بيان إلى الشعب السوري صبرا وثباتا أيها السوريون
خاص نداء سوريا
28/8/2011
في الجمعة الثالثة من شهر الثورة السادس، والتي دعيت جمعة الصبر والثبات، تقدمت الثورة وازدادت ثباتا بينما دخل النظام في مرحلة ارتباك واضح وفقدان للخيارات، بعد أن عجز خياره الأمني عن تحقيق الحسم الذي أراده، فالشعب ماض في ثورته، غير آبه بما تحصده آلة النظام من ضحايا بين شهيد وجريح ومعتقل وملاحق.
لقد كانت حصيلة هذه الجمعة اثني عشر شهيدا في مختلف المحافظات الثائرة، تكرر سقوط الشهداء في أيام سابقة، اجتياح وقتل واعتقال، هذه ديدن الأمن السوري وشبيحته على امتداد الأراضي السورية، فقائمة الشهداء تتزايد، وكذلك المعتقلين، عدا عن هدم وحرق وتدمير المنازل، ولعل حمص وريفها نماذجا للصبر والثبات في مواجهة أقسى درجات العنف الأمني دون أن يفت في عضدها او ينال من صمودها وتصميمها.
في ليلة القدر، وهي ليلة مقدسة عند المسلمين، والتي احياها السوريون ساعين إلى إضفاء مسحة وطنية الى المسحة الروحية بالتظاهر بعد اداء الصلوات والأدعية، ارتكب الأمن والشبيحة فظاعة جديدة باقتحامه مسجد الرفاعي في كفرسوسة وتحطيم محتوياته والاعتداء على إمامه الوجه الديني والاجتماعي الداعية الشيخ أسامة الرفاعي، بالإضافة الى قتل مواطن وجرح آخرين، وقد عبر المواطنون عن تصميمهم وثباتهم بتوجه آلاف المواطنين من مساجد مجاورة لمناصرة المصلين المحاصرين داخل مسجد الرفاعي.
أمر أخر يدل على ارتباك النظام وهو الاعتداء بالخطف والضرب على الفنان الكاريكاتوري العالمي علي فرزات على يد الأجهزة الأمنية وتحت بصر الحراسات الأمنية الكثيفة في ساحة الأمويين، إن ما فعله النظام مع الفنان علي فرزات يعكس تآكل ثقة النظام بنفسه وبقدرته على الاستمرار في مواجهة الشعب.
أما على الصعيد السياسي فحصلت تطورات مهمة في الملف السوري لعل أولها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، غاب عنه وزير الخارجية السوري توجسا من مواجهة موقف عربي لا يريده، الذي أفضى الى مبادرة عربية تتلخص بالدعوة الى وقف العنف ومحاسبة القتلة وإجراء إصلاحات سياسية تطال الدستور ودور حزب البعث، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. شكلت المبادرة تقدما في الموقف العربي بعد صمت استمر لأكثر من خمسة أشهر، لقد اقترب الموقف العربي من الموقف الدولي، على الرغم من أنه لم يرض طموحات السوريين الذي يصرون على التغيير الشامل، النظام، وكما هو متوقع منه، رفض المبادرة واعتبر الموقف العربي تدخلا في شؤونه الداخلية، فهو يسعى للحصول على تفويض عربي بالقتل حتى وإن عبر ذلك بالصمت.
التطور الثاني ما حصل داخل مجلس الأمن، الذي أمضى أكثر من أسبوع يتداول حول مشروع عقوبات أممية بحق النظام السوري عرقلته روسيا والصين ،وحصول تبدل في الموقف الروسي الذي طرح مشروع قرار حول الملف السوري لا يتضمن عقوبات، بعد أن كان انسحب من جلسة النقاش السابقة، وأرسل موفدا رفيع المستوى الى دمشق لوضع النظام السوري في صورة المـأزق السياسي الذي ترتب على سياساته، ما يعني أن الموقف الدولي في طريقه الى تصعيد ضغوطه على النظام وإجباره على وقف قتل السوريين العزل. فالتطور الحاصل في الموقف الدولي يعكس ضيق العالم من النظام ،فممارسات النظام الوحشية وانتهاكه للقانون الدولي الإنساني وقتله مواطنيه ورفضه كل مبادرة أو مساعدة للخروج من الأزمة قادت العالم الى تبني خيار رحيل النظام ورسم مستقبل سوريا بدونه.
من الواضح أنه ليس لدى النظام السوري خيارات للتعامل مع الأزمة سوى الخيار الأمني العنيف، إنه يرفض حتى البحث عن خيارات أخرى، وسياسته هذه استدعت التدخل الدولي ودفعت الشعب السوري الى طلب حماية المدنيين لأن فظاعة القتل الذي يمارسه فاقت التصور والاحتمال.
ثورتكم المباركة أيها السوريون تمضي بثبات نحو الحرية والكرامة، وأصبح النصر بفضل تضحياتكم في متناول اليد، فاصبروا لأن النصر صبر ساعة.
تحية لأرواح شهداء الثورة السورية
عاشت سوريا حرة وديموقراطية
دمشق 28 – 8 – 2011
الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي.