حوار مع عَبَدة بشّار
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (24)
مجاهد مأمون ديرانية
شاهدت من قريب -كما شاهد كثيرٌ منكم- مقطعاً مصوراً يظهر فيه أحد العبيد على قناة أجنبية قائلاً إنه يضع بشار الأسد فوق الله، تعالى الله عما يقوله هذا السفيه الفاجر. ومن قبله شاهدت -كما شاهد كثيرٌ منكم- رهطاً من أولئك العبيد يسجدون لمعبودهم الفاني سجودَ العبد المؤمن لله الباقي. أمّا صفحاتهم التي أنشؤوها لتكريس عبادتهم ففيها من الكفر والسفاهة ما لا يتخيله عقل، ولم أستقصِها لأنقل لكم عجائبها (وما ينبغي لي) ولكني أمثّل بمثال من واحدة منها، يقولون فيها: قررنا أن نعبّر عن حبنا وهيامنا وجنوننا بسيادة الرئيس الرب البشار بهذه الصفحة، وأسمى تحياتنا وصلواتنا نرفعها لربنا الغالي! ثم يقولون: ارحلوا من هنا ودعونا نعبد ربنا الأسد البشار بسلام.
أنا لا أتدخل في اختيار أولئك الناس، فقد عبد قومٌ من قبلهم الثوم والبصل والحجر والبقر، لكني أستغرب فقط، فإنهم -وقد اختاروا أن يعبدوا بشراً مثلهم- كان أَوْلى بهم أن يبحثوا عن مخلوق أفضل، أمّا هذا المخلوق التعس؟ أمَا وجدتم غيرَه وَيْلكم؟
لو كان الرجل يُعبَد لشكله فبشار في النصف الأسفل من درجات سلّم الجمال والكمال. لا أدري لماذا يخطر ببالي كلما رأيته أنه لا بد كان لعبة لأخيه وأخته في طفولته، فكانت بشرى تقبض على أذنيه من طرف وباسل يقبض على قدميه من طرف آخر وتشدّ هي من طرفها ويشدّ هو من طرفه، ولا أرى إلا أنه نجا بأعجوبة بعدما كادت رقبته "تنملص" من موضعها. أمّا أذناه... دعكم من أذنيه!
ولو كان الرجل يُعبد لعقله فبشار في النصف الأسفل من درجات سلم العقل والفطنة. لا أدري لماذا أتخيل كلما رأيته أو سمعته أنه نجح في المدرسة بالغش والتدليس و"التدفيش"، وأنه لو شارك في اختبار الذكاء (آي كيو) لما تجاوزت محصلته خمساً وسبعين نقطة على الأكثر. أمّا ضحكته البلهاء... دعكم من ضحكته البلهاء!
ولو كان الرجل يُعبد لمنطقه فإنه في النصف الأسفل من درجات سلم الخطابة وسحر المنطق. لا أدري لماذا أحس كلما سمعته بأن أمامي تلميذاً يتدرب على الخطابة وكأن الأفكار التي كُلّف بالتعبير عنها كرة تهرب منه وهو يلحق بها لاهثاً ولا يدركها. أمّا السين... دعكم من حرف السين!
يا عَبَدة بشار: إذا بلغت بكم قلة العقل أن تعبدوا بشراً مثلكم، فهل بلغت بكم قلة الذوق أن تعبدوا بشاراً من دون الناس أجمعين؟! أمَا إني لا أستغرب من فساد عقولكم، بل أستغرب من فساد أذواقكم لأنكم لم تجدوا في الرجال معبوداً أفضل من بشار!