يوميات متظاهر 2

حورية المساء

يوميات متظاهر.. حلقة رقم (2)

حورية المساء

اهداء الى أحرار دوما الذين أخرجهم النظام القمعي من بيوتهم قسرا أثر انتهاك حرمات بيوتهم 

خوفا على الأرض والوطن إليك هذه الكلمات فهلا أصغيت له

حملت كل القلوب الصغيرة على كتفي وشددت أمتعتي .....

إلى بلد كفيف غير لات مقل بعد أن أخبرني رفاقي عن تلابيب فخخت

لكل مدجج بالحرية .............

لكل زوبعة تنادي بوجدانية ربها.........

لكل فتيلة تعشق شهية النصر ......

لكل مناضل نادى الله ساعدي ...

وما خطب المنادي بالحق في_ سوريا الأسد_ كما لقبوها يا ترى ؟

إلا كمجاجة مسك دخل الغزاة دفئهاونورها .....

حطموا فيها كل الأبواب والجدران 

ونادوا في مذياعهم ((نحاصرون أنتم))!!

ففزع قلب الصغيرة ذات الشعر المنثور .....

وهذا الأب الكهل تهلل شعره بالشيب ....قد امرعت به ذيفان سنابل المرض...فاعترقت به كل السيوط حتى دنى ....

وما ألذه من مشهد لكل سادي أسدي يعلم تشوة التعذيب وصبوتها..........

وتوجهوا الى غرفة ذات الشعيتين ووهذه القالب اشتروه هدية أمهم في عيدها استلقموه بأفواههم ....مع خمر الكروم وشواء الدماء القتول ...

وحتى مكمورة أختي الصغيرة بها رذائذ الليرات ..سرقوها ..وأذوا والدي في الستين من عمره...

فأرهقوا بالدحرجة رأسه دون هوادة ...وقالوا ((قل بشار ربي ))

شربوا دمه ماء دهاقا ولحمه زريابا وفضة في أكمامهم 

وها أنا ذا رأيت كل ما جرى على مسارحنا كيف أرضى لك الذل يا أبي 

وكيف أكمم أفواهي عن حرمة أمي ؟؟

ليس لي إلا ان احمل امتعتي عسقلان تائه ....

باحث بين مزارع دمشق الهادئة عن شجرة رطب تأوي أسرتي فركضت نازحا بين البيوت أقصد فلانا وفلان ......

وانا الذي عشت طوال عمري أقر الضيف وألهف المكلوم كيف سؤنجب راحة من زوجتي ...........

وكيف أستنشق كرامتي وأنا مشرد بين الحقول ؟!!!!!!

الضامرة دون يدين ....

وما يخفف عني إخوتي إلا أن حالي حالكم وحالكم حالي ...

وكلنا نص أسكت النظام نطقه وسيقرأ التاريخ مجده ............

أفأستأجر لسانا لا ينطق ابدا ؟؟

أم أستأجر آذانا أصم بها مسمعي ؟؟

يا بازي الفرات صبرا فإن خلاصك بالتقسيط يهدئ روعنا بين الشاة وبين الأدغال ....

وبين دلافين المحيط ...

فاعلم خلاصتك بين سبابتي .........

ودماؤك سأعلقها تمثالا محنطا على ظفري الصغير !!!!!!!!!

فانتظر