حلّ السلطة الفلسطينية وإلغاء أوسلو

جميل السلحوت

جميل السلحوت

[email protected]

صدرت تهديدات وتصريحات كثيرة من الحكومة الاسرائيلية، وبعض وزرائها وقادة أحزابها بالغاء اتفاقات اوسلو مع السلطة الفلسطينية اذا ما ذهبت الى الأمم المتحدة طالبة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران 1967، وتلتها تهديدات أخرى بفرض حصار على السلطة، وحجز  مقتطعات الضرائب الفلسطينية التي تشكل حجر الزاوية في دفع رواتب موظفي السلطة، وتزامنت التهديدات الأسرائيلية مع قرارات وتصريحات مماثلة من الكونغرس الأمريكي، وقادة الحزبين الديموقراطي والجمهوري في أمريكا، فما الذي تريده أمريكا وبنتها المدللة اسرائيل من الشعب الفلسطيني خاصة، والشعوب العربية عامة؟ فالاحتلال الاسرائيلي مستمر ويترسخ بالاستيطان وسلب الأراضي الفلسطينية والممول ماديا وعسكريا وسياسيا من أمريكا، واسرائيل لم تقدم للفلسطينيين شيئا يذكر من خلال المفاوضات المستمرة منذ عشرين عاما، وتتنكر لقرارات الشرعية الدولية، تساندها في ذلك أمريكا التي ما كانت يوما راعيا محايدا لعملية التفاوض، فهل المطلوب من الفلسطينيين وبقية العرب الاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة؟ وطلب الرضا والغفران من اسرائيل وأمريكا؟

وهل سيقبل الشعب الفلسطيني بسلطة تحت الاحتلال الى ما لا نهاية؟ وأليس من حق الشعب الفلسطيني أن يصل الى حقه في تقرير مصيره على ترابه الوطني كبقية شعوب الأرض؟ وأن يقيم دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف؟

صحيح أن اقامة السلطة الفلسطينية يشكل نتاجا لتضحيات الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، وتمهيدا لإقامة الدولة المستقلة، لكن السلطة نفسها تحت الاحتلال، ولا يمكن أن تقبل قيادتها وشعبها عن التحرر والاستقلال بديلا، واذا ما استمرت الضغوطات على السلطة، ولم تستطع تحقيق مشروعها السلمي بالوصول الى حل عادل يضمن كنس الاحتلال ومخلفاته، وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، فعليها أن تحل نفسها، وأن تعيد القضية الفلسطينية الى الجامعة العربية كي تتحمل دولها مسؤولياتها القومية تجاه قضية العرب الأولى، وعلى دولة الاحتلال وحليفتها أمريكا أن تتحملا عواقب ذلك، وأن تقارعا شعبا وأمة ما ارتضوا الذل والعبودية يوما، وعلى اسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها كدولة محتلة.