رسالة التيار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري

أدباء الشام

بمناسبة الأحداث الجارية على

الساحة السورية

يهدي التيار الاسلامي تحياته إلى شباب الثورة الأحرار ويترحم على شهدائه الأبرار ويرجو من الله العلي القدير أن يمنّ على الأمة بساعة استجابة في هذه الأيام المباركة بالفرج والنصر المبين للشعب الأبي الّذي ينشد الحرية والكرامة في جمعة الصبر والثبات ، كما يبارك لثوار ليبيا الأحرار انتصارهم على طاغية ليبيا ونرجو أن تقر عين شعوبنا بالخلاص من الطواغيت الأخرى، وأولهم طاغوت الشام.

أولاً : لا يزال النظام السوري يشتد ضراوة وشراسة في توغله بدماء الشهداء العزّل الّذين لا لاذنب لهم سوى مناداتهم بالحرية والكرامة وهم يهتفون : الله أكبر ، باسلوب حضاري مدني سلمي وآخرها اقتحامه مسجد الرفاعي في دمشق واعتداء الشبيحة على الشيخ أسامة الرفاعي والمصلين في ليلة القدر من رمضان، والجريمة البشعة بحق الكاريكتير العالمي الفنان علي فرزات وهكذا فالنظام السوري يصر على قمع شعبه ليخرس صوت أحراره بالحل الأمني الهمجي بكل أصناف الأسلحة المتوفرة لديه ، وهو يكذب على المجتمع الدولي بانسحابه من المدن والقرى والأرياف ، وعليه فإننا نطالب المجتمع الدولي ونخص تركيا أن يقوم بواجباته في حماية المدنيين الآمنين السلميين وبموجب مواثيق الأمم المتحدة ولوائح حقوق الانسان ، وإننا إذ نشكر الشعب التركي وحكومة العدالة والتنمية لوقوفها وانحيازها للشعب السوري فإننا نطالبهم بالخطوات العملية لترجمة الأقوال إلى افعال ، إذ أن كل يوم يمضي تزداد قوافل الشهداء والمصابين الجرحى على أيدي الشبيحة والأمن ، كما وصل عدد المعتقلين إلى ما يربو على ثلاثين ألفا من الشباب والرجال والنساء ، كما لم يستثن الأطفال .

ثانيا : نحن نطالب المجتمع العربي عامة ودول الجامعة العربية تحديدا أن تضطلع بالمسئوليات المناطة على عاتقها نصرة للشعب السوري وهو يسام أسوأ أنواع العذاب والمجازر الوحشية ، لذا فإننا نطالب مندوبي الجامعة العربية المجتمعة غدا أن تتصرف بكل مسئولية وصراحة نصرة للشعب السوري الأعزل وهو لا يزال أشد إصراراً على سلمية الثورة ووطنيتها ، ويأبى النظام إلا أن يجرّها إلى حرب دموية تأكل الأخضر واليابس ، وإن ما يشيع النظام عن العصابات المسلحة هي من صنع أجهزته الأمنية وإعلامه الكاذب ، كي يبرر للمجتمع العربي والدولي المجازر وحصار المدن وتجويع الآمنين وتشريد المواطنين تحت كل سماء .

نحيّ ونثمن عاليا موقف سمو أمير دولة قطر الّذي أعلن صراحة إنحيازه للشعب السوري كما نشكر الدول العربية الّتي سحبت سفرائها من دمشق ونطالب الجميع بوقفة انسانية مضرية عربية إلى جانب الشعب السوري الجريح الّذي ينادي ويستجير ولا من مغيث .

ثالثا : نطالب المعارضة السياسية في الداخل والخارج أن تتجرد من أنانيتها وشخوصها الاعتباري وأن ترقى إلى مستوى الشارع والّذي يقدّم أرواحه زكية خالصة لشعبه وامته وهو يهتف ملء حناجره: لن نركع إلاّ لله ، وعليه فإنّنا نحدد موقفنا من المعارضة السياسية كمايلي : 1- القطع مع النظام السياسي الدموي الحالي واعتماد منهج تغيير النظام السياسي برمته وليس القبول بالترقيع ، وإنما المفاوضات على قدم المساواة مع النظام تمهيدا للتحول السلمي نحو الدولة المدنية الديمقراطية التعددية وأساسها مبدأ المواطنة .

2- اعتبار شباب الثورة هم القادة في كل تحرك ميداني أو تفاوضي وأن تحالف شباب الثورة هي سيّدة نفسها ولن يكون المعارضون المفلسون ذوي النجومية الخلبية أوصياء عليها ولا ناطقين باسمها، وأن مهمة المعارضة السياسية تقديم كافة أنواع الدعم السياسي والميداني والمادي لشباب الثورة الأحرار ، وإن التيّار الاسلامي الديمقراطي المستقل عن كافة الأحزاب لا يطرح أية أجندة أيديولوجية ، بل خطاب وطني تصالحي كما يرفض الاقصاء ويشجب مبادرة البعض لفرض طروحات تصادم عقيدة الأمة ، ويعتبر نغسه جاهزا بدون أية شروط لأية توافقات مع المعارضة السياسية سواء في الداخل أو الخارج وفق البندين السابقين وأنّ لديه ممثلين في الداخل والخارج يعلن عنهم في حينه .

وأخيرا يخاطب التيار الاسلامي الديمقراطي فصائل الثورة المتعاونة معه وجميع اللجان المحلية واتحاد التنسيقيات وتآلف شباب الثورة أن تعمل يداً واحدة للهدف الّذي أقسمنا عليه جميعا : أن نعيش أحرارا أو نموت شهداء والله أكبر والعزّة لوطننا والخلود لشهدائنا والحرية للشعب السوري البطل

دمشق في السادس والعشرين من رمضان المبارك لعام 1432 الموافق السادس والعشرين آب لعام 2011

التيار الاسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري