تهنئة إلي الشعب الليبي الحُر الأبي

أ.د. ناصر أحمد سنه

أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر

[email protected]

كنت للتو أستميحكم عذراً ـ أخوتنا البواسل، ثوار ليبيا الشقيقةـ بإنشغالنا بهمنا، وجرحنا النازف في سوريا. فإذا أنتم تردون علي الفور بدخول العاصمة "طرابلس"، وأعتقال رموز النظام الطاغي المستبد الذي قتل وعذب وشرد وأهان الشعب الليبي الحر الأبي.

 كنت للتو أذكركم أننا لم ننساكم أبداً..أرواحنا ونفوسنا معكم. سواعدنا وعقولنا وقلوبنا معكم.

فإذا أنتم ـ أحفاد "عمر المختار" الأحرار الصائمون، الصابرون، الصامدون ـ تهدوننا نصراً مبيناً.

لقد اسقطتم ثالث ثلاثتهم، والبقية تأتي.

لقد خاضوا ـ ويخوض بغباءـ غيرهم معركة خاسرة، ليس فيها سوي التلذذ بسفك دماء الشعوب.

خابوا وخسروا .. وسيحاكمون.

قتلوا ونهبوا وسرقوا وطغوا وظلموا وبغوا وفسدوا وأفسدوا.. وسيحاكمون.

الشعوب هي التي تولي الصالح المُصلح، وتعزل الفاسد المُفسد.

ولن نملّ القول: الشعوب تبقي، والطغاة الظالمون المستبدون الفاسدون المُفسدون إلي زوال.

نعم.. لقد هبت نسائم سوريا الأبية، نصراً مؤزراً في ليبيا الحرة.

لقد سعدنا لسعادتكم، وفرحنا لفرحكم، في أوقات عزّت فيها السعادة، وجف فيها معين الفرح.

لقد أثلجتم صدورنا بتضحياتكم وبسالتكم وصمودكم وإصراركم .

لقد صبرتم عقوداً، وضربتم المثل في الصبر والإحتمال، وها أنتم تنفضون عنكم غبار تلكم العقود النكداء.

لقد اسقتطم الطاغوت، وأجهزتم علي الجرذان الحقيقين المُهلوسين (زنقة زنقة، دار دار، بيت بيت).

آن لهذه الشعوب العربية أن تعيش بكرامة وتحرر.

آن لهذه الشعوب أن تشعر بكينونتها وعزتها.

آن لهذه الأمة أن تفرح، وتبني وتنهض.

آن لها أن يكون لها مكانها ومكانتها التي تستحقها.

فتحية إلي الشهداء الأبرار.

وتحية إلي الجرحي الأطهار.

وتحية إلي المشردين والنازحين الأخيار.

وتهنئة حارة إلي الشعب الليبيي الشقيق.

وإلي الأمام أيتها الثورة العربية الكبري. لقد تغير الحالن ونستشرف ـ بعون الله وفضله ـ خير المآل.

إلي الإمام نحو النصر ومزيد من الإنتصارات.

إلي الأمام نحو البناء والإعمار والرفعة والحرية ولتحرر والعدالة والوحدة والتوحد.

إلي الأمام نحو الوحدة بين مصر وليبيا وتونس والسودان وغيرهم.

والحمد لله هازم الأحزاب وحده.

قاهر الجبابرة والطغاة والمستبدين.

الحمد لله واهب النصر.

الحمد لله المُعز المُذل.

الحمد لله وكفي،

الحمد لله.. أولاً وآخرا.