عودوا إلى الديار
هكذا قال السفاح بشار؟!
د. عطية الوهيبي
خاطب السفاح بشار في خطابه الأخير أبناء سوريا الفارّين إلى تركيا الذين شردتهم دباباته، ومدرعاته ومدافعه الثقيلة التي اشتريت بدمائهم، للدفاع عن الوطن والشعب، فقتلهم بها، ودمر بيوتهم ومساكنهم وممتلكاتهم، وقال لهم: عودوا إلى دياركم لقد طهرناها من العصابات المسلحة، وأصبحت آمنة ولن نعاقبكم على فراركم.
هكذا قال السفاح ابن السفاح، ولكن هؤلاء المهجرين أجابوه، ومن بعض ما أجابوه به:
لا ثقة بيننا وبين نظام دَرَبَ على الكذب، ومرد عليه، وبرع فيه فليس للكذب عهد ولا دين ولا ذمام.
لو رجعنا إلى ديارنا لبطش بنا أزلامكم وأقزامكم ولحصدتنا دباباتكم ومدافعكم في طريق عودتنا، ولزعمتم أننا قتلتنا عصابات مسلحة لها أجندة خارجية لا تريد عودتنا.
وهل تركتم لنا دياراً؟ لقد هدمتم بيوتنا، وجعلتموها كثيباً مهيلاً، فأين نسكن ونقيم؟ بين الأنقاض المدمرة؟ وفي الحفر العميقة، والكهوف والمغاور؟
لقد قتلتم أبناءنا ورأينا دماءهم تسيل وتركناهم وراءنا، فكيف يطيب لنا العيش بعدهم في ظل حكمكم الإرهابي السفاح؟؟
عصاباتكم المسلحة تكمن في كل حارة وبيت وشارع تتربص بنا لذبحنا وقتلنا فكيف نأمن على أنفسنا؟!!
لن تكون ديارنا آمنة مطمئنة مادام نظامكم المجرم يجثم على صدرها، ويمزقها بحرابه ودباباته وأجهزته القمعية الإرهابية، ولن ترى الأمن والإيمان والأمان في عهدكم الأسود.
سنعود حتماً ولكن بعد رحيل هذا النظام إلى مزابل التاريخ الصهيونية لأنه ولد عليها، فهو غريب عنّا، حكمنا ما يربي على أربعة عقود بالنار والحديد، وباع جولاننا وكرامتنا في سوق النخاسة الصهيونية.
عائدون عائدون هذا نشيدنا إلى سوريا الحرة الأبية التي لفظت الظلم والظالمين خلال تاريخها كله، وستلفظكم عما قريب ليشرف عليها فجر الحرية.
هذا ردنا على خطابكم الكذوب.