إلى مواطن سوري مقهور

أدباء الشام

كتب إليّ أخٌ مقهور من الشام, يشكو حالـــهُ في الغربة ..

صديقي او صديقتي الكريمين انا مغترب في بلاد الله الواسعة ولله الحمد صدقا ً لاأعرف من اين ابدأولكنني سأبدأ  لا استطيع القول اني اعيش في احسن حال ولكن العيشة الكريمة التي لاتغني من جوع لقد أعجبني كلامك يا صديقي العزيز, و اود ان اشرح موقفي بشكل عقلاني انا تربيت في دمشق ودرست فيها وشربنا حب الرئيس المفدى قبل الوطن لانه هو الوطن حسب تعابيرهم وحسب فهمنا.

كبرنا واصبحنا في الجامعات وقد تخرجت من كلية التجارة في دمشق وسافرت بعدها حيث لم يكن لدي امل في بلدي ولا انكر اني تعذبت كثيرا من النظام السابق ورجالاته  وسجنت وضربت ولدي سؤال واحد لاأستطيع ان اطرحه ولا على اي شخص في العالم غيرك انت كيف استطيع ان انفض غبار الماضي؟ هل لانني فقدت الاحساس بالوطن؟ هل فقدت شرعية المواطنة؟ هل اصبحت خائن ومندس وجرثومة هل اصبحت نكرة في زمان اصبح فيه الرقم صفر له معنى هل هذا انا ارجوك ثم ارجوك جاوبني على رسالتي لانني اعيش مع شبح الوطن وشبح الخيانة وشبح الضرب والتعذيب من سنين استطيع في النهاية ان اقول انني شردت انا واهلى من دياري ومن اي ديار من دمشق لاني من الشام طردنا ودعس على رؤوسنا امام الناس وفي الشوارع ولم نستطيع فتح افواهنا

لك غربنا لسنوات كثيرة و لا استطيع ان ارى بلدي والسلام عليكم.

فكان جوابي:

 

أخي انشاء الله ستعود الى الشام

و الظلم سيزول

و البلد لك و لغيرك

لست جرثومة (بالمناسبة جرثومة الشئ في العربية اصله. هو جرثومة سوري اي سوري اصلي و تجرثم القوم اي اجتمعوا في مكان واحد بس هادا الاجدب يلي حطوا رئيس علينا ما بيعرف شو معناها العربي الاصيل) نعود, ولست خائن و لا مندس بل سوري اصلي و يلي بيقول غير هيك عليه ان ياتي بالدليل والقاعدة الشرعية تقول البينة على المدعي و اليمين على من انكر(هو قال عنك جرثومة لازم يجيب دليل و انت بيكفي تحلف يمين انك مو جرثومة و انا من ناحيتي مصدقك!)

 

الظلم ظلمات يوم القيامة

والعبرة بالخواتيم

البلد بحاجة لخبراتك انت و امثالك

اذا كل الناس بتفكر بالحياة الرغيدة و عند اول مشكلة تهرب لمين بتبقى البلد

ما يحدث في بلدنا هو تراكم للاخطاء و الاستسلامات منك و مني و من غيرنا

اسكت على هي و مشي هي و لا تعلق مع فلان لانه ازعر

شفنا الاخطاء و سكتنا لاننا خفنا و الخوف شئ طبيعي عند البشر و لكن مع بعضنا لا يقف شئ في وجهنا

منحفر الانفاق و منهد الجبال و نقضي على كل متكبر جبار اسمه بشار

و الله يبتلينا لتظهر معادننا التي ضاعت لمعتها تحت الذل و بسبب الازمات 

الله سبحانه و تعالى خلق في الانسان طاقة خيالية لا تظهر الا عند المشكلات

اخي لو رايت و انشاء الله مابتشوفها و اصلا انتهت و للابد لان الظالم زائل زائل زائل

لو رايت باب المنفردة في احد فروع المخابرات بتقول "ولي" والله لموت من اول دقيقة اذا سكروا علي الباب

و لكن الله يمد الانسان بروح البقاء فيبقى حيا قويا و كم من معتقل عاش خمسة او عشرة او عشرين سنة فيها و كان يظن نفسه سيموت من اول لحظة

من كان يتصور ان هذا الشعب الجبان الذليل الذي ربوه على الخوف و الذل 

الخوف من البسطار

الخوف من المخابرات

الخوف من شبح التقارير و قلم الرقيب

سيقف في وجه كل هذا و يقول يلي بيقتل شعبه خاين

التمثال الذي لم نكن نجرؤا ان ننظر اليه تحطم و بالاقدام دعسوا عليه

و جاي  الدور على الدكتور 

ونحنا شلنا المحافظ و اجى دورك ابو حافظ

ولا يهمك اخي بعزيمتك و عزيمة الشباب سننسى مافات و نبني و منرجع الشام متل و احسن من ايام زمان,

و السلام