هل سيكون المجلس الوطني المزمع تشكيله ملبياً لمطالب الثورة؟

د.عبد الغني حمدو

هل سيكون المجلس الوطني المزمع تشكيله

ملبياً لمطالب الثورة؟

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

صدر البيان الختامي للمؤتمر التشاوري والذي عقد في اسطنبول أخيراً بتاريخ 24/8/2011 والذي كما يقال دعي إليه مجموعة من النشطاء السوريين في الداخل والخارج

من قراءة البيان المذكور تساءلت عن معنى ثلاثة نقاط وردت في البيان من أصل أربعة  , هذه النقاط أذكرها هنا أما م كل النشطاء واللجان الثورية ومن تصله مقالتي هذه , عن مدى التوافق بين أجندات المؤتمر وبين ماينادي به شعبنا الأبي الثائر في كل المدن والبلدات السورية

يستعرض البيان الواقائع في سورية ومن ثم يحدد أهدافه بنقاط  وهي

1-    وحدة الهدف ممثلاً بإسقاط النظام الأمني القمعي

في المؤتمر التشاوري والذي عقد في دمشق سابقاً قال فيه محمد حبش المشكلة في سورية هو النظام الأمني , وليس النظام المتمثل ببشار الأسد , هذا يعني أن المجتمعين وفي حال تشكيل المجلس الوطني لايعني بالضرورة سقوط النظام وإنما يندرج تحت مفهوم الإصلاح الديمقراطي ممثلاً بالسلطة القائمة , ودخول المجلس الوطني طرفا في الحوار لرسم المرحلة القادمة

2- التغییر الوطني المنشود ھو فعل داخلي محض یقوم على رفض التدخل الأجنبي الذي یلحق أضراراً بالسیادة الوطنیة ووحدة الترابالوطني

هذه الفقرة يرفض فيها المجلس وبشكل قاطع الحماية الدولية للشعب السوري , وهي رسالة مقدمة للنظام يطمئن فيها مجرميه أننا لن نستعين بأحد ضدك مهما فعلت من جرائم وقتل واغتصاب وتدمير , مع أنني أرى أن نطالب المجتمع الدولي والعربي والإسلامي للوقوف مع الشعب السوري وحمايته من المجازر التي يتعرض لها منذ عقود عديدة وليست الآن فقط

3-    التأكید على مبدأي سلمیة الثورة ونبذ العنف والمحافظة علیھما

إن مبدأ سلمية الثورة في سورية هو أمر مفروغ منه ولا جدال فيه, ولكن هذا لايعني تطور الثورة وتحولها من السلمية إلى العسكرية وخصوصاً بعد أن كثر الضباط والجنود المنشقين والمتمردين على أوامر الحكومة القمعية والمجرمة , ولا بد من رد الكيل بمكيالين من قبل هؤلاء الأحرار على جرائم الأمن والجيش والشبيحة في مكان هم يحددوه مع استمرار النشاط السلمي المدني للمتظاهرين , بحيث عندما يتحرك المجرمون لمحافظة أو منطقة ما , فعليهم أن يتأكدوا أن إجرامهم هذا سيقابل برد ساحق من قبل المدافعين عن الشعب السوري وعن المتظاهرين

وهنا لابد من التأكيد على كل من يفكر بقيادة المرحلة سياسياً , أن يضع في تفكيره وعقله وتصرفه نقطتين هامتين :

الأولى : لابديل عن اسقاط النظام بالكامل , وهذا السقوط سواء أكان بأيدي الثوار أو بمساعدة المجتمع الدولي أو العربي أو الإسلامي , واتباع كافة الوسائل الداخلية والخارجية والممكنة لذلك

والثاني :هو دعم لواء الضباط الأحرار مادياً وعسكرياً ولوجستيا , حتى يكونوا رادفاً للثورة السلمية , مع الإبتعاد المطلق عن الكلمات والتصريحات والتي تفرح النظام في أننا لن نستعين بأحد غريب ضدك  , وهذه المؤتمرات والإجتماعات أوصلت القناعة للمجتمع الدولي , كما عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كلنتون قبل أيام في أن المعارضة السورية ترفض التدخل الدولي والمساعدة في اسقاط النظام

أعتقد لو أن صيغة البيان للمؤتمر التشاوري من أجل تشكيل مجلس وطني لو عرض بالصيغة المخالفة كما أوردته , لخرج بقوة أكبر مما هو عليه الآن.