رموز المعارضة السورية.. نرجسيون

م. عبد القادر زيزان

م. عبد القادر زيزان

[email protected]

تشهد الساحة السياسية المعارضة مخاضاً عسيراً للخروج بصيغة مجلس موحد وطني (انتقالي) - إن صح التعبير ، وبكثرة المؤتمرات التي تتكاثر هنا وهناك والاحتكاك ببعض رموز المعارضة التي كنّا نعول عليها ظهرت حقيقة تلك الرموز النرجسية ، نشرحها بقصتين نقلهما لي من أثق بدقة نقله ..

أولهما :

دقت ساعة الصفر لبدء أحد المؤتمرات واجتمع الكل ولكن صاحب الفكر النرجسي لم يحضر، سألوا عنه فقيل إنه شوهد في صالة المطعم يحتسي الشاي .. هرعوا إلى المكان فوجدوه بالفعل يشرب الشاي وحده ..

- يا أستاذ لماذا لم تشرفنا إلى القاعة فقد بدأ المؤتمر ؟! ..

بكل بساطة وهدوء أجاب : ابدؤوا المؤتمر فلستم بحاجة إليّ ..

وسكت وأكمل الشرب ..

سأله آخر لماذا تقول هذا يا أستاذ ؟

أجاب وبكل برودة أعصاب :

- أليس فلان موجوداً ، إذن إبدأوا المؤتمر ..

فتذكر الحاضرون أن فلان الذي يذكره قد استقبله فريق (وفد) أكثر عدداً من (الوفد) الذي استقبل صاحبنا هذا في المطار ..!! طبعاً اعترف بالنتيجة التي تلخصت بالعدد وكأنه يتخوف من عدم تحقيق مكاسب سياسية بقلة عدد مستقبليه ..!

ثانيتهما :

أيضاً في أحد المؤتمرات ( زعل ) معارض نرجسي عظيم آخر وشكا من غرفة نومه في الفندق الذي أودعوه فيها .. فهي لا تليق بمقداره ..

مواصفات الفندق ، خمس نجوم وغرفة نومه خاصة لا يشاركه أحد فيها مع وجبتي طعام كباقي الفنادق الفخمة .. هذا لم يرضه فقد صرح - ولم يخجل من ذلك التصريح - أنه يريد جناحاً لا غرفة ..

إذا كانت تلك التصرفات والأفعال صدرت ممن نعتبرهم مفكرين وعبقريين ويعملون من أجل غدٍ أفضل لسوريا الجديدة ، فكيف سوف نستشرف بهم مستقبلنا السياسي المقبل الجديد ..

ناهيك عن تلك التي تسمي نفسها بأحزاب معارضة وهي لا تمثل سوى بضعة أشخاص ولا يتعدّى أفرادها عدد أصابعك .. وتحاول تفشيل أو كركبة الموقف المعارض وتريد أن تساوي تمثيلها تمثيل الأحزاب التي تملك رصيداً بآلاف الرجال ..

أيتها المعارضة تذكري أن سوريا ليست كعكة للتقاسم الفردي بل هي ملك لثلاثة وعشرين مليون سوري ومثلهم في المهجر ..

وإذا لم تسيروا في ركب الثورة الصحيح - التضحية والإيثار والإخلاص - سوف يسقطكم الشعب كما أسقط السفاح ..

والشعب السوري صاحٍ وواعٍ ..