حول المواقف والآراء من وراء الكواليس
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
بعد احتلال حماة من قبل عصابات القتل والإجرام والمتمثلة بعصابات الإجرام الحاكمة في سورية , ومع متابعة الأقوال المستنكرة من هنا وهناك والشاعرة بالقلق وبداية تحرك عالمي لحل القضية السورية والخروج من الآزمة الحالية
نجد موقفين مرتبطين بموقف النظام في سورية
الموقف الأول : اسقاط النظام عن طريق تدخل عسكري يطيح بمكوناته وتقديم رموز مجرميه للمحاكم السورية أو الدولية كسيناريو يوغسلافيا
والموقف الثاني والذي مازال الكثيرون من قادة العالم يسعون إليه وهو طريق التحول الديمقراطي عن طريق الدعوة للصلح بين المجرم القاتل وبين المقتول
لنعرج أولاً على الموقف التركي والمدعوم عالمياً , والرسالة التركية والمنقولة غداً للنظام السوري هي :
وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب الجيش لمقراته الأصلية , وإطلاق سراح المعتقلين وعودة المهجرين السوريين , والجلوس على طاولة الحوار والتمهيد لانتخابات حرة ديمقراطية يشارك فيها بشار الأسد , يسبق ذلك تشكيل حكومة وطنية مستقلة تمهد لتلك الانتخابات وتعديل الدستور أو بعضاً من مواده
فإن قبل النظام بهذا العرض وتنفيذه مباشرة , فالخطة العسكرية لن تنفذ في الوقت الحاضر
وتصريح نبيل العربي أمين الجامعة العربية على حل الأزمة السورية عن طريق المصالحة وتنفيذها خطوة خطوة
فقد حاولت كثيراً البحث عن معنى المصالحة تلك , وما هي صيغة هذا الصلح المزمع إجراؤه ؟
ومن هم الفرقاء المتصارعان والموجودان على الأرض حتى تتم المصالحة بينهما ؟
الواقع هو أن الأزمة الموجودة في سورية أوجدها النظام , والشعب هو الذي يوجد السلطة لتنظيم شئون المجتمع وعندما يجد الشعب أن هذه السلطة أصبحت عبئاً عليه فبدلاً من أن تكون هي الحامية له أصبحت هي المدمرة له وهي التي تمارس كل عمليات الإجرام ضده بدلاً من أن تحميه من الناس المجرمين والشاذين عن المجتمع , فمن المنطقي القول هنا , أنه لايمكن إجراء مصالحة بين الشعب وبين هذه السلطة , والصلح الوحيد هو محاكمة السلطة وتوابعها على العمليات الإجرامية والتي مارستها ومازالت تمارسها ضد هذا الشعب الحر الأبي
وهنا يتبادر للزهن السؤال الآتي :
مع من ستتم المصالحة ؟
النظام المكون من رئيسه وتوابعه من الأمن والجيش والشبيحة , فقد فهمنا هؤلاء يمثلون نظام الحكم فهو الطرف الأول
ولكن من هو الطرف الثاني ؟
الطرف الثاني , قد يقول قائل هي أحزاب المعارضة بتشكيلاتها المختلفة في الداخل والخارج , ولكن هذه المعارضة مازالت مشتتة ولا تملك صوتاً واحداً حتى يمكنها قيادة المرحلة القادمة
الطرف الأساسي المتمثل بقيادات الثورة في الداخل , وهي اللاعب الحقيقي والوحيد والقوة الموجودة على الأرض لأنها تمثل غالبية الشعب السوري
أحاول ان أجد مبرراً واحداً يمكن الركون إليه , في حال أفرض جدلاً أنني أنتمي لهذا الطرف الثوري الموجود والذي يقاوم هذا النظام المجرم , وعن طريق هذا المبرر هل يمكنني الدخول في صلح مع هذا النظام ؟
فكلما وجدت مبرراً ما وكتبته يتم طمسه بطاهرة حرة اغتصبت من قبل هؤلاء المجرمين , ولو تجاوزته غصباً عني كما يقال لدرء المفاسد أجد آلاف من جثث الشهداء الأبرياء تحط على كاهلي , وأجد صرخات الأمهات وصرخات الأطفال ودماؤهم الزكية والتي تخرج من قلع أظافرهم تقول لي كيف لك أن تضع يدك في يد من فعل ذلك ؟
وعندما أشاهد الأفلام والتي تصلنا من سورية الحبيبة , ومبتدءاً بالقول ماشاء الله ولا قوة إلا بالله , إن هؤلاء الأبطال من ثوارنا الأعزاء وبإصرارهم على تحقيق أهدافهم , على الرغم من شدة القمع والإجرام والذي يمارس ضدهم , ويزدادون قوة وعزيمة , فليس من المعقول أن يدنسوا أياديهم الطاهرة بوضعها بأيادي ثلة نجسة قذرة ملوثة ومعجونة بكل أنواع القذارة وبعدها عن مساواتها بأبشع وأقذر أنواع المخلوقات , فهي أقذر منهم
فلا وجود للصلح مع هؤلاء وإنما يجب محاكمتهم والقصاص منهم على كل صغيرة وكبيرة ارتكبت بحق هذا الشعب الحر والأبي.