علماء الشام ملح البلد

د.أسامة الملوحي

عفوكم يا ملح البلد

د.أسامة الملوحي

بيانات لرابطة العلماء السوريين ,علماء الشام بدأت تصدر بعد ما يقارب الثلاثة أشهر من انطلاق الثورة السورية المباركة .وهي مستمرة في الصدور مواكبة للأحداث وفي بيانهم الأخير ادانوا القمع والجرائم المرتكبة من النظام الفاشي وأدرجوا فتوى مفادها (أن الذي يقتل وهو يدافع عن حرية وطنه فهو شهيد )  .ومن المؤكد أن بيانات العلماء السوريين ومواقفهم وفتاواهم هي بالاتجاه الصحيح وكل مؤيد للثورة السورية يفرح لهذا الموقف او لتلك المواقف ولكن ....ولكن :

ولكن عفوكم ايها العلماء ألم تتأخروا في دخولكم على خط الثورة

أليس من المفترض أن تشعلوها انتم ,نعم أنتم الذين خبرتم هذا النظام وعلمتم ان كل ما فيه ومن فيه باطل .

ألم يحارب هذا النظام كل ذي دين حق وكل ذي فكر سليم ألم تكونوا من أول ضحاياه ومنكم من ذاق السجون والتعذيب و كلكم ذاق الغربة والتهجير .

الم تصلوا منذ سنين الى قناعة أن هذا النظام كافر بكل القيم السماوية وعابث بكل الاخلاق السوية ومفكك لكل الاعتبارات الوطنية .

ألم تلمسوا أن الناس في سورية قبل الثورة صارت تخاف النظام القمعي كل الوقت لأقصى حد فلا مكان في القلب بقي لمخافة الله وتهيب مقامه الجليل .

عفوكم أما كان كل ذلك يوجب أن تعلنوها أنتم قبل غيركم أن تعلنوها ثورة تغيير وتحرير وتقرير مصير .ثورة الله أمر بها وفرضها ولا يرضيه أي فعل من دونها .

نعم هي ثورة انتم تدركون قبل غيركم انها بمستوى التحرر من هيمنة وعبادة أسوأ العباد الى عبادة رب العباد فكيف تفتون وبعد خمسة اشهر ان الذي يقتل دفاعا عن حرية وطنه هو شهيد .كيف هو شهيد بقرار (فتوى )بعد خمسة أشهر .لا ...لاوالله لم تعطوا قتيل الحرية حقه أبدا .لم تعطوه حقه رغم انكم سمعتم نيته يعلنها (هي لله ) وسمعتم هتافه يكبر ويهلل وسمعتم نطقه للشهادتين وهو يحتضر.وبعد خمسة أشهر تعدونه من الشهداء .كلا لا يكون هذا ولا يستقيم ولا يوفي الدين .لا يستقيم إلا أن تقولوا: إنه من السابقين ومن الصديقين ومن الشهداء وأنه حمل مع اخوانه الأمانة عنكم ..أمانة أن تحرضوا أنتم المؤمنين على الخروج وأن تشعلوا أنتم الثورة وأن تتقدموا أنتم أنفسكم الصفوف .هكذا كان النبي يا ورثة النبي وهكذا كان سيفعل لو كان بيننا .لقد دعا المؤمنين للحق وحرضهم على الخروج وتقدم وهو في الستين من عمره تقدم الصفوف وجرح جروحا شديدة في المواجهة حتى قيل قتل .

عفوكم ايها العلماء أما وأنكم لم تشعلوها وقد وجب. ولم تتقدموا الصفوف وقد وجب ,ولم تكونوا بين الثوار على الارض وقد وجب فاذكروا الأبطال السابقين بما فيهم وأعلنوا لهم منزلتهم و اطلبوا لهم النصرة على عمومها واطلبوا لهم النصرة بالمال أضعاف أضعاف ما تفعلون وتحضون وأبعدوا هذه النصرة أن تصب عن طريق التجمعات والكتل والتحزبات فكثير يصب مشروطا موجها .

عفوكم أيها العلماء ولكنه حمل ووزر.حمل ثقيل يزيحونه هؤلاء المؤمنين الأبطال يزيحونه عنا جميعا وبالنيابة عنا جميعا ووزر عظيم أمام الله عسى الله أن يغفره إن قدمنا لهم كل نصرة وجهد ..........سلام على الشهداء والله أكبر.