية .
فقط لأنه تكلم مع المعارضة في القاهرة وأعتقد إن الشعب السوري
العظيم واعي لخطر التدخل الخارجي أو التدخل العسكري فهذا يعني
تدمير البنية التحتية لسوريا من الناتو.. والنظام الممثل من عصابات
تقود الجيش والأمن لإجهاض الثورة. فمن الخاسر الأكبر ؟؟
الشعب السوري يعرف تماماً ما ستكلفه فاتورة التدخل الخارجي!!
والشعب السوري ينادي العالم بفرض عقوبات أكثر بفرض حظر
جوي.. بطرد السفراء...محاصرة الموانئ والحدود حتى لا يدخل
السلاح... وينادون كل يوم للخروج للتظاهر وسوف يثبت شعب
سوريا للعالم أجمع بذكائه وحكمته .. وإن الجيش السوري سوف
ينحاز للشعب بعد خجله الطويل وسوف يحميهم من العصابات الحاكمة.
ومن ينادي أو يحبذ للتدخل العسكري عليه أولاً تخيل أو دراسة
فاتورة الضحايا .. وفاتورة التدمير المدني والعسكري .. وأقل ما
يمكن حسابه من الخسارة وإضافة ديون هو مائة مليار دولار !!
فمن يدفع هذه الديون سوى الأجيال القادمة. وليعلم الجميع إن
الضحايا ستضاعف أكثر مع التدخل الخارجي والثقافة الثورية
السلمية طويلة الأمد.. وباهظة الثمن.. وهذا القرار من يتحمله ؟؟